تعديل السلوك عند الأطفال


تعديل السلوك عند الأطفال

 

تعديل السلوك عند الأطفال
تعديل السلوك عند الأطفال

تحدث لدي غالبية الأطفال الطبيعين مشاكل السلوك بدرجات متفاوتة, وفي مراحل عمرية بأشكال مختلفة, وحدوثها لا يعني وجود أمراض نفسية لدي الطفل , ولكن تطور هذه السلوكيات قد يؤدي الي أمراض نفسية , كما أن المشاكل السلوكية التي تواجه الطفل سواء كان ذلك في البيت أو المدرسة كثيرة ومعقدة, وإن معالجتها والتغلب عليها ليس بالأمر السهل مطلقاً , وهو يتطلب منا الخبرة الكافية في أساليب التربية من جهة والتحلي بالصبر والحكمة والعطف الأبوي تجاه أطفالنا من جهة أخري لتعديل السلوك عند الأطفال.

ماهو تعديل السلوك:

  • هو عملية تدعيم وتقوية السلوك المرغوب به من ناحية وإضعاف وحذف السلوك غير المرغوب به من ناحية أخري.
  • ويري (كوبر- وهيرون-ونيوارد) أن تعديل السلوك هو العلم الذي يشمل التطبيق المنظم للأساليب التي انبثقت عن القوانين السلوكية وذلك بغية إحداث تغيير جوهري, ومفيد في السلوك الإجتماعي والأكاديمي.

– أهداف تعديل السلوك:

1. مساعدة الطفل علي تعلم سلوكيات جديدة غير موجودة لديه.

2. مساعدة الطفل علي زيادة السلوكيات المقبوله اجتماعياً والتقليل من السلوكيات غير المقبولة اجتماعياً

3. مساعدة الطفل علي التخلص من مشاعر القلق والإحباط والخوف.

4. زيادة النظام في حياة الطفل وحثه علي ترتيب أغراضه.

5. زيادة قدرة الطفل علي توقع ما يمكن أن يحدث .

6. وضع جداول للإنجاز والمهام.

7. مساعدة الطفل علي إزالة الأشياء التي تسبب تشتت الانتباه.

8. مساعدة الطفل علي معرفة الأوامر وتوابعها من حيث المكافأة والعقاب.

9. زيادة الوضوح في الأوامر المطلوبة من الطفل.

10. مساعدة الطفل علي التكيف مع البيئة المحيطة.

– طرق دراسة تعديل السلوك عند الأطفال :

1. تحديد تاريخ السلوك السلبي: ويتم ذلك من خلال إجابة الوالدين علي عدة أسئلة هامة مثل ( متي بدأ هذا السلوك لأول مرة ؟ ماهي أهم الأسباب التي يتوقع أن تكون سببت هذا السلوك؟ ما مقدار تطور هذا السلوك؟ هل يقوم الطفل بسلوكه السلبي وهو حزين أم وهو سعيد؟هل عاقبا الوالدان الطفل بالضرب أو الزجر لينهيانه عن ذلك السلوك؟ ويجب تدوين إجابة الوالدان في جدول يسمي الجدول(1).

2. بيانات الملاحظة الشخصية:يري المتخصصون أن هذه الخطوة يراد منها عدة أمور من أهمها متي نبدأ استثارة السلوك السلبي لدي الطفل وسبب هذه الاستثارة , وقد عقد الباحثون التربويون جدولاً نموذجياً للإجابة علي عدة أسئلة هامة وهي ( ماهي أنواع السلوك مصدر الشكوي؟ كم من الوقت يستغرقه السلوك السلبي؟ مع من يحدث السلوك عادةً؟ كم مرة يحدث في اليوم؟ كيف استجاب الآخرون للسلوك السلبي هذا؟ ماهي المكاسب التي جناها الطفل جراء سلوكه السلبي؟ ) ويتم تدوين كل ماسبق في جدول آخر يسمي الجدول (2).

3. تحديد السلوك المعين المراد علاجه بدقة: في هذه الخطوة ينبغي علينا تحديد السلوك المعين الذي هو سبب الشكوي , وهو الذي تتفق الآراء علي أن تعديله سيؤدي الي تحقيق العلاج ويلزم تحديد السلوك تحديداً نوعياً ولهذا فليس من المقبول مثلاً أن نستخدم عبارات مثل ( مكتئب – أو مندفع- أو ضعيف الشخصية) لأن كل هذه السمات عامة وغير دقيقة ومن ثم ستصعب علينا تحديد السلوك وعلاجه ,ولأن المطلوب هو تحديد الشكوي في شكل مظاهر سلوكية يمكن ملاحظتها ومتابعتها وتقييم جوانب التقدم فيها ( مثلاً بدلاً من أن يقال مكتئب يمكن أن يقال : إنه كثير الصمت , وأنه سريع الغضب, وكثير البكاء , وقليل الضحك والابتسام).

– خصائص تعديل السلوك:

  1. التركيز علي السلوك القابل للملاحظة والقياس: فحتي يتمكن المعالج من تتبع التغييرات التي تطرأعلي السلوك في مراحل العلاج المختلفة لابد من تحديد معدل حدوث السلوك المراد دراسته أو تعديله بشكل موضوعي لا شبهة فيه وان ينفق الملاحظون علي ذلك.
  2. السلوك مشكلة وليس عرضاً لمشكلة ما: أي أن هناك مشكلة تكمن وراء ذلك السلوك وينبغي أن نتعامل مع هذا السلوك بعد أن نعرفه ونحدده بشكل نستطيع معه قياسه وملاحظة التغيرات التي تطرأ عليه قبل وأثناء وبعد العلاج.
  3. تعديل السلوك استمد أصوله من قوانين التعلم التي أسهم (سكنر وزملائه) في ترسيخ قواعده.
  4. السلوك المشكل هو سلوك متعلم ومكتسب: وذلك من خلال تفاعل الفرد مع التي يعيش فيها.
  5. السلوك المشكل لا يأتي من فراغ: أي أن هناك قوانين تحكم السلوك أو عدمه بمعني أن السلوك يخضع لقوانين معينه .
  6. الضبط والتحديد: يتطلب تعديل السلوك تحديد الهدف وطريقة العلاج لكل سلوك مراد تعديله أو ماهو متوقع من عملية العلاج.
  7. التعامل مع السلوك بوصفه محكوماً بنتائج: أي أن السلوك تكون له نتائج معينه , فإذا كانت النتائج ايجابية نكرراها , أما إذا كانت سلبيه فلا نحاول تكرارها في المستقبل.
  8. أن تتم عملية تعديل السلوك في البيئة الطبيعية: أي أن يحدث تعديل السلوك في المكان الذي يحدث فيه السلوك.
  9. يقوم العلاج السلوكي علي مبدأ الآن وبعد: يركز تعديل السلوك علي السلوك الحالي والمثيرات السابقة فيجب علي المعالج أن يقوم بتغطية الماضي للتعرف علي الظروف التي تسبق حدوث السلوك الحالي.
  10. إعداد خطة العلاج من قبل المعالج قبل البدء في عملية المعالجة.
  11. التقييم المستمر لفاعلية طرق العلاج المستخدمة عن طريق القياس المتكرر منذ بداية المشكلة وأثنائها وبعدها.

أسباب المشكلات السلوكية لدي الأطفال:

  1. مشاكل السلوك تتواجد في كل الأطفال بدرجات متفاوتة, وغالباً ما تنهتي قبل سن الثالثة أو بعدها بقليل. ويكون تعامل الوالدين والمجنمع من حوله سبب في زيادتها واستفحالها ومن أهم الأسباب:
  • الحماية الزائدة من طرف الوالدين أو أحدهما , بسبب أصابته بمرض أو غير ذلك.
  • عدم إعطاء الطفل قدراً كافياً من حرية الحركة واللعب والتعبير.
  • التدليل الزائد عن الحد, كأن يكون الطفل الأول لهما, أو يكون مسبوق ببنات إذا كان ذكراً.
  • ولادة طفل جديد في العائلة , مما يعطيه الاحساس بعدم الأهمية.من خلال التركيز علي المولود الجديد بالرعاية.
  • القسوة الشديدة في المعاملة كالتوبيخ, والضرب.
  • عدم شعور الطفل بالأمان , وخصوصاً في الأسر كثيرة العدد أو بسبب المشاكل الأسرية.
  • عدم إعطاء الطفل القدر الكافي من الحنان بسبب انشغال الوالدين في العمل.
  • تقليد الآخرين وخصوصاً الأطفال في عمره.

أقراء عن مبادئ مهمة لتعليم الطفل السلوك المهذب

 طرق الوقاية من المشكلات السلوكية عند الأطفال:

  1.  الابتعاد عن التوبيخ والنهر والضرب فهي أساليب عقيمة وغير مجدية في تربية الأطفال .
  2. أظهار الأحاسيس الطيبه والحنان نحو الطفل وأعطائه قيمه كبيره .
  3. معرفة السلوكيات الطبيعية لكل مرحلة عمرية, وعدم مطالبة الطفل بمهام تفوق قدرته الزمنيه.
  4. الكلام معه كشخص يستطيع الفهم, وإن لم يكن كذلك فالأحاسيس ستصل له كاملة.
  5. تشجيع الطفل علي أداء النشاطات المنزلية. مثل: تنظيم الحجرة, تغليف الكتب والكراسات, المشاركة في تنظيف أواني المطبخ. الإسهام في إعداد المائدة, الإسهام في إعداد ميزانية المنزل.
  6. إذا قام الطفل بأحد السلوكيات غير المرغوب فيها في أحد الأماكن العامة أو في وجود ضيوف في المنزل , فيجب عدم الفزع أو محاولة إرضائه , فالجميع لديهم أطفال وسيقدرون ما تواجهون.
  7. عدم تنفيذ طلباته عندما يقوم بأحد السلوكيات غير المرغوب فيها والتقرب له ومكافئته بعد ذلك.
  8. إذا قام الطفل بأحد السلوكيات غير المرغوب فيها , فيجب عدم الضحك له , كما يجب عدم الالتفات له وأهماله بعض الوقت حتي يفرق بين الصواب والخطأ.
  9. تشجيع الطفل علي أداء النشاطات الإجتماعية ومكافئته مثل التحية باليد, الرد علي الهاتف, اللعب مع الأصدقاء وتبادل الألعاب.
  10. تشجيع الطفل علي أداء النشاطات الترفيهية مثل: ركوب الدراجة , الجري , السباحة , قراءة مجلة, مشاهدة التلفاز, لعب الكرة, الذهاب لمسرح الأطفال .

 

الكاتب:

كاتبة بموقع المتخصص . حاصلة علي ليسانس في علم النفس ، كما انها حصلت على الماجيستير في الصحة النفسية بجامعة الأزهر بالقاهرة . تحب الكتابة و الشعر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *