أعراض مرض باركنسون المبكرة


أعراض مرض باركنسون المبكرة

يُعرف مرض باركنسون بكونه أحد الاضطرابات العصبية الأكثر شيوعًا، والتي تتفاقم بمرور الوقت، وهو نفسه الشلل الرعاش الذي يعاني منه ملايين من البشر، فيؤثر على حركتهم وتوازنهم وحالتهم النفسية، تُرى ما هي أعراض مرض باركنسون المبكرة وأسباب داء باركنسون، وكيفية الوقاية منه، وما طرق علاجه، سنتعرف في مقالنا هذا على كل ما يتعلق بهذا المرض المؤرق.

التعريف بمرض باركنسون

يُوصف مرض باركنسون Parkinson’s disease بأنه اضطراب عصبي يؤثر على الجهاز العصبي للإنسان وعلى حركة الجسم التي تتحكم بها الأعصاب.

هذا بالإضافة إلى تأثيره على جودة النوم وعلى الحالة النفسية للشخص وما يرتبط بها من مشاكل واضطرابات مثل القلق والاكتئاب.

كما تشير منظمة الصحة العالمية لارتباط هذا المرض بالخرف أيضًا.

لا تشتد أعراض مرض الشلل الرعاش دفعة واحدة، بل تبدأ أعراض مرض باركنسون المبكرة برعشة خفيفة في يد واحدة، ثم تزداد مع الوقت، إلى أن يتوحش المرض.

تمثل فئة كبار السن الفئة الأكبر من مرضى الشلل الرعاش، ولكن هذا لا ينفي إمكانية إصابة صغار السن به، ونشير أنه يشيع بين الرجال أكثر من النساء.

ولكن تُرى ما هي الأسباب التي قد تؤدي للإصابة بهذا المرض المرهق والذي يتطلب قدرًا كبيرًا من الرعاية، ويتسبب بارتفاع معدلات الإعاقة.

يمكنك أن تقرأ أيضًأ: ما هو المرض العضال ، وما أعراضه

أسباب مرض باركنسون

لم يتمكن العلماء من تحديد السبب الأساسي للإصابة بداء باركنسون Parkinson’s disease ، حيث يعاني المصاب به من تلف خلايا الدماغ العصبية أو موتها.

فينخفض مستوى الدوبامين مما يؤدي لنشاط غير منتظم داخل الدماغ، فينتج عنه مشكلة الحركة.

حدد العلماء عدد من العوامل التي بتضافرها ربما تتسبب في حدوث المرض، ومن بين تلك العوامل نذكر:

العامل الجيني

ربما يحدث مرض باركنسون الشلل الرعاش نتيجة لإصابة عدد من أفراد العائلة الواحدة به، فتحدث تغيرات جينية تؤدي للإصابة بالمرض.

ولكن يحدث ذلك في حالات ضئيلة جدا لا تتعدى 5% من نسبة الحالات.

العامل البيئي

إن العيش داخل جو مليئ بالمواد السامة كالمبيدات الحشرية ربما يتسبب في زيادة احتمالية الإصابة بالمرض.

السن

يرتبط مرض الشلل الرعاش دائمًا بفئة كبار السن، فيكاد يندر إصابة الشباب به، حيث تبدأ أعراضه في الظهور في فترة منتصف العمر، لذا ربط العلماء بين المرض وبين سن المريض.

الجنس

يرى العلماء أن الجنس له تأثير في الإصابة بالمرض، حيث نجد النساء أقل عرضة للمرض من الرجال.

ما هي أعراض مرض باركنسون المبكرة

لا تشتد أعراض داء باركنسون Parkinson’s مرة واحدة، بل تحدث بشكل تدريجي ثم تشتد وتتوحش مع مضي الزمن.

كما تتباين الأعراض من شخص لآخر، ومن بين أعراض مرض باركنسون المبكرة نذكر:

  • الرعشة الخفيفة وهي من أهم أعراض مرض باركنسون المبكرة في أحد أطراف الجسم والتي غالبًا تكون في يد واحدة أو حتى في الأصابع، والتي تعرف ب “الرُعاش” ولا تفرق بين حالات الراحة أو الجهد.
  • يعاني المصابون به من بطء في الحركة، حيث يستغرقون وقتًا أطول في إنجاز المهام البسيطة، بل ويجدون صعوبة في أدائها.
  • يواجه المصابون أيضًا صعوبة في النهوض والمشي، إضافة إلى قصر خطواتهم عند المشي.
  • تصاحب المرض بعض المشاكل والاضطرابات في النوم وجودته، إضافة إلى احتمالية الإصابة بالأرق.
  • يعتبر الخلل في توازن الجسم أحد أعراض داء باركنسون، فيتعرض المصاب للسقوط المتكرر، وتختل وضعيات جسمه وتوازنه.
  • يعاني المرضى المصابون بالشلل الرعاش من بعض المشاكل النفسية والتي تصل إلى الاكتئاب أو القلق.
  • يصاحب المرض تغيرات في حركات الجسم اللاإرادية، فيلاحظ المريض قلة قدرته على الابتسام أو الرمش بالعين، إضافة إلى طريقة تحريك ذراعيه التلقائية عند المشي.
  • يعاني المريض من تغيرات في قدرته على الكتابة، فتصعب عملية الكتابة عليه، ويُلاحظ ذلك من شكل خطه.
  • يصاحب المرض تغيرات في الكلام، فتتغير طريقة الشخص ونمطه، سواء بحديثه بسرعة أو ببطء، وربما يصاب بالتلعثم.

تشخيص مرض الشلل الرعاش “باركنسون”

يجد الأطباء صعوبة في تشخيص المرض في بدايته، فلا يوجد اختبار يساعدهم في تحديده بدقة.

لكن يأتي هنا دور التعرف على التاريخ الطبي للمريض، ثم تتبع أعراض مرض باركنسون المبكرة والفحص البدني له.

يعتمد الأطباء على عدد من الفحوصات كي يتمكنوا من استبعاد أي أمراض تتشابه في أعراضها مع هذا المرض، ومن بين تلك الفحوصات:

  • التصوير المقطعي المحوسب
  • الرنين المغناطيسي

نهاية مرض الباركنسون

تتعدد الطرق التي يتبعها الأطباء في التخفيف من حدة أعراض مرض باركنسون، فيلجأون إلى العلاج الدوائي أو التدخل الجراحي أو الاعتماد على بعض العلاجات البديلة.

الأدوية

في حالة تشخيص المريض بمرض باركنسون يلجأ الأطباء إلى العلاج الدوائي للسيطرة على أعراض المرض.

فتبدأ الأدوية في التخفيف من حدة الرعشة التي تصيب المريض، فضلًا على مشاكل المشي، وذلك من خلال زيادة مستوى الدوبامين في الدماغ.

ومن بين الأدوية التي يتناولها المريض:

  • دواء ليفودوبا Levodopa
  • مضادات الفيروسات
  • أدوية موازنة الدوبامين

العلاج التأهيلي

يساعد العلاج التأهيلي على التقليل من أعراض المرض، وذلك من خلال العلاج الطبيعي الذي يشتمل على عدد من تدريبات القوة والعلاج المائي، إضافة إلى محاولات التوازن.

مما يحسن من جودة حياة المريض، ويجعله يسيطر على أعراض مرض باركنسون المبكرة ويتحكم بها بقدر استطاعته.

الطرق البديلة

ينصح البعض بالاعتماد على عدد من الطرق العلاجية البديلة للحد من أعراض المرض ومن بينها التدليك الذي يمنح الجسم احساسًا بالهدوء والاسترخاء، ويعالج تيبس العضلات المصاحب للمرض.

هذا بالإضافة إلى ممارسة بعض الرياضات ومنها “اليوغا”، والتي تساعد على زيادة مرونة الجسم وتحسين قدراته ولياقته.

فضلًا عن رياضة “تاي تشي” الصينية  التي تعتمد على القيام ببعض الحركات البطيئة بطريقة معينة، مما يزيد من مرونة الجسم، ويمنحه نوعًا من الاتزان.

التدخل الجراحي

تتطلب بعض الحالات المتقدمة التدخل الجراحي والتي تتلخص في عملية التحفيز العميق داخل الدماغ.

حيث تقوم آلية العملية على فكرة زرع موصل كهربائي في داخل المناطق المسئولة عن الحركة في الدماغ.

ومن ثم تتم متابعة سير التحفيز الكهربائي ودرجته من خلال جهاز يُزرع تحت الجلد في منطقة أعلى الصدر، ويتشابه إلى حد كبير مع منظم دقات القلب.

يساعد التدخل الجراحي على تقليص أعراض الشلل الرعاش وما يصاحبه من حركات تلقائية، كما يزيد من تأثير العلاج الدوائي.

لكن لا يساعد هذا التدخل مصابي الخرف، بل ربما يتسبب في حدوث مضاعفات فيما بعد.

الوقاية من مرض باركنسون

ليس هناك طرق معينة تساعد على تجنب الإصابة بالمرض، وذلك لأن سببه في الأصل غير معروف.

ولكن ينصح المتخصصون بممارسة التمارين الهوائية بطريقة منتظمة، وهذا ربما يقلل من احتمالية الإصابة به.

هناك بعض الباحثين يرون أن تناول مشروبات تحتوي على الكافيين الموجود في القهوة والشاي الأخضر يقلل من احتمالية الإصابة بهذا المرض، ولكن لم يتم إثبات تلك النظرية.

ينصح الأطباء بتناول أطعمة صحية تحتوي على الخضار الطازج، علاوة على فيتامين د، إضافة إلى إدخال أوميغا 3 في روتينك الغذائي.

إن الحصول على القدر الكافي من النوم يساعد في التقليل من حدة الأعراض.

وختامًا إن لاحظت أي من أعراض مرض باركنسون المبكرة المذكورة لا تتباطأ في زيارتك للطبيب، كي تتمكن من السيطرة على أعراض مرض باركنسون الصعبة، فيتدخل الطبيب لمساعدتك في الوقت المناسب، وقبل أن تشتد وطأة المرض، وتذكر دومًا أنه لا تأني فيما يتعلق بصحتك.

تعرف على: السكتة الدماغية، الأعراض، الأسباب، العلاج

الضمور العضلي الشوكي

الكاتب:

كاتبة محتوى وروائية, لدى خبرة في كتابة المقالات في عدد من المجالات على رأسها السياحة والتاريخ. باحثة ماجستير في الأثار المصرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *