فن التغافل و التجاهل ماطرق إكتساب فن التغافل


فن التغافل و التجاهل:

فن التغافل و التجاهل ماطرق إكتساب فن التغافل
فن التغافل و التجاهل ماطرق إكتساب فن التغافل

التغافل هو ان ترى الخطأ ولكن تتجاوز عنه كأنك لاتراه ، و التجاهل عن نقائص و عيوب وأخطاء من حولنا هو الحل للكثير من مشاكلنا اليومية. و هو وراء السبب الرئيسي في توتر أو فشل الكثير من العلاقات، كما أنه توقع الكمال من الطرف الآخر ، ولكن لسنا ملائكة لقد خلقنا الله بشر نصيب ونخطئ . فلا تنتظر الملائكية من أحد ، كما أن الشخص الذكي هو الذي يغفل عن الأخطاء و الهفوات لمن يحب ، وليس هذا نقصاً أوضعفاً منه ، وإنما أدراكاً منه للعواقب الناتجه عن هذا التدقيق لكل شئ.

أقراء عن الشخصية الشغوفة.

 مفهوم التغافل:

التغافل : هو تعمد الغفلة و التجاهل ، وهو إظهارك الغفلة عن عيب أو نقص مع علمك ،وإدراكك التام لما يتغافل عنه ،تفضلاً وتكرماً منك ، وترفعاً عن صغائر الأمور .

صور التغافل:

  1. غفلة محمودة: و هي التي يتغافل بها الإنسان عن الزلات التي تحدث من الآخرين ، ويهجر بها الأخطاء وصغائر الأمور ولا يُلقي لها بالاُ وكأنها لم تكن .
  2. غفلة غير محمودة: وهي التي يُبتعد فيها عن أوامر الله ثم الشرع ، وإذا ذُكر لم يلق لذلك اهتماماً وعناية.

أقوال في فن التغافل:

  1. الشافعي يقول ” الكيس العاقل هو الفطن المتغافل”.
  2. الحسن رضي الله عنه يقول” مااستقصي كريم قط”.
  3. أكثم بن صيفي يقول ” من شدد نفر , ومن تراخي تألف, والشرف في التغافل.
  4. الأعمش يقول ” التغافل يطفئ شراً كثيراً”.
  5. وفي الشعر التالي يقول ” أغمض عيني عن صديقي تغافلاً .. كأني بما يأتي من الأمر جاهل.
  6.  آخر يقول في التغافل ” تغافلت عن أشياء منه وربما… يسرك في بعض الأمور التغافل.
  7. علي كرم الله وجهه يقول ” من لم يتغافل تنغصت عيشته”.
  8. الحسن البصري يقول ؛مازال التغافل من فعل الكرام”.

فوائد التغافل و التجاهل :

  • يُكسبك طمأنينة لك. ولمن حولك و راحة في البال.
  • يغلق باب للنكد و الشقاء علي صاحبه يقول علي كرم الله وجهه ” من لم يتغافل تنغصت عيشته”.
  • دوام العشره و المودة خاصة بين الأقارب والأصدقاء والمحيطين بنا فمعظم العلاقات أنقطعت بسبب تتُبع الأخطاء والعثرات.
  • يتغاضي عن الضرر ويطفئ الشر وذلك لأن إحصاء كل صغيره وكبيره أمر لا يطيقه الصغير قبل الكبير . ولا القريب قبل الغريب فعدم التجاهل و التغاضي عن العديد من المواقف يشعل نار الغضب والشحناء و الشر في القلوب.
  • التغافل يُكسب صاحبه الإحترام و التقدير فالشخص الذي يتعامل باأداب فن التغافل ،وغض الطرف عن الزلات ،و تجاهل عيوب الاخرين يعيش محبوباً لمن حوله.
  • يمدح الله عباده المؤمنين الذين لا يقابلون السفهاء بما يبدُرُ منهم ويقولون أطيب الخطاب .

طرق إكتساب فن التغافل:

  1. يجب أن تدرك مدي أهمية إختلافنا : بمعني أنك مهما حاولت لن تجعل الطرف الآخر يشبهك تماما ويتفهم كل ما يزعجك دون التحدث به . فقد يكون ما هو جارح لك هو عادي يالنسبة له أو لم يلاحظه. فالشخص الذي يثق في نفسه حقاً لا يخاف من الأختلاف لقوله تعالي ” ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين”.
  2. الإدراك بنواقصنا و عيوبنا : لاننا بشر ولدينا عيوب و نواقص ، فالكمال لله وحده ، وأخطاء الناس و تقصيرهم سيصبح عادي بالنسبة لك إذا غيرت نظرتك وردة فعلك عن هذه النواقص .
  3. يجب أن تحسن أختيار معاركك جيداً: فالنجاح ليس أن تأخذ كل المعارك وتفوز بها وحدك ،لأن ليست كل المعارك مهمة بل في بعض الأحيان من الحكمة تجنب بعضها لإستمرار العلاقة و ربما تغافلك سيحل المشكله بدون أن تشعر.
  4. التركيز علي الإيجابيات ومحاسن الناس: عند التركيز علي إيجابيات ومحاسن من حولنا لا نتذكر عيوبهم .لأننا كذلك عندنا الكثير من العيوب ايضا ، ونحب أن يتغافل الآخرون عن أخطائنا ويركزوا علي ايجابياتنا .
  5. فيجب توجيه أهتمامتنا إلي أشياء أفضل و المبادرة لإدارة أنفعالنا.

ملاحظات هامة للتغافل :

  • لا تدقق في أخطاء من حولك ولا تستقصي ما ليس لك حق به ولا تتبع زلااات الغير . تأمل قول الله تعالي ” خذ العفو  وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ” (الأعراف – الآيه: 199). فأنس بن مالك رضي الله عنه يقول ” خدمت رسول الله صلي الله عليه .عشر سنين ، والله ما قال لي أُفُــاً قط . ولا قال لي لشئ – لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟” (رواه مسلم).
  • التغافل من الأخلاق النبيلة .قد يسلك البعض التغافل من باب حفظ ماء الوجه بالنسبة للآخرين أو من باب الحياء . وكلاهما دليل علي رُقي  الأخلاق و التعاملات. ولنتذكر دائماً أن التجاهل لبعض الأمور ليس عن ضعف شخصية وذل .بل منتهي القوة لنتخطي الحياة.
  • التغافل فن لايتقنه إلا السُعداء”.

الكاتب:

كاتبة بموقع المتخصص . حاصلة علي ليسانس في علم النفس ، كما انها حصلت على الماجيستير في الصحة النفسية بجامعة الأزهر بالقاهرة . تحب الكتابة و الشعر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *