أصل قصة الهنود الحمر، لماذا سمي بهذا الأسم، وما دور النساء


الهنود الحمر

إن مسمى الهنود الحمر يشير إلى السكان الأصليين لأمريكا الشمالية، ولكن ما الذي جعل منهم هنودًا وحمر وهما يبعدون مسافات شاسعة عن الهند، ولما يعتبر هذا المسمى مكروهًا لدى البعض، سنتعرف في هذا المقال عن كل ما يتعلق بالسكان الأصليين لأمريكا، وما دور المرأة لدى تلك الشعوب.

لماذا سمي الهنود الحمر بهذا الاسم

  • يتساءل البعض عن سبب تسمية الهنود الحمر بهذا الأحمر، رغم عدم وجود أي صلة بينهم وبين شعب الهند.
  • لذا يرى البعض أن هذا المصطلح يمثل نوعًا من العنصرية القائمة على التفريق العرقي بين الشعوب.
  • أما عن سبب التسمية فهي تعود لعصر كريستوفر كولومبوس ذاته، المكتشف الذي أخطأ في تسمية اكتشافه.
  • حيث أراد الوصول إلى الهند، فأبحر من أحد موانئ إسبانيا في عام 1492، ثم ضل طريقه.
  • وحين وصل لجزر الأنتيل ظنها جزر المحيط الهندي، فسماهم الهنود معتقدًا أنه قد وصل آسيا وحقق انتصاره العظيم.
  • ولم يمض وقت طويل حتى أدرك أنه ليس في الهند وأنما بلغ أرض جديدة،  ومن هنا بدأ يدون أول السطور الدموية في تاريخ ذلك الشعب.
  • وحين رأى لون بشرتهم المائل إلى  الحمرة، أضاف كلمة الحمر إلى مسمى الهنود.
  • وبدأ يدعو الشعب الأوروبي إلى ضرورة احتلال تلك الأرض الثرية، فتوالت رحلاتهم سعيًا لاستيطان واكتشاف الأمريكتين.
  • ورغم تصحيح المصطلح والتسمية إلا أنها ما تزال دراجة إلى اليوم، كتعبيرًا عن السكان الأصليين للأمريكتين.

أصل الهنود الحمر

يمثل الهنود الحمر السكان الأصليين الذين استقروا في أمريكا لآلاف السنين، وعاشوا في أراضيهم الغنية بسلام.

  • حيث تشير بعض الدراسات التاريخية أن أسلافهم هاجروا من منطقة جنوب سيبيريا منذ 15 ألف عام في شكل هجرة واحدة.
  • بينما يذهب البعض أنهم جاءوا في شكل موجات هجرة مختلفة من عدة أماكن.
  • استوطنت تلك القبائل أراضي الأمريكتين، ولم تجمع بينهم لغة واحدة، فكان لكل قبيلة لغتها ونمطها وهويتها.
  • إلى أن قرر الأوربيين إبادة ذلك الشعب ونهب أرضه.
  • وصل كولومبوس إلى أرض الهنود الحمر، ومن ثم بدأت عملية الإبادة العرقية وانتزاع الأرض من بين أيدي أصحابها المسالمين.
  • ومن يومها بدأ التغيير يطول التركيب السكاني لتلك الأرض، فتم محو ثقافتهم وهويتهم واستبدالها بثقافة المحتل.

يمكنك أن تقرأ أيضًا: قصة حصان طروادة

اين تقع مدائن صالح و ماقصة هذه المدن

حقيقة أسطورة ميدوسا

قصة الهنود الحمر باختصار

حين وصلت الرجل الأبيض إلى أراضي الهنود الحمر، وبدأ في تشجيع الأوربيين على استيطانها،

بدأ يشوه صورة ذلك الشعب الذي لم يرتكب أي أثم كي يبرر استيطانه لأراضيهم و إبادتهم.

فقد وصفتهم الكتب بالوحشية، وبأنهم مجرد وحوش ضارية لا تعقل، بل ويأكل بعضهم بعضًا،

سعيًا لخلق مبررات واهية لإبادة شعب أراد الدفاع عن أرضه.

فرسموا لهم صورة همجية قائمة على العنصرية والنظرة الدونية وصدروها للعالم أجمع.

وبحلول القرن السادس عشر اجتمعت أعين دول أوروبا وعلى رأسها إسبانيا والبرتغال إضافة إلى بريطانيا وفرنسا حول ثروات تلك الأرض.

فبدوأ في حملاتهم الاستعمارية طمعًا في الموارد الطبيعية لأميركا، بل أنهم طمعوا في أرواح سكانها

فبدأت عمليات الاستعباد والتهجير كي يستفيدوا استفادة قصوى من كل ما نبت على تلك الأرض، زرعًا وشعبًا.

فزادت المستعمرات الأوروبية وقسموا الأرض فيما بينهم، ودخلت إلى مضمار السباق بعض الدول كهولندا والدانمارك والسويد.

بينما سيطرت إسبانيا والبرتغال على أمريكا الجنوبية، إضافة إلى نفوذهم الشمالي، وهكذا فنت ثروات الأمريكتين على يد الشعوب الأوروبية الطامعة.

فتوزعت الثروة فيما بينهم، بل وهُجر السكان وأبيدوا على أيديهم.

كم عدد الهنود الحمر الذين أبيدوا

كان شعب الهنود الحمر مقاومًا رافضًا لذلك الاستيطان الغاشم، فرفضوا الخنوع، وبدأ كفاحهم المسلح ضد المستعمر.

فبدأوا في قتل الجنود الإنجليز، وشنوا هجمات تهدف للدفاع عن أراضيهم.

ومن ثم بدأت الحكومات بحملات الإبادة الجماعية ضد السكان الأصليين، والمدنيين منهم إيذانًا ببدأ حرب لطمس هويتهم، وإبادتهم، ونزع جذورهم عن أراضيهم.

تم تهجير السكان عن أماكنهم الخصبة التي رويت بدمائهم نحو مناطق جدباء ليس بها من مقومات العيش شيء.

واستوطن ملايين المهاجرين أوطانهم، فاستولوا على أراضيهم على مرأى ومسمع من العالم.

تناقصت أعداد السكان أثر تلك الإبادات وعمليات التطهير العرقي، بل ومحاربتهم بالأوبئة والمجاعات، لذا يرى البعض أن 95% من السكان الأصليين قد أبيدوا كي تقوم دولة الولايات المتحدة الأمريكية.

نساء الهنود الحمر

  • كان اعتماد القبائل الأكبر على النساء كطبيعة أي مجتمع قبلي، حيث لعبت المرأة دور مؤثر في مجتمعها.
  • فساهمت بشكل كبير في عدد من الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، حيث تولت بعض المهام الصناعية مثل صنع ودبغ الجلود، كما كانت مسئولة عن الطهي.
  • ومثلما تولى الرجال مهمة الصيد وجمع الحيوانات، وقع على عاتق المرأة مهمة التقاط الطعام وجمع النباتات.
  • مما يعني تميز المجتمع بنوع من التكافؤ، فكانوا كقلادة يكملون بعضهم البعض.
  • لم تفلت المرأة من الإبادات التي تعرض إليها أقوامها، فكانوا يقتلون النساء العزل والأطفال، وهناك من يذهب إلى تعرض النساء لجريمة التعقيم الإجباري.

هل الهنود الحمر مسلمين

تشير عدد من الاكتشافات الأثرية أن الهنود الحمر كانوا أقرب إلى الوثنية، حيث عبدوا الأصنام، إضافة إلى الأرواح والنجوم.

حيث أنهم لم يتوصلوا إلى المسيحية قبل أن يصل الأوربيون إلى أراضيهم، ويحتكون بهم.

الهنود الحمر في عالمنا المعاصر

يبلغ عدد الهنود الحمر في الأمريكتين ما يقرب من 90 مليون نسمة، موزعين ما بين أمريكا الشمالية والجنوبية.

ما يزال هناك مجموعة من قبائل الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية، فهناك من يقدرهم بحوالي 5.2 مليون نسمة، وهناك من يرى أن عددهم يتراوح ما بين أربعة إلى سبعة ملايين نسمة.

  • يعيش ما يقرب من 22% منهم في مجتمعات قبلية يشكلون ما يعرف بالأمم المحلية، بينما يحيا الباقون في باقي المدن الأمريكية.
  • تضم ولاية ألاسكا أعلى نسبة من الهنود الحمر تليها أوكلاهوما ونيو مكسيكو.
  • وما تزال  قبائلهم  تحاول التمسك بهويتها وعاداتها وما ورثوه من تقاليد.
  • أما عن ديانتهم، فبعضهم من معتنقي المسيحية والبعض الآخر ما يزال يدين بالوثنية.
  • وفيما يتعلق بنشاطهم الاقتصادي، فهم يعملون في الزراعة وصيد الأسماك.
  • أما فيما يتعلق بدول أمريكا الأخرى، فقد تجاوزت أعداد الهنود الحمر في المكسيك ما يقرب من 10 مليون نسمة، بينما يعيش في كندا قرابة 1.2 مليون نسمة.
  • وإذا ما انتقلنا إلى أمريكا الجنوبية، نجد دولة بيرو على رأس قائمة الدول التي تضم السكان الأصليين، حيث بلغ عددهم في بيرو ما يقرب من 13 مليون نسمة.
  • وتأتي خلفها في القائمة دولة بوليفيا التي تضم قرابة 6 مليون نسمة، ثم غواتيمالا بنسبة 5.4 مليون نسمة، تليهم الإكوادور التي تضم 3.4 مليون نسمة.
  • ولا نغفل ما تحتويه بعض الدول الأخرى من أقليات من الهنود الحمر وعلى رأسهم دولة تشيلي وفنزويلا، إضافة إلى الأرجنتين والبرازيل.

وختامًا لم يكن السكان الأصليين للأمريكتين هنودًا ولا حمر، وهم بمنأى عن تلك الصورة الوحشية التي رسمها المستعمر كي يبرر إبادته لهم، وسلب أراضيهم، فلم يرتكب ذلك الشعب أي أثم، ولكنه لم ينج من الحركات الاستعمارية التي هدفت لسلب ثروات بلاده، فدفع ثمن مقاومته.

 

الكاتب:

كاتبة محتوى وروائية, لدى خبرة في كتابة المقالات في عدد من المجالات على رأسها السياحة والتاريخ. باحثة ماجستير في الأثار المصرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *