تعتبر الانفلونزا الموسمية من أشهر الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان ومن ثم تبدأ في الانتقال من شخص لآخر حتى تنتقل لغالبية المحيطين بالمصاب، تُرى ما سبب الإصابة بتلك الإنفلونزا؟ وما هي آلية انتقالها بين الأفراد؟ وكيف يستطيع الإنسان أن يقي نفسه من الانفلونزا؟ هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا.
نبذة مختصرة عن مرض الانفلونزا الموسمية
تُصنف الانفلونزا الموسمية بأنها مرض فيروسي معدي يصيب الجهاز التنفسي للإنسان، ومن ثم يبدأ في الانتقال
من المصاب للدائرة المحيطة به من خلال لمس الأماكن ذاتها أو من خلال استنشاق الهواء، لهذا تزيد احتمالية
إصابة كافة المحيطين بالمصاب في الأماكن المزدحمة حيث يكونون أكثر عرضة للإصابة.
أما فيما يتعلق بأوقات ذروة الإصابة بالمرض، فنجد أن الانفلونزا تنتشر في أوقات معينة من العام فيزيد الانتشار
خلال فصل الخريف ثم يستمر حتى فصل الربيع، ولكن يبلغ الانتشار ذروته في فصل الشتاء، وربما يرجع سبب
الانتشار خلال الشتاء إلى زيادة احتمالية انتقال العدوى نتيجة قلة الخروج، هذا بالإضافة إلى قلة تعرض الإنسان لأشعة الشمس التي تقتل الفيروسات، كما أن انخفاض درجة الحرارة خلال الشتاء يجعل الفيروسات أكثر
مقاومة لعمليات التحلل.
يدمج البعض بين الإنفلونزا الموسمية وبين نزلات البرد حيث يتشاركون تقريبًا في نفس الأعراض، كما أن كليهما يصيب الجهاز التنفسي، ولكن يمكننا أن نفرق ما بين الاثنين من خلال قوة أعراضهما، حيث تعتبر
أعراض الانفلونزا الموسمية أكثر قوة وأشد وطأة، هذا بالإضافة إلى ما قد تسببه من مضاعفات شديدة.
الأسباب
إن الانفلونزا الموسمية تحدث نتيجة العدوى الفيروسية حيث تنتقل من خلال الرذاذ الناجم عن المصابين والذي يحمل المرض، أو من خلال لمس ما لمسه المصاب، ونتيجة لذلك تنتقل العدوى من خلال اللمس، فتنتشر
الانفلونزا نتيجة عدة أنواع من الفيروسات التي تصيب الإنسان، وربما تنتقل إلى الحيوان.
أنواع فيروسات الانفلونزا
تتعدد أنواع فيروسات الانفلونزا التي تصيب الإنسان والتي تختلف وفقًا للأعراض والسبب وتتلخص تلك الأنواع
فيما يلي:
الإنفلونزا من النوع A
يعتبر هذا النوع الأكثر شيوعًا ما بين الحالات المصابة، حيث يمثل ما يقرب 70% من الحالات المصابة،
أما سبب الإصابة فيتعلق بالأجسام التي تتواجد في بعض أنواع الطيور البرية، ونتيجة لذلك يصيب
الإنسان وبعض الحيوانات كالخيول والطيور على سبيل المثال.
تتمثل خصائص الفيروسات من النوع A في قدرتها العالية على التحول، هذا بالإضافة إلى سرعة انتشارها
من خلال اللمس أو التنفس، ومن بين أشهر أنواعها:
- الإنفلونزا H1N1 التي تعرف بإنفلونزا الخنازير.
- الانفلونزا H3N2 ويعرفها البعض بإنفلونزا الطيور.
ومن أبرز أعراض الإنفلونزا من النوع A التي يمكن ملاحظتها على الشخص المصاب ما يلي:
- السعال.
- الإنهاك العام وما يصاحبه من ألم في العضلات.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الصداع.
- الإًصابة باحتقان في الأنف.
أقراء ايضاً عن: اسباب ارتفاع الحرارة و السخونية عند الأطفال
الإنفلونزا من النوع B
يمثل هذا النوع السبب في إصابة النسبة الباقية من الحالات، كما يشترك مع النوع A في إحداث الأمراض الموسمية، ولكن يكمن الاختلاف بينهما في اقتصار إصابات هذا النوع على الإنسان فقط في غالبية الأحيان، وتتمثل أعراض هذا النوع من الإصابات فيما يلي:
- يعاني الإنسان من الكحة وغالبًا ما تكون جافة بالإضافة إلى الشعور بالتهاب في الحلق.
- يشعر المصاب بآلام في الجسم والعضلات ونتيجة لذلك يشعر بحالة من الإنهاك العام.
- ربما يصاب بنوع من الحمى بالإضافة إلى التقيؤ والإسهال ولكن هذا يكون بنسبة كبيرة لدى الأطفال.
أما فيما يتعلق بأنواع الانفلونزا الناتجة عن النوع B، فيمكننا أن نقسمها إلى نوعين أساسيين، ألا وهما:
- نوع Victoria
- نوع Yamagata
الإنفلونزا من النوع C
لا تنتشر حالات الانفلونزا نتيجة النوع C كثيرًا، حيث تقل عن سابقتيها، ولكن نسبة حدوثها القليلة تنتشر بشكل كبير بين الأطفال، كما يتمثل الاختلاف بينها وبين الأنواع الأخرى في أعراضها الخفيفة إذا ما قارناها بغيرها، كما أنها تقتصر على الإنسان، ولا تتسبب في الأوبئة، وبالرغم من انخفاض حدة أعراضها، لكنها تمثل خطورة على
الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أو لديهم ضعف في المناعة، هذا بالإضافة إلى الرضع وكبار السن.
الإنفلونزا من النوع D
لم ينتشر هذا النوع من الإنفلونزا إلى الآن ما بين البشر حيث يقتصر على بعض الحيوانات والمواشي، ولكن هذا
لا ينفي احتمالية انتقاله إلى البشر.
العلامات والأعراض
بمجرد أن تنتقل عدوى الانفلونزا الموسمية إلى الإنسان تعتريه مجموعة من الأعراض والعلامات التي تشير
إلى الإصابة بالمرض في خلال يومين، ويمكن أن نلخص تلك الأعراض فيما يلي:
- يصاب الإنسان بالحمى التي يصاحبها حالة من الصداع والتعب.
- يبدأ المصاب في السعال والذي يكون في صورة جافة، ونتيجة لذلك يظهر العرض الثالث ألا وهو التهاب الحلق.
- تعتري الإنسان آلام في العظام والمفاصل ونتيجة لذلك يشعر بحالة من الإنهاك العام التي تؤثر على سير حياته اليومية.
- يعتبر سيلان الأنف من بين أعراض الانفلونزا التي تصيب الإنسان.
طرق الانتقال
تتمثل خطورة الانفلونزا الموسمية في انتشارها السريع والسهل، حيث تنتقل بيسر من إنسان لآخر خاصة عند تواجد الإنسان في الأماكن المزدحمة، وتتمثل طرق الانتقال فيما يلي:
- استنشاق الرذاذ من الجو الناتج عن السعال.
- ملامسة الأسطح الملوثة التي لمسها المصاب من قبل.
- استخدام أدوات ومتعلقات الشخص المصاب.
- إعادة لمس الجسم والوجه مثل لمس العين والأنف والفم.
متى يستخدم المضاد الحيوي للأطفال
عوامل الخطر والمضاعفات
لا تمثل الانفلونزا الموسمية خطورة شديدة حيث تقل وطأة الأعراض خلال أسبوع وربما يستمر السعال لأسبوعين، ومن ثم يبدأ الإنسان في التعافي ولكن هناك بعض الحالات التي تمثل خطورة على المصاب نتيجة لتفاقم
أعراض الإنفلونزا، ومن بين مضاعفات المرض إصابة المصاب بالتهاب رئوي بالإضافة إلى تزايد خطورة مرض الربو، هذا بالإضافة إلى احتمالية الإصابة بالتهاب في الأذن أو في الجيوب الأنفية، ولا نغفل ما قد تتسبب فيه من التهاب في الدماغ أو أمراض القلب وهذا ما قد يؤدي إلى الوفاة.
أما فيما يتعلق بعوامل الخطر، فهناك عدد من الفئات المعرضة للإصابة بمضاعفات بشكل أكبر، حيث نذكر من عوامل الخطر:
- العمر: يمثل العمر أحد عوامل الخطر حيث يكون الرضع ممن هم أقل من 12 شهر أو كبار السن ممن تجاوزوا 65 عامًا أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الانفلونزا الموسمية.
- حالة الجهاز المناعي: إن ضعف الجهاز المناعي يزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى وما ينتج عنها من مضاعفات.
- الإصابة بالأمراض المزمنة: تمثل الإصابة بالأمراض المزمنة أحد العوامل التي تزيد من مضاعفات المرض، وهذا ما ينطبق على مرض السكري والقلب، بالإضافة إلى مشاكل التنفس والكبد والكلى والجهاز العصبي.
- الحمل: إن السيدات الحوامل من الفئات المعرضة للإصابة بمضاعفات الأنفلونزا.
- زيادة الوزن: يمثل عامل زيادة الوزن عنصر خطر بالنسبة للمصابين بالأنفلونزا، فيزيد من احتمالية إصابتهم بالعديد من المضاعفات التي تمثل خطورة على الصحة.
متى تزور الطبيب
إن لم تكن من الفئات المعرضة لحدوث مضاعفات، فعلى الأغلب ستبدأ الأعراض في الضعف والاختفاء بمرور الوقت،
ولكن لو كنت ضمن المصابين الذين تنطبق عليهم عوامل الخطر، فمن الأفضل زيارة الطبيب للتقليل من احتمالية
الإصابة بأي مضاعفات.
إن شعرت بعدد من الأعراض غير المألوفة والخطيرة، فلا تتهاون في الذهاب إلى الطبيب، ويمكن أن نلخص تلك الأعراض فيما يلي:
- الإصابة بمشاكل في التنفس.
- الدوار.
- آلام الصدر.
- الألم الشديد في العضلات.
- زيادة حالة الضعف العام.
- الجفاف.
- التغير في لون الشفاة.
أقراء عن: أسباب التهاب اللوزتين وطرق العلاج
العلاج
إن كنت تعاني من وطأة تلك الأعراض وقد تبين إصابتك بالانفلونزا الموسمية، فيمكنك أن تتبع عدد من الخطى لعلاج
تلك الانفلونزا سواء بالتخلص منها بواسطة العلاج المنزلي أو زيارة الطبيب في حالة حدوث مضاعفات،
حيث تتمثل طرق العلاج فيما يلي:
علاج الانفلونزا الموسمية في المنزل
في حالة الإصابة بأعراض الإنفلونزا يتوجب عليك الراحة التامة في المنزل للتقليل من حدة الأعراض، هذا بالإضافة
إلى بعض الطرق الطبيعية لتقليل آلام الانفلونزا، ومن بين تلك الطرق نذكر:
- استنشاق بخار الماء: يساعد الاستنشاق على التقليل من عرض احتقان الأنف الذي يصيب الإنسان، وإن كنت ترغب في زيادة فاعليته، يمكنك إضافة زيت النعناع للماء.
- كمادات الماء: تساعد كمادات الماء على التقليل من حدة الصداع والجيوب الأنفية من خلال وضعها على منطقة الجبين والأنف.
- العسل: يعتبر العسل من أشهر العلاجات الطبيعية للانفلونزا حيث يقلل من آلام الحلق من خلال إضافة ملعقة من العسل إلى كوب ماء دافئ.
- الأعشاب: يساعد الجينسينج والثوم على علاج أعراض الإصابة بالإنفلونزا
- خافض الحرارة: إن تناول المصاب لأحد الأدوية التي تساعد على تخفيف الحرارة مثل الباراسيتامول قد يؤدي إلى تخفيف الأعراض.
- المشروبات الساخنة: إن الإكثار من شرب المشروبات الساخنة يقلل من أعراض الانفلونزا الموسمية كما يحمي الجسم من الجفاف، ونتيجة لذلك يشفى المريض بشكل أسرع.
علاج الانفلونزا الموسمية بالأدوية
إن شعرت بعدم التحسن مع تزايد الأعراض، فيتوجب عليك زيارة الطبيب تجنبًا لأي نوع من المضاعفات التي
ربما تحدث، ونتيجة لذلك تشكل خطورة كبيرة على الصحة، وحينها سيصف لك الطبيب بعض الأدوية مثل:
المضادات الفيروسية لعلاج الانفلونزا الموسمية
تتناسب المضادات الفيروسية مع الأعراض الشديدة للإنفلونزا، والتي تكفل للمريض التعافي السريع في حالة الحصول عليها في وقت مبكر من حدوث العدوى.
المضادات الحيوية
ربما يصف الطبيب المضادات الحيوية في حالة حدوث مضاعفات خطرة مثل الالتهابات البكتيرية، لكنها لا تمثل
تأثير في علاج الانفلونزا الموسمية.
