ما هى الشخصية الميكافيلية، صفاتها وأسبابها

الشخصية الميكافيلية أو كما يطلق عليه البعض القناع الميكافيلي ، هي مصطلح يعبر عن مذهب فكري سياسي أو فلسفي يعتمد على المكر والخداع ، ينسب مصطلح الميكافيلية إلى الكاتب الدبلوماسي ” نيكولو ميكافيلي ” الذي عاش في عصر النهضة الإيطالية ، حيث كتب عن هذا المذهب في أحد أهم الكتب الغربية ” كتاب الأمير ” . في القرن السادس عشر أعتبرت أوروبا الميكافيلية على إنها وباء فكري ، أصاب السياسيين في اوروبا الشمالية .

الشخصية الميكافيلية هى أحد تلك الشخصيات التى ترغب في الوصول عى حساب الغير و التى قد تختلط بها في عملك أو حياتك الشخصية دون أن تعلم . نحن نعيش في عصر التيكاوي أو السرعة فأصبحنا في حياتنا نعتمد علي إستراتيجيات الحياة السريعة ، دون مراعاة مشاعر الآخرين أو التفكير في أذيتهم و معاناتهم . فمعظمنا يهتم بمصالحه الذاتية فيصبح شخص وصولي ، شخص ميكافيلي حتي و لو كان علي حساب كسر قلوب الآخرين فلا يهمه ذلك .

أبعدتنا الحياة عن الحقيقة التي نحيا من أجلها و هي حب الخير و السلام الداخلي ، و الخارجي فالذي يحزننا أن العيادات النفسية ليست مليئة بالمرضي النفسيين بل مليئة بضحاياهم ، فالسلوكيات التي تزيد عن طبيعتها تتحول الي سلوكيات غير مقبولة إجتماعياً ، و لابد من علاجها و التغلب عليها . فيما يلى سنتعرف على الشخصية الميكافيلية و أهم الصفات التي تميزها ، وكيف نتعامل معها .

ما هي الشخصية الميكافيلية

• الشخصية الميكافيلية هى أحد تلك الشخصيات التى ترغب في الوصول والنجاح عى حساب الآخرين دون مراعاة مشاعرهم ، حيث يهتم الشخص الميكافيلي بمصالحه الذاتية فقط  و الذي قد تختلط به في عملك أو حياتك الشخصية دون أن تعلم .
• تهدف الشخصية الميكافيلية إلى الوصولية ، من خلال مجموعة من السلوكيات غير الأخلاقية ، التي تعتمد على الإنتهازية والخداع والتضليل ، والتحكم في الأخريين والسيطرة عليهم ، من أجل تحقيق هدف معين أو مصلحة شخصية دون مراعاة غيرهم .
• تُعرف الشخصية الميكافيلية من وجهة نظر علماء النفس على أنها نزعة الشخص إلى أن يكون غير عاطفي ، و بذلك يكون قادراً على فصل ذاته من مفهوم الأخلاق التقليدي ، و بالتالي يكون قادراً على خداع الآخرين والتلاعب بهم . شخصية تريد تحقيق مصلحتها الذاتية علي حساب الآخرين . دون مراعاة شعورهم و تستخدم لذلك جميع الأسلحة الغير أخلاقية مثل ؛ الغش ، الكذب ، الخداع ، أستغلال الآخرين و نقدهم و السيطرة عليهم .
• تعرف الشخصية الميكافيلية أيضا بإضطراب من اضطرابات الشخصية التي تَدفع الشخص المصاب بها إلى التركيز في أهدافه و مصالحه الشخصية فقط . مما يجعله وصوليا و إنتهازيا يتبع كل الوسائل و الطرق المقبولة و الغير مقبولة في سبيل تحقيق مصلحته و لو على حساب الآخرين ، بلا تردد أو حياء و لا خجل أو شعور و لا يتراجع مهما كانت العواقب ، و شعاره ( الغاية تبرر الوسيلة ) .

صفات الشخصية الميكافيلية

هناك العديد من الصفات التى تميز الشخصية الميكافيلية ومن خلالها يمكنك التعرف علي الشخص الميكافيلي و هى :

• نقص العاطفة و الحب لديه .
• عدم الرغبة في توطيد العلاقات الشخصية و يدفعه ذلك إلي المصلحة الذاتية .
• نقص الإهتمام بالأخلاقيات و المبادئ .
• نقص المشاعر و عدم الإحساس بالآخرين و معانتهم .
• يهتم بالمنفعة قصيرة الأجل و يغفل عن تحقيق الهدف بعيد المدي .
• يتميز بالخداع ، و المكر ، و الدهاء ، و الإنتهازية و عدم الإيثار .
• يمتاز بالبراعة في إقناع و إستغلال الآخرين .
• يتميز بالأنانية و الإنعزال الإنفعالي ، و البرود الإنفعالي ، و النفاق ، و العدوانية .
• التركيز فقط على طموحاته واهتماماته و عدم الاهتمام بطموحات واهتمامات الآخرين .
• يمتلك مظهر ساحر و تبدو عليه الثقة العالية في النفس .
• يعطي الأولوية للمال و السلطة على علاقاته الإجتماعية .

من ضمن صفات الشخصية الميكافيلية أيضاً :

• التلاعب بالآخرين و استغلالهم لنيل مبتغاه حيث أن مبدئه الشخصي الغاية تبرر الوسيلة .
• استخدام الخداع و الكذب عندما يحتاج إلى ذلك. دون الاهتمام بالمبادئ والأخلاق .
• اللجوء إلى المدح و الإطراء المبالغ عندما يضطر إلى ذلك .
• يفضل الإنعزال .
• يستطيع صاحب الشخصية الميكافيلية قراءة المواقف وفهمها خاصة المواقف الاجتماعيّة منها و يحاول جعلها لصالحه .
• لا يدرك عواقب و نتائج أفعاله حيث يعتقد أن كل ما يفعله هو الصواب .
• يكافح كثيراً بهدف الدفاع عن مواقفه و الوصول للنجاح بأى شكل .
• لا يتقرب من أحد إلا إذا كان ذلك يصب في مصلحته .

أشهر أقوال الشخصية الميكافيلية

•  الغاية تبرر الوسيلة .
•  يجب ألا يكون المرء شريفاً شجاعا دوماً .
• حب الذات أهم من حب الأوطان .
•  من أكثر الأمور متعة هى أن تخدع المخادع .
•  الأفضل أن يهابك و يخشاك الناس علي أنهم يحبوك .
• الناس لا ينسون فضل من يتوقعوا منه الشر .
• من الممكن أن تكون شريفاً في بعض الأوقات ، وغير شريف أحياناً .
• الدين ضروري جدا للحكومة ليس من أجل الفضيلة ، ولكنه من أجل السيطرة علي الناس .
• من أراد أن يطاع فعليه أن يتعلم كيف يأمُر .

طرق الشخصية الميكافيلية لتحقيق النجاح

• من الناحية الأخلاقية : يقوم بالتخلص من الأخلاق و القيم الدينية و خاصة التواضع .
• السياسة الداخلية : يجمع بين حب الناس و خوفه منهم .
• السياسة الخارجية : لا يفي الشخص الميكافيلي بوعوده ، و يتخلص منها بدون و خزة ضمير واحدة ، و يستعمل القوة عند الضرورة .
• الناحية الإقتصادية : إن وجود طبقة محتاجة سوف تدفع الشعب للثورة ، و الغضب لذا يجب إرضائهم بين الحين و الآخر و ليس دوماً .

أسباب الشخصية الميكافيلية

• الوصولية مرتبطة بالذكريات المؤلمة في عمر الطفولة أو بالشدائد المرتبطة بالطفولة .
• الإنهزام النفسي الداخلي ، و ضعف الثقة بالنفس .
• إفتقاد الشعور بالأمن و القلق الزائد .
• عدم الإستقرار ، و الإكتفاء العاطفي ، و عدم إشباع الحاجات ، و أيضاً العجز عن إستغلال جميع الطاقات بالشكل الصحيح .
• كثرة المجاملات و المحاباة علي حساب الدين و السلوك القويم .
• عدم وجود رادع حقيقي للتصرفات العشوائية .
• طغيان الحياة المادية و إستحواذها علي غالبية العقول .
• ضعف الإيمان و التقوي .
• عدم تأصل المبادئ في التربية ، و قلة العلم وأخذه من غير أهله .

