ماهو الأحتراق الوظيفي، وكيفية التغلب عليه


 

ماهو الأحتراق الوظيفي، وكيفية التغلب عليه
ماهو الأحتراق الوظيفي، وكيفية التغلب عليه

تعتريك أحيانًا الرغبة في عدم المواصلة، لا تملك القدرة على أداء أصغر المهام، وكل ما ترغب فيه هو التوقف فقط، هل وقفت يومًا لتسأل نفسك هل أنا مصاب بالأحتراق الوظيفي ؟ تُرى ما الذي يعنيه الاحتراق الوظيفي، ما هي الأعراض التي تحذر من اقترابه والإصابة به، وكيف نتعامل معه لننقذ طاقتنا وأرواحنا؟

هل تعاني من الأحتراق الوظيفي

يفسر الكثيرون عدم قدرتك على أداء مهامك الوظيفية بحماستك المعتادة، وفقدانك للطاقة والشغف تجاه العمل بأنك مصاب بالأحتراق الوظيفي.

ولكي تستطيع التعرف على ذلك الشبح الذي يهدد مسيرتك المهنية، ينبغي أن نضع تعريفًا محددًا له.

يعرف المختصون الأحتراق الوظيفي بأنه عبارة عن حالة من الإجهاد تصيب الموظف داخل بيئة عمله، وبالتالي يفقد على أثرها قدرته على الإنتاج.

كما يؤدي عمله دون رغبة أو شغف، فقد ينجز الحد الأدنى منه.

ويعاني المصابون بتلك الحالة بنوع من الإنهاك على كافة النواحي سواء الجسدية أو العقلية أو حتى العاطفية.

ويصيب الاحتراق النفسي على الأكثر فئة العاملين الذين يستمرون في وظائفهم لسنوات طويلة دون أن يطرأ عليهم أي تجديد أو تغيير في بيئة العمل.

هذا بالإضافة إلى القطاع الطبي الذي يتحمل الكثير من الضغط النفسي المتعلق بحيوات الناس، فيتحملون ما يفوق قدراتهم النفسية.

تعرف على: ماهي أغرب الأمراض النفسية النادرة في العالم

علامات الأحتراق الوظيفي

يوضح الأطباء عدد من الأعراض والعلامات التي تشير بوضوح لمعاناة المرء من الاحتراق الوظيفي.

ونذكر من بين تلك الأعراض ما يلي:

  • يشعر الشخص بحالة من الإرهاق الشديد دون أن يبذل مجهود يستحق.
  • لا يستطيع المرء التركيز في العمل، فيبذل جهدًا كبيرًا فقط كي يتمكن من التركيز في عمله.
  • يعد فقدان الطاقة والشغف من أبرز أعراض الاحتراق الوظيفي.
  • يعتري المرء حالة من الإحباط الشديد يصاحبه سوء الحالة المزاجية، مما يؤثر على بيئة العمل ورفقاء العمل.
  • تبدأ المشاعر السيئة في مطاردة الموظف مثل عدم رضاه عن  نفسه وعن أدائه ووظيفته، وبالتالي تقل ثقته بنفسه.
  • يتجنب الشخص الانخراط في الفعاليات الاجتماعية واجتماعات العمل، ويميل إلى الصمت.
  • يتجاوز الأمر فقدان الشغف إلى الإصابة ببعض الأعراض الجسدية وعلى رأسها اضطرابات المعدة، كما يصاحبها الصداع.

يمكنك أن تقرأ أيضًا: الاضطراب الافتعالي ماهو الاضطراب المفتعل

الأحتراق الوظيفي الأسباب وطرق العلاج

بعد ان استعرضنا عدد من العلامات والأعراض التي تشير للإصابة بالأحتراق الوظيفي، يتوجب علينا تتبع طرق العلاج الفعالة.

لكن في البداية ما الأسباب التي قد تخلق مثل تلك الأعراض القاسية، وتؤثر على الحالة النفسية للموظف لهذا الحد؟

تتمثل أسباب الأحتراق الوظيفي في الآتي:

1. ضغوطات العمل

يظن الكثير من المُدراء أن ضغطهم للموظفين والتحكم في كل خطوة في العمل يزيد من إنتاجية العمل وكفاءته.

ولكن هذا عكس الواقع تمامًا، فلو كانت بيئة العمل ضاغطة مليئة بالمشاعر السلبية لن ينتج عنها عمل جيد.

كما سينتشر التوتر والإحباط والضغط النفسي بين الموظفين، مما سيؤثر بالضرورة على نفسيتهم وعلى العمل ذاته.

2. غياب الدعم والتشجيع

إن العمل في جو مشحون بمشاعر سلبية تفتقر للدعم بكافة أشكاله وعبارات التشجيع يعرض الموظف للإصابة بالاحتراق الوظيفي.

حيث أن تقدير الموظف ماديًا ومعنويًا يقوى من ارتباطه بالعمل، ويخلق لديه الإبداع ليؤدي عمله على أكمل وجه، والعكس بالعكس.

حيث أن عبارات الضغط وعدم التشجيع تفصل الموظف عن بيئة عمله، فلا يرغب في بذل أقل مجهود لأجله.

3. فقدان القدرة على الموازنة بين العمل والحياة

يقع الكثير من الموظفين في تلك الدوامة التي تفصلهم عن حياتهم تمامًا، فيعملون لساعات طويلة غير آبهين بحياتهم  الشخصية، ولا بأدوارهم الاجتماعية الأخرى.

مما يخلق فجوة ما بين الإنسان وحياته ومن يحب، فيزداد الفراغ، وتزداد احتمالية الإصابة بالأحتراق الوظيفي.

4. إدارة غير ناضجة

كثيرًا ما يبخل المدراء بالاعتراف بجهد الفرد، وبالتالي يرددون دومًا عبارات التقييم السلبي،

فيشعر الموظف أن جهده غير مرئي مهما فعل، وبالتالي يتملك الإحباط منهم.

هذا بالإضافة إلى عدم توفير فرص التطور الوظيفي في كثير من الأحيان، فلا تنمو قدرات الفرد،

وبالتالي يشعر بعدم الرضا تجاه حياته ووضعه وعمله.

كيفية التعامل مع الأحتراق الوظيفي

توجد بعض الطرق التي تساعد على تحجيم الأحتراق الوظيفي والتحكم فيه بالقدر الذي يساعدك على ممارسة حياتك وعملك.

وتتمثل تلك الطرق في الآتي:

  • تحدث عما تشعر، فيمكنك التكلم عما يزعجك مع أصدقائك وزملائك، لتخفف من وطأته داخلك، فتجد الدعم الكافي لمساعدتك على تجاوز الضغط.
  • حدد أولوياتك، وحاول جاهدًا أن تنظم يومك وتدير وقتك، وبالتالي تخلق لنفسك وقت تتنفس فيه بعيدًا عن العمل ومشاقه.
  • اقتطع جزء من وقتك لممارسة الأنشطة التي تحبها، فتذكر أن لنفسك عليك حق، وكثيرًا ما تساعدنا هوايتنا على التكيف مع صعوبات الحياة.
  • إن عدم التجديد يخلق داخل أرواحنا نوع من الركود والملل، لذلك اهتم بتطوير مهاراتك وتعلم أشياء جديدة تساعدك في تطوير عملك أو خلق فرص جديدة.
  • مارس بعض الأنشطة التي تساعد على الاسترخاء والتخلص من التوتر وتصفية الذهن مثل اليوجا والتمارين الرياضية، ولا تتحجج بالوقت، حيث أم ممارسة تمارين التنفس لا تستغرق بضع دقائق لكنها تقلل من معدلات التوتر إلى حد كبير.
  • إن النوم لساعات كافية يساعدك على التركيز والاسترخاء، كما يحافظ على صحتك الجسدية والعقلية.
  • احرص على اتباع نظام غذائي صحي على مدار اليوم، هذا يساعدك على تعزيز صحتك ويؤثر على نمط حياتك.
  • أطلب المساعدة من المختصين، ولا تتردد في زيارة الطبيب النفسي، فيساعدك على التخلص من الضغوطات التي تواجهك من خلال ترتيب أولوياتك وحل المشكلات التي تواجهك ولا تستطيع التحدث عنها.
  • يمكنك طلب الحصول على إجازة من وقت لآخر، وبذلك تستعيد نشاطك من جديد وتقاوم شعورك بالاحتراق.

إن الأحتراق الوظيفي يأكل طاقتك وشغفك وحبك للحياة، لذا تذكر دومًا أن صحتك النفسية أهم من العمل وضغوطاته.

لذالك إن لم تجد معك المحاولات، يمكنك البحث عن عمل جديد لا يضعك تحت ضغط يؤثر على صحتك ونفسيتك.

تعامل جهات العمل مع الأحتراق الوظيفي

أما فيما يتعلق بدور جهات العمل في مواجهة الاحتراق الوظيفي الذي يؤثر على كفاءة انتاجيتهم بشكل كبير، فينبغي القيام بالآتي:

  • يتوجب على جهة العمل تحديد مسئوليات كل فرد وتوزيعها بشكل عادل وبالتالي لا ينتج أي ضغط يؤثر على الموظفين.
  • إن خلق بيئة عمل صحية قائمة على الثقة والتواصل والتعبير عن كافة الأراء والأفكار دون خوف من فقدان العمل يساعد على زيادة كفاءة الموظفين وابداعهم، حيث تقل احتمالية إصابتهم بالاحتراق الوظيفي.
  • يجب على الشركات وجهات العمل دعم موظفيها بشكل مادي ومعنوي، وتقديم فرص الترقية لهم بهدف خلق بيئة عمل تحقق كافة الأهداف المنشودة.
  • تسرق ساعات العمل الطويلة عمر الإنسان ويومه، فلا يستطيع الموازنة ما بين عمله وحياته، لذا يتوجب على الشركات الاهتمام بتوفير التوازن بين العمل وحياة الشخص.

وختامًا إن وعيك بوجود المشكلة وتعرفك على أعراضها وأسبابها يساعدك على التغلب عليها، لذا اسعى دائمًا لخلق الحلول، ولا تيأس من محاولات التعافي والتخلص من الأحتراق الوظيفي، فبمجرد أن تشعر بأي أعراض بادر بمواجهة المشكلة والتواصل مع المختصين، وتذكر دومًا أن صحتك النفسية لا تقدر بثمن.

الكاتب:

كاتبة محتوى وروائية, لدى خبرة في كتابة المقالات في عدد من المجالات على رأسها السياحة والتاريخ. باحثة ماجستير في الأثار المصرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *