الشخصة الدوغمائية أو الدوجماتية أو الدوغماتية

الأشخاص الدوغمائيين هم أشخاص طبيعين في سلوكهم لكنهم يختلفون عن الكل بصفة واحدة التعصب لأفكارهم لدرجة الموت في سبيلها . الشخص الدوغمائية هو شخص يثق في أفكاره ثقة عمياء تمنعه من أكتشاف الحقائق حوله ، و عادة ما يوصف صاحب هذه الشخصية ( بالعقل المتحجر ) . بسبب أنه يأخذ الكثير من صفات الحجر من الصلابة و الجمود في عقله و أفكاره .
ماهي الشخصية الدوغمائية
- هي حالة من الجمود الفكري يتمسك فيها الشخص بأفكاره و أرائه و يرفض التطلع علي أفكار المحيطين حتي و أن لم يكن علي صواب .
- الشخص الدوغمائي هو شخص متعصب لأفكاره و متعسف في تغييرها حتي و لو ظهرت له الدلائل التي تثبت عدم صحة أرائه . فهو سيحاربها بكل ما أوتي من قوة ، و يصارع من أجل إثبات صحة أفكاره مهما كلفه الأمر .
- و الدوغمائية حسب مكتشفها العالم الأمريكي (ميلتون روكش) تعني عدم قدرة الشخص علي تغيير جهازه الفكري . عندما تتطلب الشروط الموضوعية لذلك . أي إنها لا تسمح لصاحبها بإجراء أي تعديل ، أو تغيير أو تبديل في أفكاره حتي عندما تكون هناك أسباب تستدعي إجراء مثل هذه المراجعة .
أسباب الشخصية الدوغمائية :
- يرجع علماء النفس أسباب الجمود الفكري إلي أنه يؤدي إلي وظيفة نفسية ، و هي التنفيس عن ما يوجد لدي الشخص من عدوان وكراهية وإحباط مكبوت . و ذلك عن طريق ميكنيزمات الدفاع (الإزاحة ، الإبدال) دفاعاً عن الذات .
- و تشير بعض الدراسات النفسية إلي أن الشخص الدوغمائي قد تعرض لأساليب تربوية شديدة ، أو عاش علي نظام صارم أو أصيب بصدمة نفسية شديدة خاصة في الطفولة . لذلك عندما يصبح راشداً فإنه يميل ألي التعصب ، أو التسلط علي الآخرين .
- و قد أرجع البعض السبب ألي أن بعضهم عاش معاناة مادية ، أو اجتماعية أو فشل في تحقيق مرادة . و لذلك فهو يبحث عن الحماية في فكر أو رأي ، أو معتقد و ذلك عندما يفشل في إشباع حاجته للأمن و الأمان .
صفات الشخص الدوغمائي :
- إن الشخصية الدوغمائية تميل ألي المثالية ، فهو ينشد الكمال في الوسط الذي يعيش فيه .
- شخص قليل الخبرة بواقع الحال و لكن لايعترف بذلك .
- صاحب فكر أحادي ليس لديه للمشكلة غير حل وحيد حتي و إن ساقه لتحمل المشاقة و الآلآم الي مالا نهاية . فهو لا يمكنه الأهتداء ألي بدائل أخري أو حتي البحث عن بدائل أكثر نفعاً .
- غير قادر علي التخلي عن آرائه حتي لو بدا له خطؤها . فليس لديه إمكانية لتغيير الآراء فهو عادة ما يستخدم ألفاظ صارمة توحي للآخرين عدم جدوي الحوار معه .
- يعطيك انطباعاً بأن لديه جواب لكل سؤال . بسبب المبادئ و المفاهيم التي يحفظها عن ظهر قلب و يستخدمها دائماً في محاوراته .
- يحظي بكثير من الإرتباك و التوتر و القلق الدائم و الشك في الأخرين و التناقض في تعاملاته . مما يجعله يخسر انسجامه الذاتي ، كما يجعله يفقد إدراكه لمنطقية أعماله و عدم اتساق مقدماتها مع نتائجها .
- لا يهتم لمشاعر الآخرين فهو يعبر عن أفكاره بدون أخذ في الاعتبار مشاعر المستمعين ، و يعمم دائماً المشاعر و الأوصاف السلبية .