كيفية التعامل مع الشخصية الميكافيلية

التعامل مع الشخص الميكافيلي ليس سهلاً ، فعليك بالإنتباه والتركيز في تصرفاتك معه وتصرفاته معك . إليك بعض النصائح عن كيفية التعامل مع الشخصية الميكافيلية :

• كن خلوقاً و متعاوناً مع الآخرين لكن لا تسمح بأفعال مسيئة من أشخاص آخرين ، لا تطرق لهم فرصة لإستغلالك ، ضع لنفسك قيود علي الآخرين وخاصة على الشخص الميكافيلي يجب عليه إحترامها .
• حاول قدر المستطاع تجنبه ولا تصطدم معه أو تتهمه بالخداع أو الإنتهازية ، لانه سوف يسخر منك لانه يفعل ما يريد من أجل الوصول لهدفه ولا يؤثر به رأي الأخريين به .
• لا تظهر أمامه أنك منزعج منه أو ما تعانيه بسبب تصرفاته ، لانه سوف يعتبر ذلك ضعف منك وسوف يستغله .
• كن يقظاً دائما من تصرفاته لان الشخص الشخص الميكافيلي يعرف أنه شخص مخادع يتسم بالغدر .
• تعلم أن تقول ” لا ” للشخص الميكافيلي فلا تكن في كل الأوقات شخص مطيع ، فلابد أن لك حق . فكما ترضي الأخرين لابد و أن تراعي حقوق نفسك حتي يعرف الكل أن لديك رأي يجب الأخذ به . و أن لك خصوصيات لا يحق لأحد إختراقها .
• تحدث مع الشخصية الميكافيلية فالتحدث دائماً وسيلة فعالة جداً للتعبير عن مشاعرك تجاه شخص . فبعض الاشخاص قد لا يأخذون بالهم من مضايقتهم لك فأخبرهم حتي يراجعون أنفسهم .
• لا تثق به أبداً لانه لا يلتزم بوعوده ، اطلب منه دائما ضمانات .
• لا تغضب ، عليك التعامل بهدوء قدر الإمكان مع الشخص الميكافيلي فالتكبر علي الشخص المتكبر هو عين التواضع .
• لا تحاول أن تتعامل معه بنفس أسلوبه ، لانك بذلك تستغنى عن مبادئك الشخصية وتتبع أسلوب الشخص الميكافيلي الذي يتسم بالمكر والخداع والكذب .
• النصيحة بلطف و عدم النقد الدائم فعليك بنصيحته فإن أخذها كان بها ، و إن لم يعمل بها فعليك بالتجاهل و الإبتعاد عنه .

في الختام

من منا لا يحب أن يحظى بحب الناس له و مهابتهم إياه ، و لِما كان الجمع بين الأمرين عسير فمن الأفضل أن يخافوك الناس علي أن يحبوك من وجهة نظر الشخصية الميكافيلية . و حتي إن كان ذلك فهناك أشخاص يخافهم الناس لهيبتهم و جلالتهم ، و هذا لا يعني أن نستغل مخافة الناس لتحقيق أهداف لا أخلاقية . فنصبح أشخاص أنتهازيين وصوليين بحجة أن الغاية تبرر الوسيلة . إن التحلي بالمبادئ و الأخلاق ، يجعلنا محبوبين دائماً بينما قهر الناس و مزلتهم يجعل الناس تخشانا فترة من الزمن قد لا تطول ، أو تطول و لكنها حتماً ستنتهي . فالوصول لقلوب الناس صعب و لكن الحفاظ عليه أصعب ، و لنتذكر دائماً قول علي بن ابي طالب ” من تكبر علي الناس ذل ” .