جبر الخواطر بين الأزواج يقضي علي المشاكل الأسرية

- يعد جبر خواطر الأخرين عبادة نأجر عليها و الجبر كلمة مأخوذة من أسماء الله الحسني وهو ( الجبار ) . فهو سبحانه وتعالي الذي يجبر النفوس و يجبر الفقير و الغني و يجبر الكسير و المريض ويمدنا بالأمن والأمان و الطمئنينة .
- وفي الشريعة الإسلامية نجد جبر الخاطر يصنف عبادةً جليلة دعا إليها الإسلام قرآناً وسنةً وسلفاً صالحاً .
- ونادى الإسلام بالتمسك بها و الحفاظ عليها لأنها تنحدر من جينات الأخلاق الحميدة، و هو أدب رفيع لا يتحلى به إلا أصحاب القلوب النبيلة ، و الأخلاق الراقية .
من السنة النبوية :
من الدعاء الملازم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما. أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: “اللهم اغفر لي و ارحمني و اهدني و اجبرني و ارزقني”. سنن الترمذي.
من القران الكريم :
ألم نطمئن عند تلاوة قوله تعالى : {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} الضحى .
جبر الخاطر كما أنه يسر الخواطر و يعلو من النفوس ويطمن القلب به فهو دواء لكل داء و لكل حزن .
جبر الخواطر بين الأزواج يقضي علي المشاكل الأسرية :
- يجب علي الزوج أن يحسن في معاملة زوجته و أن يفضلها علي نفسه ويهتم بصحتها و سعادتها و أن يراعيها .
- الإعتذار إلي الزوجة إذا أخطئت بحقها و يجب عدم ترك الزوجة حزينة مكسورة باكية لأن ذلك يسبب العديد من الفجوات التي تسبب في هدم العلاقة مهما كان السبب بسيط فالنساء تعشق التقدير و الإهتمام وتنفر من القسوة و الجحود.
- عدم الضرب أو الإهانة أو التوبيخ أو التقليل منها أمام أولادها أو أمام أي شخص فكن رجل لها لا عليها .
- يجب إحترام شخصيتها و إحترام وجودها و غيابها و أن لا تخطئ في حقها مهما صدر من خلافات و مشاكل .
- الثناء علي الزوجة عندما يصدر منها ما يسره و تشجيعها دائما و إخبارها أنها تستحق السعادة . لأن كل الكلمات الطيبة تعطيها شعور بالحب والسعادة و يجعلها تشعر و كأنها هي الأفضل بين جميع النساء .
أهم طرق جبر الخواطر بين الزوج لزوجته:
- النظر إليها دائما و كأنها نعمة عظيمة ليعلو شأنها و لزيادة ثقتها بنفسها .
- إعطاء الزوجة الأهمية و الإستماع و الإنصات دائما لما تقوله و التفرغ الكامل لها أثناء الحديث فهذا كفيل لإمدادها بمشاعر الحب و التفاهم فالتجاهل يزيد العنف و المشاكل أحيانا .
- منح الزوجة وقت خاص لها للخروج و الترفيه سواء مع الزوج أو مع الأهل أو الأصدقاء فهذا يساعد علي تجديد في العلاقة وتغير من حالتها النفسية والتغيرات المزاجية و تقلب الهرمونات التي تمر بها كل فترة و حالات الأكتئاب .
- النفقة علي الزوجة و جلب الهدايا لها تكريما و جبر خاطر فهي تحت رعايتك كزوج و سعادتها مسؤليتك ، و أن لا تطمع في مالها أو ثروتها فعليك أن تكون رجلاً .
- علي الزوج أن يشعر زوجته بالأمان و الإستقرار و أن يكون رجل تستند عليه في جميع الأمور و الأزمات و المشاكل.
ثقافة جبر الخواطر :
- هو ثقافة مجتمعية كانت قديما من الإحسان و ينبع من أثرها الكلمة الطيبة و الإحساس الطيب .
- لكن في هذا المجتمع أصبح الشباب يفتقدها و أصبحت الكثير من الجمل و الكلمات البذيئة التي تطارد النفوس يوميا من النقد و الإساءة و سؤ الظن و التنمر و الكلمات التي تؤلم الغير و العبارات القاسية التي تجرح و تكسر النفوس هي الموضة المتداولة.
- فيجب إسترجاع هذه الثقافة و محو أمية من يجهلها . و جبر خاطر الزوجة و الأهل و الأولاد و الصغير قبل الكبير ، و عدم التخلي عن مكسور الخاطر أو الاستفراد به ، و إستغلال ضعفه ، أو فقره . بل تقديم المساعدة له حتى و لو بالحيلة لتجنب إيذاء و جرح مشاعره.
- يجب تجمل الكلمات و حسن إختيارها قبل نطقها أو التلفظ بها و معرفة مدي تأثيرها علي الغير .
- يجب أن يكون جبر الخواطر ملازم لكل المجتمع في كل المهن . مثلا : ملازم المدرس مع طلابه ، ملازم الطبيب مع المرضى لديه ، ملازم الدكتور بالجامعة مع العاملين معه ، ملازم المهندس في عمله ملازم الأب في المنزل مع زوجته و أهله و أبنائه . ملازم كل البشر بمختلف الطبقات العليا و المتوسطة و الفقيرة .
- عبادة جليلة ، لا بد عند ممارستها مراعاة بعض الضوابط . فلا بد من محو الكبر و الأنانية و المصلحة من سجلات عقولنا و قلوبنا . فالإنسان الأناني لا يجبر سوى غروره لأنه لا يرى سوى نفسه. و الإنسان الذي لا تعنيه سوى مصلحته يجبر الخاطر على قدر المصلحة التي تعود عليه .
- كذلك يتطلب منا أن نحس بمشاعر الآخرين لكي نستطيع أن نسترضيهم . و أن يخرج من القلب إلى القلب ، على عكس المجاملات التي تخرج من اللسان.
- ويكون سواء بابتسامة أو نظرة حانية أو لمسة حنان أو كلمة طيبة تدعم المجبور و تقوي روحه . فهو رحمة وحنان للصغير ، و توقير و إهتمام بالكبير . و علاج للأمراض النفسية و علاج للمشاكل الأسرية و علاج للنفوس المريضة .
تعليقين على “جبر الخواطر بين الأزواج يقضي علي المشاكل الأسرية”
بالتوفيق يا دكتوره
نشكرك على حسن المتابعة