أحلام اليقظة، و كيفية التخلص من أحلام اليقظة المفرطة


أحلام اليقظة، و كيفية التخلص من أحلام اليقظة المفرطة
أحلام اليقظة، و كيفية التخلص من أحلام اليقظة المفرطة

ترسم عقولنا أحلام ورغبات يرنو العقل لتحقيقها في الطبيعة، فنشكل حياة موازية داخل عقولنا نحقق فيها كل ما نتمناه، إضافة إلى رسم مواقف رفقة من نحب، فنصل لما نحلم به في خيالنا، فيما يعرف بأحلام اليقظة.

تُرى ما التفسير العلمي لها، وما خطورتها وكيف يمكن أن نتخلص منها، هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا هذا.

ما هي أحلام اليقظة؟

جميعًا قد جرب أن يهيم في عالمه الموازي المليء بالأماني و الرغبات والأحلام، فنحلق بعيدًا عن الواقع، ونهبط بأقدامنا أرض أخرى موازية.

لكننا لا نعرف هذا بتعريفه الصحيح ألا هو حلم اليقظة، تُرى ما التعريف العلمي لتلك الظاهرة المنتشرة؟

يُعرف العلماء أحلام اليقظة بأنها حالة من التأمل والهيام في الخيال والرؤى ورسم التصورات يسعى من خلالها الفرد

لإشباع خياله ورغباته.

فتُمكن الإنسان من خلق عوالم موازية في ذهنه والعيش داخلها محققًا كل أحلامها فيها.

حيث يندمج داخل كافة الأحداث المستحيلة، ويحيا داخلها وكأنها حقيقة بالفعل.

وإذا انتقلنا إلى تعريف سيجموند فرويد لأحلام اليقظة نجده يقول أنها حالة يسعى الفرد للعيش داخلها كي يتمكن

من تحقيق أحلامه ورغباته المكبوتة.

وبالتالي يتمكن من إشباع كافة الحاجات النفسية التي لم يتمكن من إشباعها في الماضي نتيجة تعرضه لنوع ما من القمع.

كما ذكر أيضًا أنها تحدث في الفترة التي يكون فيها المرء ما بين النوم واليقظة.

ما وراء أحلام اليقظة

يتساءل الكثيرون عن السبب وراء تلك الاستجابة، لذا يفسر الباحثون ظاهرة أحلام اليقظة وفقًا للعوامل الآتية:

  • يرى البعض أن حلم اليقظة عبارة عن محاولة للهروب من الواقع، نظرًا لتعرض الشخص لعدد من التجارب السيئة التي تطارده منذ مرحلة الطفولة، ومنها التنمر وما يشبهه من مواقف.
  • تطلع الإنسان لعدد من الأحلام والأماني التي لا يملك تحقيقها في واقعه، وبالتالي يعيش نجاحه في عالمه الخاص.
  • عدم قدرة المرء على تجاوز بعض العلاقات والمواقف، فيرغب في العودة إليها في خياله، ليُسيرها كيفما يشاء.
  • ربما يعاني الشخص من انعدام الذكاء العاطفي وبعض مهارات التواصل، مما يجعله يخلق عالم يستطيع فيه تكوين علاقات والعيش معها.

أحلام اليقظة هل هي مرض نفسي

يعتقد البعض أن حلم اليقظة يمثل مرض نفسي يعاني منه البعض، ونجيب أنها ليست حالة نفسية وإنما طريقة

استجابة يلجأ إليها البعض كي يتعاملون مع ما مروا به من صدمات.

فتمثل آلية دفاعية للهرب من الواقع، والتطلع إلى الأحلام المستحيلة، أو تغيير ما حدث في الماضي.

تعرف على: اضطراب الشخصية التجنبية: الأعراض و العلاج

فوائد أحلام اليقظة 

يرى البعض أن تلك الخيالات والأحلام تمثل وسيلة للعقل كي ينفس عما بداخله من أفكار وتصورات، إذا كانت تلك التصورات إيجابية.

فتتمثل إيجابيات تلك الأحلام  في الآتي:

  • يمكنها أن تساعد في التقليل من التوتر والحد من القلق الذي يسبب نوع من الإجهاد النفسي.
  • تُنشط تلك التصورات عدد من المناطق الموجودة داخل الدماغ مثل الشق الأيمن منها، وبالتالي تقوي الذاكرة والروابط العصبية.
  • تمثل بوابتك نحو الإبداع، نظرًا لما تستحضره من أفكار مبتكرة ومبدعة في ذهنك بمجرد التخيل.
  • تصل بك تلك التصورات أحيانًا إلى التوصل لحلول بعض المشكلات داخل عقلك، من خلال تحليل الأفكار والاحتمالات، وبالتالي تصل إلى حل ما تعاني منه.
أحلام اليقظة، و كيفية التخلص من أحلام اليقظة المفرطة
أحلام اليقظة، و كيفية التخلص من أحلام اليقظة المفرطة

خطورة أحلام اليقظة

حين يبلغ الشخص درجة الإفراط في تلك الأحلام، تبدأ خطورتها في الظهور، حيث تعتريه عدد من الأعراض التي تؤثر على نمط حياته.

