هل كوفيد-19 يسبب الاكتئاب و القلق ؟

كوفيد 19 انتشر في بداية 2019 كسرعة النار في الهشيم  و كان الوضع مرعب في كل الدول ولم تستطيع معظم الدول السيطرة علي الوضع فكان مواجهة وباء ليس له علاج كان بأمر خطير. و هو فصيلة سريعة الانتشار تسبب آلام حادة في الجهاز التنفسي و تتشابه أعراضه مع ادوار الانلفونزا و البرد الشديد. ومِن المحزن أن وباء كورونا لا يقتصر على الألم الجسدي أو العضوي فحسب؛ بل أن المتعافي يخوض حربًا نفسية مع الاكتئاب و القلق. قد يستمر إلى ما يقارب ستًة شهور حسب صلابة المتعافي النفسية و تاريخه المرضي مع الأمراض التنفسية الأخرى.
و صدر بيان قد نُشر في مجلة “لانسيت” المختصة في الصحة النفسية أن 34% من المتعافين عانوا من اضطرابات القلق و الاكتئاب أي أن واحد من كل ثلاثة متعافين من كورونا عرضة للاكتئاب.

أقراء عن فيروس كورونا بالتفصيل.

اكثر الفئات عُرضة للاكتئاب

أوضحت منظمة الصحة العالمية في موقعها على الإنترنت بتاريخ مارس 2022. أن وباء كورونا ساهم في زيادة نسبة الاكتئاب و القلق بنسبة 25% على مستوى العالم. كما أوضحت أن الفئات الأكثر تعرضًا لنوبات الاكتئاب ، و القلق هم النساء ، و الشباب و العاملين في القطاع الطبي.

أسباب الاكتئاب أثناء الاصابة بكورونا

• الحجر الصحي و العزلة الفردية التي مارست بشكل ما تسببت في زيادة الضغط النفسي . مما أدى للقلق و الاكتئاب خاصة مع مَن فقد أحد احبته و الحرمان من العائلة و فقدان التواصل مع الاخرين .
•  الضغط الاقتصادي الذي تسببته فترات كورونا بتقليل فرص العمل للشباب مما أدى إلى زيادة البطالة و الكساد في التجارة سببًا مهمًا .
• إغلاق المدارس و الجامعات و وقف كل النشاطات التي مِن شأنها التنفيس عن النفس ساهم بشكل كبير و خاصة بين الطلاب إلى زيادة معدلات القلق و الاكتئاب و الضغط الاجتماعي.
• ممارست العمل من خلال المنزل و الجلوس الدائم في المنزل كان أمر يزيد من الملل و الاكتئاب.
• أغلاق أماكن  الترفية و الحرص الشديد أثناء التواجد في اي مكان و الدواعي الأمنية و الصحية لتجنب المرض.
• النظافة المبالغ فيها و ارتداء الكمامة في جميع الاوقات و تعقيم كل ما تلمسه اليد و استخدام الكحول. و الخوف الشديد علي أنفسنا وعلي أولادنا كل هذه الأشياء كانت من الأسباب الكافية للاصابة بالاكتئاب خلال هذه الفترة.

بالحديث عن الاكتئاب دعونا نتطرق إلى ما هي السمات الأساسية لمرضى الاكتئاب؟

تتلخص أعراض الاكتئاب إلى ثلاثة سمات رئيسية

1) نسبة كبيرة من المرضى الذين يعانون من الاكتئاب يحملون اللاشعور تجاه الأشياء فلم يعد ما يسعدهم في السابق يفرحهم الآن أو ما يحزنهم في الماضي يحزنهم الآن.
2) عندما تفقد طاقتك و شغفك تجاه كافة الأشياء المعتاد فعلها .
3) المزاج المضطرب و المكتئب الذي يلازم الشخص طول فترات المرض و التي تزيد مدتها عن أسبوعين مما تزيد نسبة الأفكار السوداوية التي تجول بخاطرهم حتي لو لم يعلنوا عنها.

نصائح مجربة لتخطي الاكتئاب و القلق

و بما أنني لي سابقة بتجربة اضطرابات القلق و الاكتئاب بعد تعافيّ من كورونا هذا العام. لذا سنحدثكم عن أحدي التجارب الحقيقية الا وهي تجربتي الخاصة بعد كورونا، و كيف نجوت من الثقب الأسود الذي كاد يبتلعني. عندما غِصت مليًا في الاكتئاب. و في النهاية نجحت بقوتي الدفينة التي كنت أجهلها و مساندة مَن أحبهم أن اتخطى فترة مظلمة من القلق و الاكتئاب.

1. ألإنخراط إجتماعيًا، و الأندماج و الخوض في أحاديث محسوسة و تجنب العزلة و الانفراد بالذات الذي يؤدي إلى الهاوية.
2.  تجنبت التقييمات الحادة للأحداث و ابتعد عن التحليل النفسي للأفعال. و تصنيف أفعال الغير الي نحوي خانة الأسود القاتم أو الأبيض الناصع. فالناس مقيدون دائماً بظروفهم التي نجهلها و خوفهم مِن أن يصابوا بالعدوى هذا حق مصرح لهم به لا يجب ان يلامو عليه.
3. لا تحزن علي عدم فهم المحيطين لكيفية الدعم الذي أنت بحاجةٍ إليه .
4. الطعام الجيد من أحد الأسباب التي تساعد علي الشفاء. كلما ارتفعت مناعتة الجسد قَلَت فترات المرض كلما تجنبت أن تتعمق في شعور القلق و الاكتئاب.
5.  تعلم كيفية التعبير عمَّا يجول بخاطرك و بمشاعر و ألا تنتظر ممَن حولك أن يُخمْنوا كيفية مساندتك. لذا أطلب مِن أناس بعينهم الدعم و ان يغمروك هذه الفترة بالتفهم و الحب.
6. حاول أن تسيطر على هوس النظافة الذي يمكن ان يرهق جسدك خاصة إذا كنتي  أم لأطفال صغيرة.
7. فعن تجربتي كدت أموت خوفًا مِن أن تصاب طفلتي بالعدوى. كانت قٌبلته وحضنها التي حُرمت مِنهم لمدة أسبوعين في العزل الإنفرادي هما كل ما كنت بحاجته بشده و لعلَّ هذا ما مدني بالقوة لأجتازهذا الاضطراب النفسي
8. لذا أجعلي أطفلك الذي في انتظارك هم الدعم الأساسي والهدف الذي يجعلك تتخطي كل ما ممرتي به لأجلهم.

اقرأ عن تقوية جهاز المناعة أضغط هنا•

معلومات هامة

ولعلَّ وباء كورونا سَلطَّ الضوء على الإهتمام بالرعاية النفسية في المنظومة الصحية. و أوضحت هشاشة الخدمات النفسية في مجتمعاتنا العربية، فكثير من الدول المتقدمة أولت الرعاية النفسية. الكثير مِن الإهتمام و انشأت الكثير من المنصات الرقمية على الانترنت للدعم النفسي. خاصة بأنه تم السيطرة على كورونا و قلت اعداد الاصابات به عن السابق و لكن آثاره النفسية مازالت مستمرة إلى الآن.

فهل عانيتم شخصيًا من آثار نفسية بعد التعافي من كورونا ؟