طرق الوقاية من الانفلونزا ونزلات البرد
إن كنت ترغب في حماية نفسك من أعراض الانفلونزا ونزلات البرد خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، فيمكنك اتباع
عدد من الخطوات التي تساعد على الوقاية منها، ومن بين تلك الطرق نذكر:
النظافة للوقاية من الانفلونزا الموسمية
يتوجب المحافظة على نظافة اليدين من وقت لآخر من خلال الغسيل أو باستخدام الكحول، ونتيجة لذلك نضمن الحماية من العدوى الناتجة عن اللمس.
لا للمس
يجب علينا أن نتجنب ملامسة الوجه قدر المستطاع، فنتوخى الحذر فيما يتعلق بملامسة الفم والأنف والعينين.
وضع المسافات للوقاية من الانفلونزا الموسمية
إن أفضل ما يمكننا فعله تجاه العدوى هو وضع مسافات بينا وبين المصابين فيما لا يقل عن متر هذا بالإضافة إلى
محاولة تجنب الاختلاط إذا كان الأمر في المتناول.
العزل
إن كنت مصاب بأعراض الانفلونزا فيتوجب عليك أن تعزل نفسك حتى تمام العلاج، لتجنب التسبب في عدوى الأخرين، هذا بالإضافة إلى تجنب التواجد في الأماكن المزدحمة كي لا تتسبب في تفشي المرض.
اللقاحات للوقاية من الانفلونزا الموسمية
إن من أبرز الطرق التي تساعدك على الوقاية من التعرض للانفلونزا ونزلات البرد هي الحصول على اللقاحات المخصصة لسلالات الانفلونزا المختلفة، ونتيجة لذلك يتم تقوية الجهاز المناعي، فينتج الأجسام المضادة
للمرض في فترة لا تقل عن أسبوعين.
يتواجد نوعين من اللقاحات التي تتمثل في اللقاحات التي تؤخذ عن طريق الحقن أو من خلال رذاذ الأنف، ويتناسب أخذ اللقاحات مع كافة الفئات والأعمار، فيحصل عليها الأطفال من 6 أشهر إلى ما فوق، ولكن هناك فئات أكثر عرضة للأعراض والمضاعفات، والتي يتوجب عليهم الحصول على اللقاح، وتتمثل تلك الفئات فيما يلي:
- الأطفال.
- كبار السن.
- الحوامل.
- المصابون بالأمراض المزمنة.
- الفريق الطبي.
ولكن هناك بعض الفئات التي تمثل تلك اللقاحات خطورة كبيرة عليها، فلا ينصح بحصولهم على اللقاح ومن بينهم:
- مرضى حساسية الزئبق.
- المصابون بحساسية البيض.
- أصحاب التجارب السيئة مع الحصول على اللقاحات.
وختامًا تعتبر أعراض الانفلونزا الموسمية شائعة بين الناس خاصة مع اقتراب الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، لكن إن لم تتعافى من تلك الأعراض بمرور الوقت فلا تتهاون في زيارة الطبيب للحصول على الأدوية المناسبة لحالتك.
أسئلة شائعة
كم يوم تستمر الانفلونزا الموسمية؟
في الحالات الطبيعية لا تستمر أعراض الانفلونزا لما يتجاوز الأسبوعين، حيث يبدأ المصابون في التعافي منذ الأسبوع الأول، ولكن هذا لا ينطبق على الفئات المعرضة للمضاعفات.
ما هي أعراض الانفلونزا الموسمية؟
يعاني المصابون بالانفلونزا بمجموعة من الأعراض التي تتمثل في الحمى والسعال بالإضافة إلى الصداع واحتقان الحلق، ولا نغفل حالة الإنهاك العام والتعب وآلام العضلات.
ما هي أسرع طريقة لعلاج الإنفلونزا؟
إن الراحة التام والاهتمام بالمشروبات الساخنة والطعام الصحي يساعد على التخفيف من أعراض المرض، أو الحصول على خافض للحرارة، ولكن هذا في حالة الإصابة بالأعراض المعتادة للمرض.
كيف أعالج الانفلونزا الموسمية؟
إن من أبرز طرق العلاج هي الطرق المنزلية المعتمدة على الراحة في المقام الأول وتناول المشروبات الساخنة، والاهتمام الطعام، أما في حالة عدم انخفاض حدة الأعراض، فيتوجب زيارة الطبيب الذي يصف الدواء المناسب للمصاب والذي يتمثل في المضادات الفيروسية.