أقراء ايضاً عن الشخصية الميكافيلية
طرق الوقاية من الشخصية الدوغمائية بأربعة قواعد :
-
القاعدة الأولي :
الاختلاف هو الأساس : بينما الأتفاق هو أمر نادر الحدوث لذلك يجب التصديق بأن الاختلاف سنة كونية لامفر منها . و أن الاختلاف لا يعني الخلاف بل هو زوايا نظر مختلفة ، و المخالف لنا ليس عدو لنا بل هو مجرد شخص لا يشبهنا ، و الكون يسعه و يسعنا و من المؤكد أن هناك نقطة اتفاق ستجمعنا لاحقاً .
-
القاعدة الثانية :
التسامح هو الحل : من أهم القواعد التي تساعدنا علي التخلص من الجمود . هي البحث عن نقاط أتفاق لاعن نقاط أختلاف و بالتالي تصبح القاعدة أنا أفوز ، و أنت تفوز و ليس بيننا خاسر و لن يحدث ذلك الا بالتسامح و العفو .
-
القاعدة الثالثة :
التكامل هو المطلوب : فالشخص الدوغمائي لايري أن الأختلاف رحمة بل حرب و المختلف عدو له . لذلك يجب أن نعلم أن المختلفين مكملين لناو ليس معيقينا و أن المهارات الحياتية المختلفة لن تظهر مع من يشبهنا بل مع من يختلف عنا .
-
القاعدة الرابعة :
النقد هو النجاة ؛ يجب أن نعلم أن الفكرة الصحيحة لا تخشي النقد . بل النقد يزيدها قوة ، و المرونة تزيدها نجاح ، و عكسها الأفكار المهزوزة التي تسقط من أول نقد .
علاج الشخصية الدوغمائية :
- مراجعة النفس بإستمرار و ذلك لا يأتي إلا بالشك الموضوعي . فالشك الموضوعي في علم النفس هو ضرورة في حياة الإنسان حيث يتم من خلاله تطور الشخص معرفياً و ثقافياً.
- التفكير خارج الصندوق فلا داعي لوضع ثوابت لا تتحرك و تثبيتها حتي و أن كانت غير صحيحة .
- التحلي بالمرونة فالجمود عكس المرونة و يعني عدم القدرة علي ايجاد ، أو ابتكار أفكار وأراء متنوعة . من أجل حل مشكلة ما بينما المرونه كنز لمن يمتلكها بالحكمة .
- الأنفتاح علي كل ماهو جديد من حولنا و عدم أنغلاق الشخص علي ذاته و تحري المشورة في الرأي من أصحاب العلم .
- التعامل مع الشخص الدوغمائي بحكمة و حنكة و علم وروية ، فعرض الأفكار يكون بالحكمة . لا بالحماقة و بالموعظة الحسنة فالمجادلة تكون بالتي هي أحسن حتي تكون مجدية .
- علي الوالدين تحسين المعاملة مع أبنائهم ، و تشجيعهم علي الأنفتاح الفكري . التعامل بمرونة مع الأفكار الجديدة التي لاتتعارض مع ديننا الإسلامي العظيم .
- علي المؤسسات التعليمية نشر الفكر السليم . و المنهج الإسلامي القويم ، و أن تهتم بتنمية روح الحوار المنهجي وكل مايسهم في بناء شخصية معتدلة و متزنة .
أقراء ايضاً عن الشخص النرجسي
ملاحظات هامة :
- إن السكون و الجمود و عدم التحرك من صفات الميت و ليس من صفات الحي .
- فمن أسواء تصرفات الشخص أن يعتقد أنه يملك الحقيقة المطلقة ، و أنه ليس بحاجة الي رأي أخر يستند عليه .
- فالحياة لا تقف علي الأبيض و الأسود فقط فهناك ألوان أخري يجب أخذها بعين الأعتبار .
3 تعليقات على “الشخصية الدوغمائية صفات الشخص الدوغمائي طرق علاج الدوغمائية”
تفصيل رائع ومعمق ، شكرا
شكرا جزيلا
هي العقلية المجردة من كل الأفكار وعدم القدرة علي قبول الآخر في مبدأ الاخلاق