ظاهرة الأحتباس الحراري، وتأثيرها علي المناخ


ظاهرة الأحتباس الحراري

تقع ظاهرة الأحتباس الحراري على رأس قائمة أسباب التغيرات المناخية التي أصابت الأرض في الآونة الأخيرة، والتي أدت إلى ارتفاع حرارة الكوكب بشكل ملحوظ، تُرى ما الذي يعنيه مصطلح الأحتباس الحراري؟ وماهي أبرز الحلول للأحتباس الحراري وتأثيرها علي المناخ.

تعريف ظاهرة الأحتباس الحراري

  • يتمثل تعريف العلماء للأحتباس الحراري بأنه الارتفاع في معدل درجة حرارة الهواء الجوي، المتواجد في طبقة التروبوسفير وهي الطبقة السفلى للغلاف الجوي.
  • وتحدث هذه الظاهرة كنتيجة لاحتباس الحرارة الآتية من الشمس داخل الغلاف الجوي للأرض، من خلال امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون لتلك الحرارة وحبسها بالقرب من غلاف الأرض و بالتالي تزداد حرارة الأرض.
  • وتتأثر بعض الظواهر الجوية الأخرى والمتمثلة في معدلات تساقط الأمطار، فضلًا عن التيارات البحرية.
  • يرى البعض أن تلك التغيرات المناخية ليست بجديدة على الكوكب وإنما تحدث منذ عصور موغلة في القدم، وتحديدًا من بدايات العصر الجيولوجي.
  • تزايدت التغيرات في فترة الثورة الصناعية وذلك نتيجة منطقية لتزايد النشاط البشري الصناعي وما ترتب عليه من تلوث.
  • ولكن لم يشهد العالم ارتفاعًا في درجات الحرارة مثل الذي شهده خلال القرن الماضي والقرن الحالي.
  • لذا يتوقع العلماء تزايد ارتفاع متوسط درجات الحرارة في الفترات المقبلة أيضًا.

أسباب الأحتباس الحراري و نتائجه

تضافرت مجموعة من الأسباب والعوامل الطبيعية والبشرية وأدت في النهاية لخلق ظاهرة الأحتباس الحراري.

وهي ظاهرة شديدة التعقيد لم تُخلق فقط نتيجة لعوامل طبيعية، ولم يتسبب بها البشر وحدهم.

ويمكننا أن نلخص تلك الأسباب في الآتي:

_ الـعـوامــل الـطـبـيـعيـة

نظن جميعا أن الإنسان هو المتسبب الوحيد في خلق ظاهرة الاحتباس الحراري، ولكن نتجت الظاهرة عن تفاعل العامل البشري مع العامل الطبيعي.

ومن بين تلك الأسباب الطبيعية:

1/حرائق الغابات

إن لحرائق الغابات تأثير كبير في رفع متوسط درجة الحرارة العالمية، لاسيما تلك الحرائق التي تستمر لفترات طويلة وتغطي مساحات واسعة.

فكلما احترقت النباتات زاد انبعاث الكربون، مما يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع نسبة الغازات الدفيئة في الجو

وعلى رأسها غاز ثاني أكسيد الكربون.

هذا ما يؤدي في النهاية مع توافر عوامل أخرى لتلوث الهواء وارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي.

2/البراكين

ينتج عن الثورة البركانية مجموعة كبيرة من الغازات الدفيئة والتي تنبعث في الجو وتزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وعلى رأس تلك الغازات ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء.

ويأتي تأثير عامل البراكين من انبعاث غازاته على مدى ملايين السنين وبالتالي تزايد تأثيره بشكل كبير،

وذلك نتيجة لثوران كافة البراكين المتواجدة على سطح الأرض منذ أن تكونت.

3/ذوبان الجليد

يعتبر ذوبان الجليد من أبرز أسباب ظاهرة الأحتباس الحراري، حيث أن انصهار جليد القطبين يؤدي إلى انبعاث الكربون المخزن في الجليد بكميات كبيرة.

إن انبعاث كميات الكربون المخزنة من آلاف السنين يخل بالعمليات الطبيعة التي تحدث في الجو مثل دورة الكربون.

4/النشاط الشمسي

يؤدي التغير في النشاط الشمسي وما يرتبط به من أنشطة كالبقع الشمسية إلى تغير في معدل متوسط درجة الحرارة،

مما يؤدي في النهاية لحدوث ظاهرة الاحتباس الحراري.

يمكنك أن تقرأ أيضًا: اين يقع سور الصين العظيم ومتى تم البناء

_ العوامل البشرية

يقوم الإنسان بعدد من الأنشطة والعمليات التي تضر بالمناخ وتؤثر على درجة حرارة الكوكب وانبعاث أنواع معينة من الغازات.

وبتزايد الأنشطة البشرية في الآونة الأخيرة خلق ظاهرة الاحتباس الحراري، ومن بين تلك العوامل البشرية نذكر:

1/الوقود الأحفوري

  • يعتبر استخدام الإنسان للوقود الأحفوري أحد أبرز العوامل التي أدت إلى حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري.
  • فمنذ أن تزايد حرقه بحلول الثورة الصناعية خلال القرن الثامن عشر، تزايدت معدلات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
  • كما تزايدت نسبة تركيز الغازات الدفيئة، وبالتالي يتوقع العلماء استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

2/النشاط الزراعي

  • يؤثر النشاط الزراعي للإنسان على درجة حرارة الأرض، حيث بدأ الإنسان في الاعتماد على بعض الطرق في الزراعة والري، والتي تضر بمناخ الأرض بشكل ملحوظ.
  • فقد تزايدت معدلات استخدام الأسمدة، إضافة إلى طرق الري المتبعة حاليًا وهذا ما يؤدي بالضرورة لتزايد نسبة غاز الميثان في الغلاف الجوي، إضافة إلى زيادة نسبة أكسيد النيتروس.
  • ولا نغفل أيضًا مدى تأثير إزالة الغطاء النباتي على مناخ الأرض، فإن تقليل الرقعة الزراعية يؤدي لحدوث خلل في درجات الحرارة.

3/إزالة الغابات

  • يرتكب الإنسان جريمة في حق نفسه وفي حق كوكبه بإزالته لمساحات كبيرة من الغابات والأراضي،
  • كي يستخدم تلك المساحة في عمليات الاستثمار والبناء.
  • وبإزالة الغابات يسمح الإنسان بزيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنسبة تصل إلى ما يقرب من الثُلث.
  • وهذا ما خلق ظاهرة خطيرة مثل ظاهرة الاحتباس الحراري.

4/تربية الحيوانات

يرتبط هذا العامل بعامل إزالة الغابات، وذلك لأن البشر يقومون بإزالة الغابات لاتخاذ أراضيها مرعى لماشيتهم.

وهذا ما أثبته تقرير صدر عن الأمم المتحدة، حيث أشار إلى أن تربية الحيوانات زادت من نسبة انبعاث الغازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 18%.

_ النشاط الصناعي

  • يعتبر نشاط الإنسان الصناعي أبرز أسباب الأحتباس الحراري، نظرًا لما ينتج عن المصانع من غازات ضارة تتركز في الغلاف الجوي للأرض.
  • ومن أكثر الصناعات الملوثة للبيئة والمؤثرة على المناخ هي عملية تصنيع الإسمنت، والتي تعتمد على تسخين كربونات الكالسيوم.
  • ينتج عن عملية التسخين تلك غاز ثاني أكسيد الكربون والجير، مما يؤثر بالسلب على مناخ الأرض.
  • تزيد عملية تصنيع الأسمنت من حرق الوقود الأحفوري والذي يزيد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون.
  • كما أن التخلص من النفايات يزيد من معدل تأثير الغازات الدفيئة حيث ينبعث عنها غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان،
  • مما يسبب الاحتباس الحراري.

نتائج الاحتباس الحراري

للأحتباس الحراري أثار شديدة الخطورة على صحة الإنسان وعلى البيئة والمناخ، مما يهدد حياة الإنسان ويزيد من صعوبتها، وتتلخص تلك النتائج في الآتي:

تأثير الأحتباس الحراري على المناخ

غير الاحتباس الحراري من طبيعة مناخ الأرض، فأثر في كافة العوامل الجوية، والمتمثلة في الآتي:

  • أدى الاحتباس الحراري إلى تغير معدلات سقوط الأمطار، حيث تزيد الحرارة من معدلات التبخر، وبالتالي تتساقط كميات أكبر من الأمطار.
  • تزداد معدلات الرطوبة على بعض الأماكن في فصل الشتاء و تتعرض للجفاف في فصل الصيف بأختلاف كبير عن السابق.
  • ينذر العلماء بازدياد معدلات ذوبان الجليد، حيث ستنخفض نسبة الجليد البحري في المحيط الشمالي والجنوبي إلى حد كبير.
  • تزايد حموضة المحيطات مما يؤثر على كافة الكائنات البحرية.
  • تزايد قوة الأعاصير وقدرتها على التدمير نتيجة للتغير في الطقس الناتج عن الاحتباس الحراري.

تأثير الأحتباس الحراري على الصحة

للأحتباس الحراري تأثير كبير على كافة الكائنات الحية، حيث يتسبب في الآتي:

  • عدم قدرة الأجسام على مقاومة أنواع الالتهابات والفيروسات المعدية.
  • انتشار عدد من الأمراض التي ينقلها البعوض نتيجة لارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
  • التأثير على حياة الحيوانات والنباتات، حيث يتوقع العلماء اختفاء ثلث الحيوانات ونصف النباتات من الأرض بنهاية القرن 21.

حلول الأحتباس الحراري

توجد بعض الحلول التي إن طبقها العالم ستقل معدلات الاحتباس الحراري إلى حد كبير وبالتالي ينخفض تأثيرها السلبي، ومن بين تلك الحلول:

  • محاولة تقليل انبعاث الغازات الناتجة على وسائل النقل، من خلال استخدام الوقود منخفض الكربون، والاعتماد على أنظمة النقل الجماعي، مما يحد من الغازات المنبعثة.
  • التوقف عن حرق الفحم، ووقف مصانعه، والتوقف عن تأسيس محطات الطاقة المعتمدة على الفحم.
  • التحكم في المساحات الزراعية والغابات ومنع إزالتها والتوقع عن استخدام الطرق الزراعية التي تنتج الغازات الضارة.
  • الاستخدام الإيجابي للطاقة النووية، حيث أنها تنتج نسبة قليلة من الغازات المسببة للأحتباس الحراري.

وختامًا إن للأحتباس الحراري تأثير خطير على حياة الإنسان وعلى مناخ الكوكب بشكل عام، لذا يتوجب على العالم تطبيق حلول فعالة تساعد على الحد من تأثير تلك الظاهرة للحفاظ على شكل الحياة الطبيعي.

الكاتب:

كاتبة محتوى وروائية, لدى خبرة في كتابة المقالات في عدد من المجالات على رأسها السياحة والتاريخ. باحثة ماجستير في الأثار المصرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *