دليلك الشامل عن أدوية الصرع للاطفال


أدوية الصرع للاطفال

الصرع هو مرض مزمن يصيب الدماغ ويؤثر على الأشخاص في مختلف الأعمار وينتشر بشكل أكبر بين الأطفال، وهو من أكثر الأمراض العصبية شيوعًا؛ حيث يعاني منه 50 مليون شخص حول العالم، لكن بإمكان المصابين به أن يعيشوا حياة خالية من النوبات إذا تم علاجهم بشكل صحيح، وسنعرفك في هذا المقال على أنواع الصرع، وأهم علاماته وأهم أدوية الصرع للاطفال.

مرض الصرع

الصرع Epilepsy هو مرض إضراب النوبات، ويتميز بنوبات متكررة، وهو عبارة عن نوبات قصيرة من الحركات اللاإرادية الجزئية أو العامة، قد يصاحبها فقدان الوعي وعدم القدرة على التحكم في وظائف الأمعاء أو المثانة.

يتعرض الجسم لهذه النوبات نتيجة لفرط الشحنات الكهربائية التي تطلقها مجموعة من خلايا الدماغ، تتراوح مرات حدوثها من مرة في العام إلى عدة مرات في اليوم.

ولا يعني حدوث نوبة واحدة أن الشخص مصاب بالصرع؛ حيث أن هناك 10% من الناس يتعرضون لنوبة واحدة خلال حياتهم وهم غير مشخصين بالصرع.

أسباب الصرع عند الأطفال

قد تنتج نوبات الصرع وتحفز بسبب:

  • الجينات الوراثية والعيوب الخلقية.
  • الحمى الشديدة، وتعرف بالنوبات الحموية.
  • نقص الأكسجين قبل أو بعد الولادة.
  • سوء التغذية أثناء الحمل.
  • التعرض لصدمة في الرأس.
  • أورام الدماغ.
  • اضطرابات النمو بما في ذلك التوحد.
  • الأمراض المعدية بما في ذلك التهاب السحايا.
  • انخفاض مستوى الصوديوم في الدم.
  • الضوضاء العالية.
  • الضغط العصبي.
  • قلة النوم.

أنواع الصرع عند الأطفال

قبل أن نعرف أدوية الصرع للاطفال يجب أن نفهم جيدأ أن نوع النوبة يعتمد على الجزء المصاب من الدماغ وحجمه، وهناك نوعان رئيسيان وهما:

1- النوبات البؤرية Focal Seizures (الجزئية)

تحدث النوبات البؤرية بسبب خلل في وظائف الدماغ الكهربائية في منطقة أو أكثر من جانب واحد من الدماغ. وتتميز هذه النوبات أن الطفل تظهر عليه علامات تشير إلى أن النوبة على وشك الحدوث، وهناك نوعان من هذه النوبات وهما:

  • النوبة البؤرية البسيطة: تعتمد الأعراض على المنطقة المصابة، فإذا كانت المنطقة المصابة مسؤلة عن الرؤية فتتأثر رؤية الطفل، ويكون هذا التأثير مقتصرًا على مجموعة معزولة من العضلات مثل عضلات الذراعين والساقين، وقد يعاني الطفل من التعرق أو الغثيان وتغير لون الوجه.
  • النوبة البؤرية المعقدة: يحدث هذا النوع من النوبات في الفص الصدغي المسئول عن الذاكرو والعاطفة، لذلك قد يغيب وعي الطفل ويتوقف عن الإدراك، وقد تصدر عنه سلوكيات غير مفهومة كلعق الشفاه أو الجري أو الضحك أو البكاء.

اقرأ أيضًا: السكتة الدماغية، الأعراض ، الأسباب

2- النوبات المعممة Generalized Seizures

تحدث النوبات المعممة في جانبي الدماغ، وعند حدوث هذا النوع من النوبات يفقد الطفل الوعي ويشعر بالتعب بعد انتهاء النوبة، وتشمل هذه النوبات ما يلي:

  • النوبة الصرعية المصحوبة بغيبة Absence Seizure: وتعرف بنوبة الصرع الصغير وتأثر على وعي المصاب، وتحدث رعشة في الفم أو الوجه، وقد تومض العين بسرعة، وعند انتهاء النوبة قد لا يتذكر الطفل ما حدث، وقد تحدث هذه النوبات عدة مرات في اليوم، وتبدأ نوبات الغياب من سن 4 إلى 12 عامًا.
  • نوبات الصرع الارتخائية Atonic Seizure: وفي هذه الحالة يعاني الطفل من فقدان مفاجئ لتوتر العضلات وقد يسقط على الأرض، وبعد انتهاء هذه النوبة قد يعرج الطفل ولا يستطيع المشي، ولا يستجيب لما يدور حوله.
  • النوبات التوترية الرمعية Tonic-Clonic Seizure: وتعرف بنوبة الصرع الكبير، وفيها ينثني جسم الطفل وذراعيه وساقيه، يتمدد ويرتجف ويهتز، ويتبع ذلك انقباض واسترخاء العضلات، وبعد انتهاء النوبة قد يشعر الطفل بالنعاس، وقد يعاني من الصداع وآلام شديدة في الجسم.
  • النوبات الرمعية العضلية Myclonic Seizure: يتسبب هذا النوع في حدوث اهتزاز مفاجئ في العضلات، وتحدث هذه النوبات عدة مرات في اليوم أو لعدة أيام متتالية.

قد تحدث نوبات الصرع عند الأطفال أثناء النوم وتسمى بالنوبات النائمة أو الليلية.

علامات وأعراض الصرع عند الأطفال

قبل أن نتعرف على أدوية الصرع للأطفال، سنتعرف على أهم علامات وأعراض الصرع عند الأطفال، والتي تختلف باختلاف نوع النوبات ومدى قوتها، والتي يمكن أن تشمل ما يلي:

  • تصلب الجسم.
  • تحديق العينين.
  • اهتزاز الذراعين والساقين.
  • فقدان الوعي.
  • عدم القدرة على التحكم في الأمعاء أو المثانة.
  • عدم الاستجابة للضجيج أو الكلام.
  • عدم القدرة على التنفس.

وبعد انتهاء النوبة يشعر الطفل بـ:

  • تشويش الرؤية
  • الإجهاد أو النعاس.
  • الدوخة.
  • الهلوسة.

وقد تكون الأعراض مشابهة لأعراض أخرى، لذلك يجب التوجه للطبيب للتشخيص السريع ولتلقي العلاج المناسب.

تشخيص الصرع عند الأطفال

من المهم تسجيل مقاطع فيديو للطفل أثناء تعرضه لنوبات الصرع لكي يتم التشخيص بشكل دقيق، وتتضمن خطوات تشخيص الصرع عند الأطفال ما يلي:

  • معرفة التاريخ الطبي والعائلي الكامل.
  • معرفة تفاصيل النوبات وكل أعراضها ومدة استمرارها.
  • الفحص البدني.
  • فحوصات الدم.
  • التصوير المقطعي للدماغ أو التصوير بالرنين المغناطيسي والتخطيط الكهربائي للدماغ (EEG)
  • من المهم كذلك تحديد نوع النوبات لتلقي العلاج المناسب لها.

خيارات علاج الصرع عند الأطفال

  • أدوية الصرع للاطفال

الآن يأتي دور السؤال المُلح: ما هي أدوية الصرع للاطفال؟

1- أدوية النوبات الجزئية أو النوبات الرمعية:

  • كاربامازيبين carbamazepine
  • فينيتوين phenytoin

2- أدوية نوبات الصرعة المصحوبة بالغيبوبة:

  • إيثوسكسيميد ethosuximide
  • حمض الڤالپرويك valproic acid

3- أدوية أخرى لعلاج نوبات الصرع:

  • النيورونتن neurontin
  • توبيرامات topiramate
  • تياجابين tiagabine
  • ليفيتراسيتام levetiracetame
  • زونيسامايد zonisamide

ويتم أخذ أدوية الصرع للأطفال وتحديد الجرعات المناسبة بواسطة الطبيب المختص، ولا ينبغي التوقف عن أخذها بأي حال من الأحوال إلا بإشارة الطبيب؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى حدوث نوبات جديدة وجعل النوبات أسوأ.

