ننعت البعض بضعف الشخصية استنادًا على بعض المعطيات العامة التي تمثل مجرد سمات شخصية وليست دلالة على الضعف بشكل عام، لذا يتوجب أن نتعرف عن قرب عن علامات وأسباب الضعف، وما هي الطريقة المثلى لعلاج ضعف الشخصية.
ماهي الشخصية الضعيفة
نردد دومًا أن فلان ضعيف الشخصية، وأحيانا نصف أنفسنا خلال بعض المواقف بالضعف، ونبحث عن طرق علاج ضعف الشخصية ، تُرى الذي تعنيه الشخصية الضعيفة؟
إن ضعف الشخصية يتمثل في عدم قدرتها على التكيف مع الآخرين، حيث تخشى من نظرتهم لها،
كما تخاف أن توضع في موضع حرج.
تُوصف الشخصية الضعيفة بالتردد أيضًا، فضلًا عن الخوف من المواجهة أو المطالبة بحقوقها.
وهذا ما يجعلها عرضة للاستغلال من قبل البعض.
تسيطر على الشخصيات الضعيفة حالة من التخبط وعدم القدرة على تحديد ما تريد، فنراها تخشى أن تتقدم في أمر ما أو تطور من شخصيتها.
بل ويفرون من أي مسئوليات من قبل حتى أن تلقى على عاتقهم.
ربما حين تقرأ ذلك الوصف ترى أن تلك الشخصيات ربما لا تمتلك قدر من الذكاء أو القدرة على التفكير، ولكن هذا ليس واقعي، فضعفها لا يتعلق بدرجة ذكائها، وإنما بعدم قدرتها على التعامل مع ما تواجه.
كما أنها ربما لا تعرف كيف تستغل ما تملك من قدرات ومواهب.
علامات ضعف الشخصية
كثيرًا ما ننعت البعض بأنهم ضعفاء الشخصية لكونهم يفضلون عدم الحديث، أو توجيه الكلام، أو حتى يعتريهم الخجل في كثير من المواقف، وتلك الصفات تمثل سمات شخصية للأفراد ولا تتعلق بضعف أو قوة
تُرى ما هي العلامات التي تشير بوضوح إلى ضعف شخصية من أمامنا؟
تتمثل علامات ضعف الشخصية في الآتي:
- عدم قدرة الشخص على رفض ما يُطلب منه حتى وإن كانت تلك المطالب تأخذ من وقته وجهده.
- لا تملك الشخصية الضعيفة القدرة على الجهر برأيها وإبدائه، خوفًا من الحرج أو الانتقاد.
- يعتبر الخجل المفرط من أبرز تلك العلامات، فيشعر الشخص بالخجل بالقدر الذي يمنعه من النظر في أعين الناس أثناء الحديث، حتى وإن كان الحديث عادي.
- لا يستطيع ضعيف الشخصية أن يدافع عن نفسه، فلا يأخذ موقفًا ممن أذاه، وبالتالي تزداد المشاعر السلبية داخله.
- من أبرز سمات الشخصية الضعيفة عدم قدرتها على اتخاذ قرارت ما في حياتها، فلا يرغبون في تحمل أي مسئولية كانت.
- تفتقد الشخصية الضعيفة القدرة على التعبير عما يكمن داخلها من مشاعر للآخرين.
- من سمات الشخصية الضعيفة التواضع المبالغ فيه الذي يعرض صاحبه للإهانة من الآخرين، فلا يعطون له قيمة.
أسباب ضعف الشخصية
ما الذي أدى إلى خلق الشخصية الضعيفة؟ هناك عدد من العوامل والأسباب التي أدت بتضافرها معًا إلى إضعاف شخصية الإنسان.
وتتمثل تلك العوامل في الآتي:
1/ التربية
لا عجب إن قلنا أن كافة الاضطرابات و المشاكل التي نواجهها في شخصيتنا يكون سببها الأكبر ما تربينا عليه منذ الصغر.
وهذا ما ينطبق على الشخصية الضعيفة، فللبيئة الأولى الدور الأكبر في ذلك.
فيكون الطفل قد تعرض الطفل للتضييق من قبل الأسرة، من خلال التدخل في كافة تفاصيل حياته.
كما يحاولون فرض السيطرة عليه دون أن يكون له الحق في ابداء رأيه أو اختيار ما يشاء فيما يتعلق بالملبس أو المأكل.
تتبع بعض الأسر طرق سلبية في التربية تؤثر على حياة الطفل على مدار عمره بأكمله.
فنرى من يشعر طفله بأن كلامه ورأيه وأفكاره لا قيمة لها، بل ويصل الأمر إلى حد الاستهزاء منه والتنمر عليه أمام الآخرين.
كما أن تعرض طفلك للضرب في الطفولة يساعدك على خلق إنسان خائف لا يملك أن يدافع عن نفسه أو يجهر برأيه.