ومن بين تلك الأعراض نذكر:

  • انخفاض قدرة المرء على التركيز، مما ينعكس على مهامه اليومية مثل العمل أو الدراسة.
  • يبدأ الإنسان في الهرب من واقعه وعلاقاته الاجتماعية نحو هذا العالم الخيالي.
  • يصاب الشخص بنوع من القلق الناتج عن عدم القدرة على التحكم بتلك الأحلام، وربما يصل الأمر إلى اضطراب القلق.
  • ربما يعاني الشخص المفرط في تلك الأحلام من عدد من الاضطرابات النفسية، ومنها الوسواس القهري، واضطراب ثنائي القطب، فضلًا عن نقص الانتباه.

كيف ندخل إلى حلم اليقظة

يرى البعض أن الإنسان يصل إلى ذلك العالم المليء بالخيال دون أن يقصد، فيهيم عقله في تلك الخيالات دون تعمد.

لكن يرى بعض الباحثين أن المرء هو من يقرر أحيانًا أن يهيم في عالم الأحلام بوعي كامل منه.

وبالتالي يرغب الناس في أن يتجولوا داخل عالم من الأحلام عمدًا، دون الاكتراث بعواقبه المحتملة.

أعراض أحلام اليقظة 

إن كنت ترغب في معرفة إن كنت تعاني من تلك الحالة، فيمكنك تتبع بعض الأعراض التي تشير بوضوح لدخولك لهذا العالم.

وتتلخص تلك الأعراض في الآتي:

  • التغير المستمر في المزاج.
  • الرغبة في تجنب الواقع والانسحاب منه.
  • المعاناة من الأرق وعدم تمكنك من النوم بسهولة.
  • تعتريك حالة من الإحباط من وقت لآخر.
  • يعاني الأشخاص الذي يمرون بتلك الحالة من عدم قدرتهم على التحكم بتعابير وجوههم، وحركة أجسادهم.
  • ربما تجد نفسك تهمس مع أشخاص غير موجودة في الواقع.
  • لا ترغب في أن تغادر حلم اليقظة، فتود العيش داخله لأطول فترة ممكنة.

يمكنك أن تقرأ أيضًا: ماهي عقدة أوديب

كيفية التخلص من احلام اليقظة 

إن كنت تعاني من الأعراض السابق ذكرها، وتود حل يقلل من تأثير حلم اليقظة عليك، فيُنصح بخلق روتين للنوم والاستيقاظ، والقيام ببعض الأنشطة الذهنية.

 الروتين اليومي

  • احرص على النوم لعدد ساعات كافية، وحاول أن تهيأ جو مناسب للنوم يحسن من جودته، فضلًا عن تجنب شرب أي منبهات قبل النوم.
  • ارسم روتين خاص بنومك من خلال القيام ببعض العادات ومنها غسل الأسنان على سبيل المثال أو القراءة.
  • يمكنك أن تحدد وقت ثابت تنام وتستيقظ فيه، حيث أن الروتين يدفعك بعيدًا عن حلم اليقظة.
  • ابدأ يومك بالمشروبات التي تحتوي على الكافيين، لتمنحك بعض الطاقة للقيام بأعمالك.

الأنشطة الذهنية و البدنية

  • حاول أن تفهم ما هي الرغبات التي تحققها في حلم اليقظة الخاص بك، فإن تمكنك من إشباعها بطريقة ما أو تجنب التفكير بها، ربما يخلصك من عالم الاحلام هذا.
  • قم بممارسة بعض الأنشطة التي تساعد على تدعيم ثقة الإنسان بنفسه.
  • أكتب أفكارك أو مذاكرتك يوميًا، وبالتالي تتمكن من ترتيبها داخل عقلك، مما يجنبك تلك الاستجابة.
  • أجعل يومك ممتلئًا بالمهام والأنشطة الذهنية والاجتماعية، بحيث لا تترك وقتًا لعقلك ليدخلك إلى حلم جديد.
  • إن ممارستك للرياضة أو لما تفضل من هوايات يساعدك على تهدئة نفسك، وهي المهمة ذاتها التي يقوم به حلم اليقظة، لذا لا تدع نفسك له.
  • حاول أن تستجيب للإيجابي من تلك الأحلام، اسمع ما تمليه عليك نفسك، وحاول تحقيقه في الواقع، فاسعى لأن تحول أحلامك إلى واقع ملموس.

وتذكر أن عليك أن تتقبل نفسك، تتقبل الماضي وأخطائه وعدم تحقيق بعض الأحلام، هذا يساعدك على التصالح مع النفس والتخلص من تلك التراكمات شديدة القدم التي تفصلك عن عالمك.

إن بدأ الأمر في التفاقم، فلا تتردد في زيارة معالج نفسي يساعدك في تحديد السبب الذي يدخلك إلى عالم الأحلام هذا، وبالتالي يساعدك العلاج السلوكي على تفهم ما يدور دخولك.

وختامًا إن أحلام اليقظة ليست بالأمر السيئ إن كنت قادرًا على التحكم بها، فتوثر فيك بشكل إيجابي، ولكن إن كانت تدفعك للانعزال عن العالم، والعيش داخل عالم وهمي بعيدًا عن واقعك المعاش، فهنا وجب عليك التدخل لإنقاذ حاضرك من سطوة الماضي وخيالات المستقبل.

الكاتب:

كاتبة محتوى وروائية, لدى خبرة في كتابة المقالات في عدد من المجالات على رأسها السياحة والتاريخ. باحثة ماجستير في الأثار المصرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *