في الزمن البعيد وفي بلاد الشام و بالتحديد في دولة الاردن. قبل سيدنا شعيب عليه السلام، عاش قوم مدين عيشة المستكبرين المتجبرين فقد كانوا لا يعبدون الله الذي خلقهم ، بل اشركوا به و عبدوا شجرة من الأيك فسُمّوا بأصحاب الأيكة.
قوم شعيب عليه السلام
فكانوا يأتون إليها ويعبدونها ويقدمون اليها القرابين ظنا منهم انهم علي حق. لم يكتف اهل مدين بشركهم بالله وكفرهم به ، بل كانوا يبخسون الناس حقوقهم ويغشون في التجارة. فإذا اشتروا من الناس اخذوا حقهم كاملاً دون نقصان وإذا باعوا لهم شيئا سرقوهم في الكيل و الميزان.
وكانوا مشهورين بهذا الامر بين الناس. بينما كان هناك من الرجال العقاء الصالحين من بين اهل مدين يرفضون في انفسهم ما يفعل قومهم. ولكنهم لا يستطيعوا ان يبيحوا بهذا أو يصرحوا به. لأولئك المستكبرين و كانوا يتمنون زوال هذا الفساد. من بينهم حتي ثم ارسل الله تعالي اليهم رجلاً صالحاً من بينهم وهو سيدنا شعيب – عليه السلام -.
رسالة شعيب لقومه:
ففرح اولئك الصالحين من القوم وامنوا به وبدأ شعيب عليه السلام يدعوا قومه الي مكارم الاخلاق. و يذكرهم بنعم الله تعالي عليهم فقد كانوا قلة فقراء فأغناهم و اكثرهم الله تعالي. فالواجب عليهم الايمان به وترك عبادة هذه الاصنام. و عدم الغش في الكيل و الميزان و إقامة العدل بين الناس ولكنهم تجاهلوا شعيب و اصروا علي كفرهم.
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ
سيدنا شعيب عليه السلام وحديثة مع قومه
كان شعيب عليه السلام خكيما ليناً في القول فعندما اصر قومه علي كفرهم وفسادهم قال لهم: يا قوم الله اعلم بما تعلمون ولا يخفي عليه شئ من افعالكم. فلم يعجب كلام شعيب قومه فقد كانوا يسيئون اليه بينما يقابلهم برده اللين. فتفقوا ان يوقفوا رجالا منهم امام بيت شعيب وكل من اراد ان يأتي اليه ويسمع منه. ليؤمن به يمنعوه فحذرهم شعيب عليه السلام من عقاب الله وعذابه ولكنهم تجاهلوا قوله.
عندما اشتد القوم غيظا من شعيب عليه السلام قالوا له: اما ان تعود الي ديننا او تترك ارضنا يا شعيب. فقال شعيب : انه يدعوهم خوفا عليهم من عذاب الله وإن لم تصدقوني فانظروا الي مصير الامم التي كذبت بدعوة الله. ,قوم نوح ,قوم هود ,قوم صالح وقوم لوط حيث ورد ذكر شعيب -عليه السّلام- في القرآن الكريم أنّه قد أُرسل بعد هود، وصالح، ولوط -عليهم السّلام-.
أقراء ايضاً عن:
فقال اهل مدين لشعيب عليه السلام :
ان كنت صادقا فانزل علينا عذاب الله وعقابه ,واخذوا يسخرون منه فقد كان ضعيفاً بمقياسهم، ضعيفاً لأن الفقراء والمساكين هم فقط من اتبعوه.
أما علية القوم فاستكبروا وأصروا على فسادهم فأمر الله تعالي شعيب عليه السلام ان يرحل بالمؤمنين من هذه القرية لأن العذاب سيحل عليهم. فرحل شعيب ومن امن به من هذه القرية خوفا من عذاب الله وابتلي الله ، قوم شعيب بالحر الشديد فلم يكن يروي عطشهم ماءً ولا ظلاً ولا طعاماً، فخرجوا من ديارهم ورأوا سحابة ظنّوها ستقيهم من الحر. ولما اجتمعو تحتها، بدأت تثير عليهم الشرار، ثم جاءت صيحة من السماء زلرلت الارض من تحت اقدامهم وأهلكتهم جميعا.
(وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)
فنظر شعيب عليه السلام الي قومه الذين لم بؤمنوا به واصروا علي شركهم وكفرهم وكان حزينا ,ولكن هذه كانت عاقبة من لا يؤمن الله تعالي.
لماذا لقب سيدنا شعيب عليه السلام بخطيب الأنبياء؟
لفصاحته وحلاوة عبارته وبلاغته في دعوة قومه إلى الإيمان.