2/ المقارنة
إن تعرض الشخص للمقارنة الدائمة بينه وبين الآخرين وبخاصة في الصغر يضعف شخصية الطفل، حيث يقوم الوالدين بالمقارنة بين الطفل وأقرانه ظنًا منهم أنهم يشجعونه.
والواقع أن تلك المقارنة ستؤثر على الطفل ما تبقى من عمره، وربما يتخلى عن نفسه الحقيقية وعن صفاته وقدراته كي ينال الاعجاب من الآخرين.
3/ تقدير الذات
تمثل نظرة الشخص السلبية تجاه نفسه أهم صفات الشخصية الضعيفة فلا يتقبل الشخص نفسه.
بل لا يدرك ما يملك من قدرات ومهارات، وبالتالي يشعر دومًا بعدم الاستحقاق وعدم القدرة على أداء مهامه.
فيصير المرء أسير أفكاره المغلوطة حول نفسه، وهذا ما يمنعه من التأقلم وابداء الرأي، إضافة إلى الهرب من المواجهة، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وتحمل المسئولية، فهو لا يثق في نفسه من الأساس.
أقراء ايضاً عن فقدان الشغف، و كيف أستعيد شغفي
كيفية علاج ضعف الشخصية
هناك عدة طرق تساعدك على علاج ضعف الشخصية والتخلص من كافة الصفات السلبية والأفكار المغلوطة عن النفس.
وتتمثل تلك الطرق في الآتي:
1/ الاعتراف بوجود المشكلة
يمثل اعترافك بوجود مشكلة ما يتوجب حلها بداية تخلصك من تلك المشكلة، فإن لمسك لنقاط ضعفك ليس عيب وإنما أول طريق القوة.
2/ الدافع
يجب أن تكون الرغبة في العلاج نابعة من داخلك، وليس كي ترضي أشخاص ما، كي تضمن الاستمرار في العلاج.
3/ تحديد نقاط قوتك وضعفك
إن تحديدك لنقاط قوتك يزيد من ثقتك بنفسك، وبالتالي تعمل على تعزيزها وتنميتها، فتغير نظرتك السلبية لنفسك.
كما أن تحديدك لنقاط الضعف بمصداقية ومعرفة الأسباب التي أدت لتملك تلك الصفات منك، يساعدك على وضع خطة التطوير للتخلص من تلك الصفات أو تقليل تأثيرها.
يمكنك الاستعانة بالطبيب النفسي لمساعدتك على فهم ما وراء نقاط الضعف تلك، والتعرف على الأسباب بطريقة علمية.
4/ مهارات التواصل
يتوجب عليك تعلم مهارات الاتصال، كي تتمكن من التعامل مع الآخرين والتعبير عن رأيك واحتياجاتك بل ورفضك في كثير من الأحيان.
حيث أن عدم القدرة على الرفض والخجل الزائد من أهم سمات الشخصية الضعيفة، وبتعزيز القدرة على التواصل يقل تأثير تلك الصفات.
5/ المهارات
النفس البشرية غامضة ومليئة بكل عجيب ومميز، وأنت تملك داخلك العديد من المواهب والقدرات غير المكتشفة،
لذا فإن محاولة التعرف على قدراتك ومواهبك ثم تدعيمها وتقويتها، سيمنحك الثقة، وسيرسم لك هوية بين الناس،
فتشعر بقدرك وتميزك.
6/ تعلم أن تقول لا
إن صفاتك الإيجابية مميزة وتمثل جانب طيب من شخصيتك، ولكن الإفراط في القبول واللطف يضرك أكثر مما ينفعك.
لذا تعلم أن تقول لا لما لا يناسبك، واجعل وقتك لنفسك قبل الآخرين.
لا نحاول هدم مبادئك الإيجابية ولكن كثيرًا ما يستغل الناس اللطفاء، لذا كن لطيفًا بالقدر الذي لا يجعلك عرضة للاستغلال.
7/ القدرة على التعبير
لا تخشى رأيك ولا نظرة الناس لما تقول، عبر عما تؤمن دون خوف مادام نابعًا من داخلك، سيتقبله الناس،
وإن لم يتقبلوه لا يمثل هذا عيب أو حرج.
درب نفسك على التعبير عن مشاعرك وما يكمن داخلك، فالتعبير عما نشعر قوة وليس ضعف.
وختامًا إن علاج ضعف الشخصية ليس بالأمر الصعب، فجميعنا نمر بلحظات نشعر فيها بضعف شخصيتنا وعدم قدرتنا على التأقلم أو عدم ثقتنا بأنفسنا، لكن لا تجعل تلك اللحظات تسيطر على حياتك، وتحجم شخصيتك وآراءك للحد الذي يحبس شخصيتك داخلك، وتذكر أن جميعًا نملك مزايا تجعل منا شخصيات استثنائية.