  • نظام الحمية الكيتونية

يساعد النظام الغذائي الكيتوني على تقليل عدد وحدة النوبات، وغالبًا ما يبدأ جنبًا إلى جنب مع أدوية الصرع للأطفال تحت إشراف الأطباء ومتخصي التغذية.

  • التحفيز العصبي

ويتم استخدامه في حالة عدم استجابة المصاب للأدوية، ومن وسائل التحفيز العصبي لعلاج الصرع للأطفال:

  1. تحفيز العصب المبهم.
  2. استجابة التحفيز العصبي.
  3. التحفيز العميق للمخ.
  • العمليات الجراحية

تعد العمليات الجراحية من وسائل علاج الصرع، ويتم استخدامها عند تحديد المواقع الدماغية التي تؤدي إلى نوبة الصرع وإزالتها جراحيًا.

الآثار الجانبية لاستخدام أدوية الصرع للاطفال

رغم أن تناول أدوية الصرع للاطفال مهم جدًا لمنع حدوث النوبات في المستقبل، إلا أن هذه الأدوية قد تتسبب في ظهور العديد من الآثار الجانبية عند بعض الحالات، والتي من أبرزها:

  1. الغيبوبة.
  2. الدوخة.
  3. الصداع.
  4. الرؤية الزدوجة.
  5. الغثيان.
  6. عدم الاستقرار.
  7. الطفح الجلدي.
  8. الاكتئاب.
  9. العصبية.
  10. فرط الحركة.

وعند ظهور أحد هذه الآثار الجانبية يجب إبلاغ الطبيب على الفور، لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

نصائح لرعاية مريض الصرع

على الرغم من أن أدوية الصرع للاطفال تهدف إلى الحد من نوبات، لكن هذه النوبات قد تحدث أثناء العلاج؛ لذا يجب أخذ الإجراءات الاحترازية الآتية:

  • عدم السماح للطفل بأن يسبح وحده.
  • الانتباه على الطفل عند الاستحمام، والتأكد من عدم وجود مصدر كهربائي بالقرب من الماء، والتأكد من إمكانية فتح باب الحمام عند الحاجة، ومن أن درجة حرارة المياه غير مرتفعة حد الغليان.
  • من المهم نقل الطفل لمكان آمن أثناء تعرضه للنوبات وإبعاده عن أي خطر، والوقوف إلى جانبه حتى تنتهي النوبة ويستعيد وعيه.
  • مواساة الطفل والتحدث معه بهدوء وعطف بعد انتهاء النوبة.
  • تناول أدوية الصرع للاطفال بشكل منتظم.
  • من المهم جدًا حماية الطفل من إصابات الرأس عن طريق الحد من السقطات والحوادث والإصابات الرياضية.
  • من المهم أيضًا التأكد من حصول الطفل على قسط كافي من النوم، وتوفير سبل الراحة والصحة والحماية له.

الأسئلة الشائعة

كم يستغرق علاج الصرع عند الأطفال؟

يتعين على معظم الأطفال المصابين بالصرع الاستمرار في تناول الأدوية لمدة عامين على الأقل دون تكرار النوبات، وقد يطول هذا الوقت حسب نوع النوبات وحالة الطفل ورؤية الطبيب المختص.

ما هي الممنوعات على مريض الصرع؟

  1. الأضواء الساطعة والضوضاء العالية.
  2. الطعام غير الصحي.
  3. التوتر والضغط النفسي.
  4. الإهمال في تناول الأدوية
  5. قلة النوم.
  6. شرب الحكول.
  7. تناول الكافيين.
  8. التدخين.

هل يشفى الطفل من الصرع؟

يمكن التغلب على الصرع وعلاجه في بعض الحالات بمساعدة أدوية الصرع للاطفال التي سبق ذكرها؛ فقد ثبت أن أكثر من 60 – 70% من الأطفال يستجيبون للأدوية المضادة للنوبات.

تعرف على : نوبة الصرع وما علاقة الصرع بالتشنج

الكاتب:

كاتبة بموقع المتخصص تدرس بكلية الطب البيطري تعشق الكتابة وصاحبة قلم حر .تعمل لدى فريق كن ذا اثر التطوعي من محافظة المنيا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *