الذاكرة العاملة، طرق علاج ضعف الذاكرة


الذاكرة العاملة، طرق علاج ضعف الذاكرة

الذاكرة العاملة، طرق علاج ضعف الذاكرة
الذاكرة العاملة، طرق علاج ضعف الذاكرة

 

غالباً مايستخدم مصطلح الذاكرة العاملة بشكل مشابه أو مرادف للذاكرة قصيرة الأمد , ولكن العديد من المُنظرين يؤكدون علي وجود أختلاف كبير بين الاثنين .

فالذاكرة العاملة تسمح بمعالجة وتغيير المعلومات المُخزنة في حين تشير الذاكرة قصيرة الأمد الي تخزين المعلومات بشكل مؤقت فقط . فهي عملية تخزين المعلومات بدون التلاعب بها , وعليه فإنها جزء من الذاكرة العاملة , كما تختلف الذاكرة العاملة عن الذاكرة طويلة المدي. أما الأخيرة فهي جزء منفصل من منظومة الذاكرة , ولها سعة تخزينية ضخمة وتحتفظ بالمعلومات بشكل أكثر ثباتاً نسبياً.

تعريف الذاكرة العاملة:

هو نظام محدود السعة, نظام قادر علي تخزين المعلومات والتلاعب بها لمدة قصيرة. وهذه المعلومات التي يخزنها تتعلق بأداء وظائف معرفية معقدة كالتفكير المنطقي, والفهم , وأنواع محددة من التعلم. فهي تهتم بالتخزين المؤقت للمعلومات التي تحول فيما بعد الي نظام الذاكرة طويلة المدي أو تتعرض للنسيان.

أهمية الذاكرة العاملة:

  • تعليم الطفل سواء في القراة أو الحساب أو غيرهما .
  • الذاكرة العاملة مهمة لعمليات النسخ من السبورة , والتهجئة والمناقشة.
  • الطفل الذي يعاني من مشاكل في الذاكرة العاملة ستكون لديه صعوبة في تخزين واستخدام المعلومة في هذا الوقت القصير الخاص بالذاكرة العاملة والذي يسمونه أيضاً “فضاء العمل الذهني”.
  • الذاكرة العاملة تنمو وتتطور مثل باقي الوظائف الدماغية , وفي أغلب الحالات سيلتحق الأطفال الذين لديهم مشاكل في الذاكرة العاملة بأقرانهم إذا ساعدنا في تنميتها.
  • العديد من الأطفال لديهم معدل طبيعي للذكاء اللفظي وغير اللفظي , بل وبعضهم اعلي من الطبيعي لهذا يعتقد بعض الباحثين بأن تحديد مستوي الذاكرة العاملة له دور مهم كمؤشر لحالات الأطفال الذين لديهم صعوبات في التعلم.

أنواع الذاكرة:

  1. الذاكرة الحسية:

هي أول أنواع الذاكرة البشرية وأكثرها عملاً , حيث تستقبل المدخلات الخارجية والمثيرات بكافة أنواعها , وتستقبل تلك المثيرات عبر الحواس الخمس, وتتميز بكونها محدودة وقادرة علي التمييز بدقة بين المعلومات التي تصل إليها , وبسرعة فائقة , بحيث يستطيع المخ تكوين صورة شاملة عن المكان والزمان الذي تعمل فيه الذاكرة , ولكن يتم تخزين المعلومات في تلك الذاكرة في صورة حسية فقط, ولا يتم الاحتفاظ بها لأكثر من خمسة ثوانٍ, فهي التي تحتفظ بالمعلومات من خلال الأعضاء الحسية مثل اللمس والسمع والشم.

  1. الذاكرة قصيرة المدي

تعرف الذاكرة قصيرة المدي علي أنها الذاكرة العاملة. لأنها تحتوي علي المعلومات النشطة التي يفكر فيها الإنسان.

وهي المرحلة الثانية في عملية تخزين المعلومات , وتعتبر نوعاً آخر من التذكر , لأنها تستقبل المعلومات ذات الأهمية عن طريق الحواس وتحتفظ بها بشكل مؤقت للتعامل معها. وتخزين المعلومات في الذاكرة المتوسطة يكون إدراكياً سواءً في حالة بصرية أو لفظية. وسعة تخزين ذلك النوع من الذاكرة للمعلومات محدود , بحيث لا يمكن للإنسان التفكير في أكثر من تسعة أشياء في الوقت ذاته. بما يُفسر احتفاظها بالمعلومات بصورة مؤقته للسماح باستقبال معلومات جديدة فهي تستمر لمدة لاتزيد عن عشرين ثانية قبل نقل المعلومات الي الذاكرة طويلة المدي.

  1. الذاكرة طويلة المدي

هي تمثل المفهوم العام للذاكرة, حيث إنها الذاكرة المسؤولة عن تجميع خبرات الفرد التي يكتسبها طوال حياته بداية من التعلم في الصف الأول الي نهاية العمر , وتنقل إليها المعلومات التي تستقبلها كل من الذاكرة الحسية والمتوسطة , وتعمل الذاكرة طويلة المدي علي تفسير تلك المعلومات وإعطائها معاني لربطها بغيرها , بعد عملية تحليل وتنظيم لتلك المعلومات , بما يعني قدرة تلك الذاكرة علي استدعاء جميع المواقف المشابهة لإحدي الخبرات , والتي تم تخزينها لعشرات السنوات , ورغم ذلك فإنه يمكن فقدان بعض المعلومات التي خُزنت في تلك الذاكرة , ولكن ليس إزالتها, حيث إن تخزين تلك الذاكرة للمعلومات لا نهائي من حيث السعة ووقت التخزين , إلا أن تنظيم الذاكرة للمعلومات من  حيث الأهمية قد يطمس بعضها للسماح باستدعاء معلومات أكثر أهمية.

الترميز في الذاكرة العاملة:

المعلومات ترمز في شكل رموز وهناك ثلاثة أنواع من الرموز شفوية, بصرية ودلالية.

  • الرموز الشفوية:المعلومات التي نتلقاها عن طريق السمع يتم ترميزها فونولوجيا في الذاكرة العاملة.
  • رموز بصرية: المعلومات التي نتلقاها عن طريق البصر يتم ترميزها في الذاكرة العاملة عن طريق تكوين الصور الذهنية.
  • رموز دلالية: المعلومات التي تحتوي علي المفاهيم يتم ترميزها دلالياً في الذاكرة العاملة وذلك بالاحتفاظ بالمعني العام وإهمال الشكل الذي عرضت به.

الاستدعاء في الذاكرة العاملة:

استدعاء المعلومات في الذاكرة درس بمساعدة “براون ,وبترسون “حيث أفترضا أن للاستدعاء والتذكر نوعين هما:

  • الاستدعاء الحر:حيث يتم استدعاء المواضيع عن طريق الوحدات التي يتم تذكرها بترتيب ما (غير محدد).
  • الاستدعاء المتسلسل:حيث يتم استدعاء المواضيع عن طريق الوحدات بنفس الترتيب الذي عرضت به أثناء التقديم, هذا النوع من التذكر هو أكثر صعوبة من النوع السابق , حيث في الاستدعاء المتسلسل يتم تذكر وحدات المواضيع ووضعية كل واحدة منها بينما في النوع السابق (الحر) تذكر الوضعيات ليس مهم بل يتم تذكر الوحدات فقط.

مميزات الذاكرة العاملة:

  1. قدرة التخزين أو سرعة الترميز:  يري بعض الباحثين أن الذاكرة العاملة لا تتناسب لا مع السن ولا مع الذاكرة , وما يوضح هذه العلاقة هو سرعة الترميز في الذاكرة العاملة وقدرة الاحتفاظ بالمعلومات حسب الترتيب الزمني لتتابع الأحداث وقد وجد كل من بادلي وتومسون (1995) أن هناك علاقة وثيقة بين وحدة الحفظ وسرعة قراة وحدات مبنية بصريا. بينما لاحظ نيكولا سون (1982) أن وحدة الحفظ تتماشي مع السن لكن تبقي بالنسبة لإيقاع القراءة, لذا يعتقد أن اختلاف وحدة الحفظ بالنسبة للسن يعود لسرعة ترميز الوحدات تحت الشكل اللفظي.
  2. مرونة المعلومات في الذاكرة العاملة:

إن زوال الإثارة لا يتغير حسب الشخص بل ما يتغير هو استراتيجية مراجعة المعلومات عن طريق التكرار الذهني من جهة, وطبيعة الترميز الذي قد تم خلال فترة تقديم المثيرات من جهة أخري.

  1. إسترجاع المعلومات من الذاكرة :

إسناداً للتجربة التي قام بها العالم ستيرنبرج (1966) أنه قدم قائمة من  أرقام مختلفة الطول من 1إلي 6 أرقام , وتكون القائمة متبوعة برقم اختياري وعلي الشخص أن يقرر بسرعة ما إذا كان هذا الرقم من بين أرقام القائمة أم لا . وبعد قياسه للوقت اللازم للإجابة وجد أن وقت الإجابة يتناسب خطياً مع أعداد الوحدات في القائمة. فكلما أضيف رقماً الي القائمة زادت قدرة الرد الي 38 ثانية, ومهما كانت نوعية الاجابة (بالإيجاب أو السلب). فإن وقت الإجابة يبقي نفسه وهكذا فإن الزمن (أي 38ثانية) وجد بأنه نفس الزمن الذي تستغرقه الذاكرة العاملة للمقارنة الداخلية ويلعب دوراً هام في الفعالية المعرفية.

سلبيات ضعف الذاكرة العاملة:

  • عدم القدرة علي الانتباه والتركيز.
  • عدم القدرة علي اتباع التعليمات الطويلة او المركبة.
  • إنعدام القدرة علي فهم الكلمات الجديدة وبالتالي صعوبة في القراة.
  • عدم القدرة علي التفكير المركب .
  • عدم القدرة علي التنظيم.
  • في البداية لا توجد مشاكل سلوكية لكن مع الوقت قد تسبب في مشاكل سلوكية عند الطفل مثل (صعوبة تكوين صداقات- – فقدان الثقة بالنفس- عدم القدرة علي التعلم- قلة الانتباه- النسيان- عدمالقدرة علي تذكر أسماء الأصدقاء- صعوبات في حل المشاكل).

طرق علاج ضعف الذاكرة:

  • إجراء فحوصات الدم لاكتشاف نقص الفيتامينات أو المعادن الضرورية والتي قد تسبب ضعف الذاكرة عند الأطفال.
  • عمل أشعة مقطعية علي الدماغ , للتحقق من عدم وجود إصابات أو مشاكل صحية بالدماغ مثل؛ الأورام أو التهابات الدماغ , قد أدت الي التأثير علي الذاكرة عند الطفل.
  • إجراء الفحص من خلال الطب النفسي والعصبي للأطفال والتحقق إذا ما كان الطفل يعاني من الاضطرابات مثل؛ التوحد ,أو متلازمة ريت وغيرها.
  • إجراء الجراحة لإزالة أورام الدماغ التي تؤثر علي نشاط المخ والذاكرة.
  • علاج الأنيميا ونقص الفيتامينات خاصة فيتامين A, و أوميجا3.
  • علاج اضطرابات التوحد و فرط الحركة وغيرها بالأدوية المخصصة لذلك.
  • المتابعة الطبية مع الطفل و إجراء تمارين الذاكرة, و تعزيز الانتباه.
ملاحظات هامة:
  • الذاكرة شئ مهم في حياة الإنسان فهي تساعده علي التعلم وعلي اكتساب الخبرات الحياتيه وتعميمها في جميع المواقف الحياتية. كما تساعده أيضاً علي تكوين الصداقات وتنمية الثقة بالنفس.
  • يجب علينا اتباع كافة الإجراءات للوقاية من ضعف الذاكرة منذ البداية مثل الأهتمام بصحتنا جيداً .
  • تناول المكملات الغذائية الهامة والفيتامينات والمعادن , وزيت كبد الحوت الموجود بالأسماك.
  • تنظيم نمط حياة صحي وسليم يتضمن تنظيم النوم مبكراً وبشكل هادئ .
  • ممارسة الأنشطة الرياضية , تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والأسماك, واللحوم الخالية من الدهون.
  • حل الألغاز التي تنشط التفكير والذاكرة , عمل جدول بالمهام المطلوبة يومياُ ممايساهم في تقليل تشتت الانتباه والنسيان.

أقراء عن اضطراب نقص الانتباه

الكاتب:

كاتبة بموقع المتخصص . حاصلة علي ليسانس في علم النفس ، كما انها حصلت على الماجيستير في الصحة النفسية بجامعة الأزهر بالقاهرة . تحب الكتابة و الشعر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *