ما هي العنصرية، أنواع العنصرية، أشكالها


ما هي العنصرية

يتردد مصطلح عنصرية كثيرًا على مسامعنا داخل أحاديثنا اليومية وفي كل مكان ، وخلال ما نراه من أخبار وما نسمعه من خطابات، لكن تُرى مالذي تعرفه عن العنصرية ؟ وكيف أشار الإسلام إلى العنصرية، سنتعرف في مقالنا هذا عن كل ما يتعلق بها.

ما هي العنصرية؟

  • يمكننا أن نجيب  بكونها التمييز بين البشر استنادًا على أعراقهم وأصولهم.
  • حيث يشير المصطلح إلى الاعتقاد بأنه هناك أفراد يمتازون في صفاتهم وسلوكياتهم عن أفراد آخر فقط لكونهم ينتمون لجنس أعلى.
  • ولا تقتصر العنصرية بمفهومها القائم على التمييز العنصري على الأفراد فقط فيما بينهم.
  • بل يمتد ليشمل سلوكيات العديد من المؤسسات والأنظمة، كما ينطبق على بعض دول العالم.
  • يمنع التمييز العنصري فئة من الناس من التمتع بحقوقهم المشروعة مقارنة بفئة أخرى، فلا يتساون في حقوقهم.

تعريف العنصرية لغة واصطلاحا

كي نتمكن من الإلمام بكل ما يتعلق بمعنى العنصرية ، يتوجب علينا أولًا أن نعرفها لغويًا واصطلاحيًا.

تعريف العنصرية لغويًا

إذا تتبعنا معنى كلمة العنصرية في معجم اللغة العربية نجد أنها مصدر صناعي من كلمة ” عنصر” التي تعني الأصل أو الجنس أو الحسب.

وتشير العنصرية إلى نوع من المذاهب يقوم في الأصل على التمييز والتفرقة بين الشعوب وفقًا لعدد من المعايير كالأصل والجنس واللون والدين.

كما يقصد بكلمة عنصرية في المعجم أيضًا تعصب الإنسان لجماعة ما ينتمي إليها.

تعريف العنصرية اصطلاحًا

  • يذهب الكثير من الباحثين إلى تعريف العنصرية بأنها تمييز بين البشر في الحقوق والقوانين والمعاملات اعتمادًا على بعض الأسس ومنها العرق والجنس والدم.
  • وما يترتب عليهم من انتماء لوطن أو دين ما، إضافة إلى اللون وعدد من الخصائص البيولوجية المتعلقة بطبيعة شعب من الشعوب.
  • فيشعر الأفراد الذين ينتمون لجماعة ما بالاضطهاد وعدم التوافق الثقافي والمجتمعي،
  • مما يجعلهم فريسة للنبذ والرفض.

يمكنك أن تقرأ أيضًا عن : ما هي اتفاقية سيداو

أنواع العنصرية وصورها

تعتمد العنصرية على مجموعة من الأسس والصفات التي تلقى بعض الرفض داخل عدد من المجتمعات،

فيقوم الناس بالتمييز العنصري وفقًا للعناصر الآتية:

-اللون

إن أحد أشهر صور العنصرية هي التمييز القائم على أساس اللون.

فظل أصحاب البشرة السمراء يُعانون لسنوات من مظاهرها .

-الدين

يشكل الدين أحد أبرز صور العنصرية، فنجد الأغلبية الدينية تمارس نوعًا من الاضطهاد على الأقلية الدينية.

-القومية

تمارس بعض الدول عنصرية على الأفراد الذين ينتمون لقومية مختلفة عن قومية الأغلبية السائدة من الشعب.

وذلك يظهر في البلدان التي تضم بين أراضيها قوميات متعددة،

فلا تجمع بينهم رابطة عرقية واحدة.

-اللغة

تقع العنصرية اللغوية ضمن قائمة صور العنصرية المنتشرة في العالم.

فيتعرض أصحاب اللغات المختلفة لنوع  من التعصب والنبذ نظرًا لثقافتهم اللغوية.

-الطبقة الاجتماعية

ما يزال الصراع ما بين طبقة السادة والفقراء قائمًا حتى الآن، رغم تساقط أوتاده منذ زمن طويل.

ولكن ما يزال الأغنياء ينظرون بتعالى للعوام.

بل ويتحكمون في مصائرهم ويحددون مكانتهم في المجتمع وفقًا لما يملكونه من ثروة.

ما هي أشكال العنصرية

يمكننا أن نوضح العنصرية بأشكالها المتعددة من خلال أشكال التمييز العنصري التالية:

1-التمييز الفردي

يعاني الأفراد الذين يتعرضون للتمييز الفردي من العنصرية التي تستهدف شخوصهم.

فلا يحصلون على حقوقهم ويتعرضون للرفض والنبذ لكونه فردًا.

2-التمييز الشخصي

يمارس بعض الأفراد العنصرية على أفراد آخر نتيجة لمواقف شخصية سلبية يبغضها فرد ما تجاه عرق أو دين أو لغة

دون أن تعبر عن تمييز مجتمعي سائد.

3-التمييز المؤسسي

يمكننا أن نشير إلى التمييز المؤسسي بكونه نوع من العنصرية التي تمارسها مجموعة كبيرة من الأفراد ضد مجموعات آخرى.

فُتمنح المجموعة المُضطهدِة حقوق إضافية، وتُحرم المجموعة المُضطهدَة من حقوقها المشروعة.

4-التمييز الهيكلي

يقوم هذا النوع من العنصرية على التمييز في التعامل والتفاعل ما بين عدد من المؤسسات.

فلا تتحقق المساواة في بلوغ المناصب العليا.

معنى العنصريه في الإسلام

  • ونشير إلى أنها كانت متأصلة في كافة المجتمعات قبل الإسلام، فنرى مجتمعات تتفاخر بأنسابها.
  • تقوم على مبدأ  العصبية القبلية، وتفرق بين الناس على أساس اللون أو الغنى.
  • مجتمعات تنتشر فيها العبودية بكافة أشكالها إلى أن ظهر الإسلام.
  • أعلى الإسلام من قيمة الفرد، ونادى بالمساواة مما جعل السادة في البداية يخشون مبادئه التي تقوم على العدل والمساواة.
  • نظر الإسلام للعنصرية بكونها سمة من سمات الجاهلية، فرفضها الإسلام وأسقطها بمجرد ظهور ضيائه لسماء العالم.
  • فبمجرد أن بُعث المصطفى صلوات ربي وسلامة عليه، نبذ كافة أشكال العنصرية.
  • كما ذكرها القرآن الكريم صراحة بأنها لا مزية بين البشر سوى بالتقوى.
  • أسقط الإسلام كافة أشكال العنصرية المعتمدة على اللون أو النسب أو القومي،  بل ومحا فكرة الطبقية
  • فبلغ الناس جميعًا أنهم سواء كأسنان المشط.

كيف حارب الإسلام العنصرية؟

  • لقد حارب الإسلام بطريقة عملية وليس فقط بالكلمات، حيث سعت مبادئ الإسلام إلى تغيير أفكار الجاهلية المتأصلة في أذهان البشر آنذاك.
  • فحارب الإسلام الفكر بالفكر، واستبدل الأفكار القديمة التي تنأى عن مبادئ الإنسانية بأفكار حديثة تقوم على المساواة والرحمة.
  • فأكد للناس أنهم سواء ينتمون لأصل واحد، ولا فارق بينهم إلا بالتقوى.
  • شرع الإسلام عدد من القوانين التي تطبق مبدأ المساواة وتحفظ كرامة الإنسان.
  • فأقر الزكاة وجعل منها ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام وذلك لتقليل الفجوة الطبقية بين الأغنياء والفقراء.
  • حفظ الإسلام حقوق اليتامى ودعا لرعايتهم ومنحهم حقوقهم.
  • كما كان له السبق في منح المرأة حقوقها والحفاظ على مكانتها بعدما دنستها أفكار الجاهلية.

جهود الأمم المتحدة للقضاء عليها

  • أصدرت الجمعية العام للأمم المتحدة الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري عام 1965م وبدأت في تنفيذها بحلول عام 1969 م.
  • حيث يقوم ذلك الميثاق على إرساء بعض المبادئ الاجتماعية ومنها: مبدأ المساواة إضافة إلى الكرامة.
  • فيدعو الميثاق إلى نبذ كافة أشكال التمييز بين البشر القائمة على أساس العرق أو الدين.
  • فضلًا عن الجنس واللون واللغة.
  • وقعت على تلك الاتفاقية ما يقرب من 173 دولة حيث تلتزم كل دولة موقعة برفض كافة أنواع التمييز العنصري من خلال تنفيذ بعض الآليات.
  • تهدف تلك الآليات لوقف أي نوع من التمييز سواء كان يستهدف أفرادًا أم جماعات.
  • كما تتعهد تلك الدول بضمان حقوق أي إنسان دون النظر لعرقه أو قوميته أو لونه.
  • وتلتزم بمنحه كافة حقوقه خاصة في المجالات الثقافية أو التعليمية.
  • بموجب تلك الاتفاقية يتساوى كافة الأشخاص أمام القانون وكافة الهيئات القضائية.
  • كما يتمتع كل فرد بحق المشاركة في المجال السياسي والانتخابات والإسهام في تدبير الشؤون العامة.
  • إضافة إلى بعض الحقوق الاجتماعية الأخرى المتعلقة بالزواج والتملك وحرية الفكر والعقيدة وابداء الرأى.
  • يتساوى الجميع في فرص العمل، فلهم حرية اختيار نوع العمل، والمساواة في الحصول على الأجور.
  • إضافة إلى التمتع بخدمات الصحة والضمان الاجتماعي دون تمييز.

 

وفي الختامً

  • مستعرضين أنواعها وأشكالها ومفهومها في الاسلام، ودوره في إسقاط تلك الآفة المتوارثة من ظلمة الجاهلية، والتي أفسدت حيوات الكثير من البشر على مر العصور، ومنعتهم من الاندماج في مجتمعاتهم لمجرد اختلافهم في صفة ما عن سواد القوم.

 

الكاتب:

كاتبة محتوى وروائية, لدى خبرة في كتابة المقالات في عدد من المجالات على رأسها السياحة والتاريخ. باحثة ماجستير في الأثار المصرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *