العوامل المؤثرة و المشتتة في الانتباه


العوامل المؤثرة و المشتتة في الانتباه

العوامل المؤثرة و المشتتة في الانتباه
العوامل المؤثرة و المشتتة في الانتباه

إن الانتباه من أنشطة العقل , فهو وسيلة اتصال الفرد بالبيئة التي يعيش فيها , وهو عملية ضرورية لبقية العمليات  العقلية  الأخري , وذلك لأن الفصل الدقيق بين العمليات العقلية أمر في غاية الصعوبة نظراً للتداخل الكبير بينها,  فالانتباه تكمن أهميته في كونه من المتطلبات الرئيسية للعديد من العمليات المعرفية كالأدراك, والتذكر, و إتخاذ القرار, و التفكير.

تعريف الانتباه:

يعرفه “القاموس النفسي” بأنه عملية تركيز الذهن علي شئ محدد، وذلك بالإنغلاق علي العالم الخارجي للتموضع علي ما يهمنا.

خصائص الانتباه.

  1. الإنتباه عملية إدراكية مبكره : حيث يقع الانتباه بين عمليتا الإحساس والإدراك لذا يطلق عليه ” عملية إدراكية مبكرة”.
  2. الإصغاء: هو أهم عملية إستكشاف للبيئة المحيطة مثلاً : التركيز علي بعض الأحاديث والمثيرات السمعية.
  3. الإختيار والإنتقاء: وفيها يتم توجيه الانتباه لبعض المثيرات المتوائمة مع حاجاته وحالاته النفسية.
  4. عملية الإحاطة: ترتكز علي الإحاطة الحسية البصرية أو السمعية, أي استقبال المثيرات وإستجماعها ثم إنتقائها.
  5. التركيز: من خلال إهمال إشارات التنبيهات الأخري , والتوجيه بفاعلية وإيجابية وإهتمام.
  6. التعاقب: من حيث التركيز علي التسلسل الموجه للفكر عبر فترة زمنية, والانتباه غير المتقطع.
  7. النموذج: ظهور المثير بعد فترة زمنية طويلة مع ظهور مثير دخيل.
  8. التباين: شدة الإستثارة من مصدر المثير نفسه بين القوة والضعف.

وظائف الانتباه:

ويشير Sternberg,2003 الي أن الانتباه يؤدي ثلاثة وظائف أساسية في ضوء أنواعه وهي:

  1. الانتباه التلقائي:يتمثل برغبة الفرد في إختيار المثير الذي يرغب في الإنتباه له المثيرات التي نريد إهمالها كأن تختار أن تقرأ في صفحات هذا الكتاب بدلاً من مشاهدة التلفاز.
  2. الانتباه الموجه: وتتمثل في محاولة الفرد التعرف علي حدوث مثير حسي ما في البيئة المحيطة به كأن يبحث الفرد عن أصوات غريبة خلال سكون الليل.
  3. المقسم:يتمثل في قرار الفرد الإنتباه الأكثر من مهمة في نفس الوقت ولكن بطريقة تتابعية من خلال تغيير الإنتباه من مهمة الي أخري لفترة من الزمن.

–  مراحل الإنتباه:

  • مرحلة الكشف: وفي هذه المرحلة يحاول المتعلم أن يستدل ويكشف وجود أية مثيرات حسية عن البيئة عن طريق أعضائة الحسية. وتكاد تعتمد هذه المرحلة علي سلامة تلك الأعضاء , إذا أن أي خلل يصيبها أو الجهاز العصبي بشكل عام والدماغ بشكل خاص. يؤثر علي قدرة المتعلم في تركيز الإنتباه علي المثيرات البيئية الحسية.
  • مرحلة التعرف: وفي هذه المرحلة يحاول المتعلم التعرف علي طبيعة المعلومات الحسية المتوفرة من خلال ترميزها وتحليلها وفهمها وبمساعدة خبرات المتعلم السابقة لمعرفة نوعها وشكلها وحجمها وقوتها أو أهميتها بالنسبة له. ربما تكون هذه المعلومات تشبع حاجة إليه أو لا تشبع, منظمة أو غير منظمة, مألوفة أو غير مألوفة , ممتعة أو مملة , تتمتع بالأهمية أو عديمة الأهمية , وهكذا لتحديد مدي الإستمرارية في إستقبالها لإستكمال عملية إدراكها أو اهمالها أو التغاضي عنها.
  • مرحلة الاستجابة: وفيها يحدد المتعلم أسلوب الإستجابة المناسب في ضوء إستيعاب , وإختيار المثير الحسي من بين عدة مثيرات حسية وتهيئته للمعالجة المعرفية الموسعة لغرض الإستجابة الظاهرة أو الضمنية في جميع مجالاتها المختلفة.

العوامل المؤثرة و المشتتة في الانتباه.

أولاً: العوامل الخارجية وتتمثل في:
  • شدة المنبه:فالأضواء الزاهية والأصوات العالية والروائح النافذة تجذب الأنتباه عن غيرها.
  • تكرار المنبه: يؤدي تكرار المنبه الي جذب الانتباه.
  • تغير المنبه:انقطاع المنبه أو تغيره في الشدة يجذب الانتباه.
  • حركة المنبه:المنبه المتحرك أجذب للأنتباه من المنبه الساكن.
  • موضع المنبه:إذا كان في موضع بارز مثل الاعلان في النصف الأعلي من الجريدة.
  • مصدر المنبه: أن المنبهات البصرية أكثر إثارة من المنبهات السمعية.
  • حداثة المنبه: فالمنبهات الحديثة التي تدخل خبرة الفرد لأول مرة تجذب انتباهه اليها أكثر من المنبهات المألوفة لديه.
  • حجم المنبه:فالمنبهات كبيرة الحجم والضخمة تجذب الانتباه إليها أكثر من المنبهات الصغيرة.
  • تنسيق المنبه: فالشئ المنسق الأجزاء يجذب الانتباه إليه.
  • التباين:كل شئ يختلف اختلافاً كبيراً عما يوجد في محيطة يجذب الانتباه مثل وجود نقطة بيضاء وسط صفحة سوداء.
ثانياً: العوامل الداخلية:
  • التهيؤ الذهني: إذا كان هناك شخص يريد شراء سلعة معينه فأنها تجذب انتباهه عندما يراها.
  • الحاجات العضوية: فالجائع إذا كان سائراً في الطريق تجذب انتباهه الأطعمة.
  • السن: حيث تؤثر المرحلة العمرية للفرد علي قدرته علي الانتباه.
  • دوافع الفرد: فغالباً ما يوجه انتباهه الي المثيرات التي تشبع دوافعه.
  • الميول المكتسبه:تؤثر ميول الشخص علي ما يجذب انتباهه فمثلاً الطبيب يجذب انتباهه الأمراض.

–  العوامل المشتته للانتباه:

أولاً: العوامل العضوية:قد يرجع شرود الإنتباه الي:
  • التعب والإرهاق وعدم النوم المريح بقدر كافً.
  • عدم الانتظام في تناول وجبات الطعام, أو سوء التغذية.
  • اضطرابإفرازات الغدد الصماء.
  • آلالام عضوية عابرة أو مزمنة.
  • لوحظ أن اضطراب الجهازين الهضمي والتنفسي مسؤل بوجه خاص عن كثير من حالات الشرود لدي الأطفال.

ثانياً: العوامل النفسية:كثيراً مايرجع تشتت الانتباه الي عوامل نفسية ومنها:

  • الشعور بمشاعر أليمة كالنقص.
  • الشعور بالقلق أو الاضطهاد.
  • الأحساس بعدم الثقة في النفس أو أنه تافه مقارنة بالآخرين.
  • الكراهية والحقد علي الآخرين.
  • الضيق أو الملل أو العجز عن فهم المثير والفشل في تحقيق التهيؤ العقلي المطلوب.
  • الفشل في اصطفاء وتنقية المثيرات الهامة ومداومة التركيز عليها , واستبعاد ما عداها أثناء القيام بمختلف جوانب المواقف المثير الذي يجذب انتباهه.
  • تثبيت الانتباه: ويقصد به ثبات المتعلم علي مثير معين لأنه يستهويه , أو عدم تمتعه بالمرونه الكافية لنقل انتباهه بين المثيرات المختلفه بسبب تعبه أو إجهاده , وهو الأمر الذي يجعله لا يتابع عناصر الدرس المتتالية فلا يلم بصيغتها الإجمالية فيحس بالعجز عن فهمها.
  • الاندفاعية وعدم التروي في التعامل مع المثيرات مما ينجم عنه, توهم الفهم أو الاستيعاب لجزء من الدرس , ثم تحويل الانتباه الي مثير آخر.
ثالثاً: العوامل الاجتماعية:
  1. نزاع مستمر بين الوالدين يتسبب في القلق المستمر وشرود الذهن لدي الطفل.
  2. القلق والحرمان الشديد مما يشعر المتعلم بالدونية مع أقرانه.
  3. قسوة المعلم وشدته علي المتعلمين أو ضعفه الأكاديمي وقلة خبرته في تشويق المتعلمين للدرس.
رابعاً: العوامل التربوية:

ومنها ( ضعف الإثارة للمعلومات التي تقدم للتلميذ – الضوضاء- البيئة المادية لغرفة الصف- الزيادة في التعب- عدم إحترام التلميذ لنمط الصفي- المعلم نفسه عامل مشتت ” صوته- طريقة التدريس”.

–  اضطرابات الانتباه:

  • شرود الذهن: وهو الإزاحة المباشرة والسريعة للإنتباه خلال سلسلة من المثيرات غير الهامة , ففي الشرود الذهني لا يستأثر أمر دون غيره ببؤرة الشعور فهو حالة عدم مبالاة.
  • أبروسيكسيا: وهو فقدان القدرة علي تثبيت الإنتباه حتي لفترة وجيزة من الوقت في موقف معين بصرف النظر عن أهمية أنه بمثابة تفريط في الإنتباه.
  • هيبروسيكسيا:ويعني أيضاً” الإفراط في الانتباه” وهو تركيز حاد للإنتباه ينجم عنه تتضيق المجال الإدراكي , أي هو في حالة إنحصار يفقد فيها الذهن حرية التصرف ويصبح أسير الوساوس والهواجس المتسلطة والأفكار الثابتة , ولا يستطيع الفرد التخلص منها بالإرادة وبذل الجهد, فقد تستحوذ عليه فكرة إضطهاد الناس له أو أنه مذنب أثيم أو قد يتوهم المرض.

أقراء عن اضطراب نقص الانتباه

ملاحظات هامة:

لكي تزيد من إنتباهك أو انتباه طفلك فعليك باتباع الخطوات التالية:

  1. ركز علي نشاط واحد فقط فما جعل الله لراجل قلبين في جوف.
  2. مارس التمارين الرياضية بأستمرار.
  3. اشرب الكثير من الماء والسوائل التي تزيد من حدة التركيز.
  4. تناول المكسرات لأنها تساعد علي تغذية العقل.
  5. تناول المكملات الغذائية و خاصة الأوميجا3.
  6. تخلص من الضوضاء أو المشتات من حولك.

الكاتب:

كاتبة بموقع المتخصص . حاصلة علي ليسانس في علم النفس ، كما انها حصلت على الماجيستير في الصحة النفسية بجامعة الأزهر بالقاهرة . تحب الكتابة و الشعر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *