تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط ،الأسباب والعلاج 


تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط ،الأسباب والعلاج

تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط ،الأسباب والعلاج 
تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط ،الأسباب والعلاج

هل سبق لك وأن تعرضت لتورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط إنه المؤشر الرئيسي الذي يخبرك عن وجود مشكلة صحية يجب التعرف على أسبابها المختلفة لاتخاذ أولى خطوات العلاج الفوري. لذلك سوف نتطرق في هذا المقال إلى الحديث عن تضخم الغدد الليمفاوية وكيفية التعامل معه.

ما هي الغدد الليمفاوية تحت الإبط

  • قبل البدء في التعرف على أسباب التهاب الغدد الليمفاوية تحت الإبط دعونا نتحدث عن طبيعة تلك الغدد الصغيرة، فهي عبارة عن عقد ليمفاوية صغيرة الحجم تأخذ شكل حبوب الفاصولياء، ومع ذلك هي تعتبر جزءًا رئيسيًا من أجزاء الجهاز المناعي الذي يدافع عن الجسم عندما يتعرض لمسببات العدوى المختلفة.
  • باختصار تعمل الغدد الليمفاوية تحت الإبط على تصفية سوائل الجسم الليمفاوية من الفضلات، الميكروبات وغيرها من الكائنات الدقيقة التي تصيب الإنسان، لذلك عندما يتعرض الجسم لأحد مسببات العدوى المختلفة تتضخم هذه الغدد بشكل ملحوظ تحت الإبط كرد فعل طبيعي من الجهاز المناعي لمقاومة العدوى.

توزيع الغدد الليمفاوية تحت الإبط

يبلغ عدد الغدد الليمفاوية تحت الإبط حوالي 20 غدة ليمفاوية صغيرة وقد تزيد لكي تصل إلى 40 غدة في منطقة الإبط، وهي تنقسم إلى 5 مجموعات كالتالي: 

  • الغدد الليمفاوية الجانبية (Lateral)
  • الغدد الليمفاوية الأمامية (Pectoral)
  • الغدد الليمفاوية الخلفية (Posterior)
  • الغدد الليمفاوية المركزية (Central) 
  • الغدد الليمفاوية الإبطية (Apical)

عموما كل منها يتخصص في التعامل مع منطقة معينة قريبة من منطقة الإبط وفقًا لنظام متناسق تمامًا لضمان تنقية السوائل الليمفاوية الخاصة بالطرفين العلويين، الثديين، والمنطقة العلوية من الجذع لكي تأخذ المجرى الموازي لمجرى أوردة الجسم.

أسباب التهاب الغدد الليمفاوية تحت الإبط

تتعدد العوامل المسببة لتضخم الغدد الليمفاوية تحت الإبط ، كما أنها تختلف في درجة الخطورة وشدة الأعراض كما يلي : 

1- التعرض للعدوى الشديدة

تأتي العدوى بمختلف أنواعها في مقدمة الأسباب المؤدية إلى التهاب العقد الليمفاوية الإبطية بصورة ملحوظة تمامًا مثل: 

  • الدرن Tuberculosis

يعرف بمرض السل الناتج عن إصابة الجهاز التنفسي بأحد أنواع البكتيريا التي تنتشر في جميع أجزاء الجسم متخذة مسارين مختلفين تمامًا هما: الأوعية الدموية، والأخرى الليمفاوية التي تعمل على التهاب العقد الليمفاوية مع ظهور بعض الأعراض الأخرى المتعلقة بالعدوى نفسها مثل: الحمى، التعرق، فقدان الوزن بصورة ملحوظة، السعال المصاحب للبلغم الذي يتخذ اللون الأخضر. 

  • فيروس نقص المناعة البشرية HIV

أحد الأعراض الشائعة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية HIV هو تضخم الغدد الليمفاوية تحت الإبط، حيث يمر الفيروس بثلاث مراحل رئيسية عندما يصيب الإنسان تتمثل في: المرحلة الأولية التي تسبب الشعور بالتعب والإجهاد مع نمو بروزات ملحوظة أسفل منطقة الإبط و الإصابة بالطفح الجلدي الناتج عن عمل الجهاز المناعي.

يستمر الفيروس في مهاجمة خلايا الدم البيضاء حتى يتمكن من القضاء على جهاز المناعة تمامًا، عندها سيتمكن تمامًا من الجسم لكي يدخل في المرحلة الثالثة (AIDS) التي يمكن أن تؤثر على جميع أجزاء الجسم. 

  • التهاب الثدي Acute Mastitis

من أشهر الالتهابات المتكررة التي تتسبب في تورم العقد الليمفاوية تحت الإبط، وهنا تصبح العدوى عاملًا ثانويًا ينتج عن تراكم اللبن في الثدي الذي يصبح بمثابة بيئة مناسبة لنمو البكتيريا المتواجدة في فم الطفل عندما تدخل القنوات اللبنية مسببة العدوى التي تتسبب في الإصابة بالتهاب شديد يظهر في صورة احمرار. 

بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تتضمن أنواع العدوى التي تسبب التهاب الغدد الليمفاوية تحت الإبط فيروس Mononucleosis، وفيروس CMV وغيرها من أنواع البكتيريا العنقودية والسبحية التي تصيب الحلق وتنتشر في الجسم بالكامل.

2-الإصابة ببعض الأمراض المناعية Autoimmune Diseases

هناك العديد من الأمراض المناعية الذاتية التي تسبب ظهور تورمات في الغدد الليمفاوية تحت الإبط منها ما يلي: 

  • مرض الذئبة الحمراء SLE

تنتشر الذئبة الحمراء كاستجابة مناعية خاطئة تنتج عن بعض العوامل غير المعروفة التي تتسبب في تزايد معدل الأجسام المضادة التي تهاجم مختلف أعضاء الجسم مثل: الجلد، الكليتين، وغيرها من المناطق لكي تظهر عليها مجموعة من الأعراض مثل: الطفح الجلدي، آلام المفاصل، آلام الصدر، شحوب الوجه، وبالطبع التهاب الغدد الليمفاوية تحت الإبط.

  • التهاب المفاصل الروماتويدي RA

يعاني الكثيرون من التهاب المفاصل الروماتويدي الذي يصنف كأحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب المفاصل الصغيرة لكي تؤثر على الركبة، اليدين، والقدمين. متسببة في الشعور بالآلام التي ربما تصل إلى التيبس وعدم القدرة على الحركة أحيانًا مع ظهور بعض التشوهات عند التصوير بالأشعة السينية.

أيضًا يسبب التهاب المفاصل الروماتويدي خللًا كبيرًا في عمل الجهاز المناعي بالكامل نتيجة للاستجابة الزائدة عن الحد الطبيعي. والتي تظهر في صورة التهاب موضعي للعقد الليمفاوية تحت الإبط.

الإصابة بسرطان الثدي Breast Cancer

  • قد يشير التهاب الغدد الليمفاوية تحت الإبط إلى الإصابة بسرطان الثدي Breast Cancer الذي يسبب الشعور القلق عند السيدات وخاصة هؤلاء الأكثر عرضة لعوامل الخطر المسببة له مثل: كبر السن، اضطراب في مستويات الهرمونات الأنثوية التي تسببها أقراص منع الحمل وغيرها من العوامل المختلفة.
  • مع مرور الوقت قد تمتد الخلايا السرطانية الخبيثة لكي تصيب بعض الأنسجة المجاورة للثدي. حتى تظهر في صورة تضخم العقد الليمفاوية تحت الإبط لكي تكتشفها السيدة المصابة بسرطان الثدي بالصدفة. أو أثناء الفحص المنزلي الذي تقوم بإجرائه من فترة لأخرى لكي يساعدها في التعرف على أي خلل يتسبب في اختلاف حجم ومستوى أنسجة الثدي ومدى تماثلها على الناحيتين. مع ملاحظة أي بروز صغير ينتج عن مهاجمة الأوعية الليمفاوية بواسطة الخلايا السرطانية الخبيثة.
  • بالإضافة إلى سرطان الثدي Breast Cancer هناك بعض الأورام الأخرى التي تسبب تضخمًا في العقد الليمفاوية تحت الإبط مثل: سرطان الدم Leukemia، سرطان الأوعية الليمفاوية Lymphoma وغيرها.

تناول بعض المواد الفعالة

أيضًا يمكن أن تسبب بعض العلاجات الدوائية تورمًا في الغدد الليمفاوية تحت الإبط مثل: أدوية علاج نوبات الصرع مثل: Phenytoin. والأدوية المستخدمة في علاج مرض الملاريا وغيرها من المواد الفعالة التي يجب عليك تناولها بكمية معتدلة وفقًا لإرشادات الطبيب لتجنب تلك المضاعفات.

اقرأ أيضاً أسباب تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة

كيفية تشخيص تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط

عند ملاحظة تضخم العقد الليمفاوية يتعين عليك مراجعة الطبيب المختص لإجراء الفحص السريري. وتحديد طبيعة التضخم ما إذا كان حميدًا أم خبيثًا وفقًا لمجموعة عوامل رئيسية محددة تترتب كالتالي:  

  • حجم وعدد العقد الليمفاوية المتضخمة أسفل الإبط. 
  • الشعور بالآلام الشديدة المصاحبة للتضخم أم لا.
  • مكان التضخم سواء كان على الناحيتين أم في ناحية واحدة.
  • درجة قوام العقدة الليمفاوية المتضخمة سواء كانت متحجرة أم ناعمة.
  • كيفية تجمع العقد الليمفاوية المتضخمة، هل هي منفردة ويمكن عدها Matted أو لا يمكن عدها Amalgamated.
  • التصاق العقد الليمفاوية بمنطقة الجلد التي تغطيها، هل العقدة المتضخمة تتحرك أم لا.  

وعلى حسب درجة تقييم طبيعة التضخم والأعراض المصاحبة. قد يستعين الطبيب ببعض الفحوصات الطبية للبدء في تطبيق خطة العلاج المناسبة مثل: 

  • إجراء فحص (C Reactive Protein): يعتبر ارتفاع نسبته مؤشرًا رئيسيًا لحدوث الالتهابات.
  • إجراء فحص (CRP): كالبروتين السابق يعتبر ارتفاعه مؤشرًا رئيسيًا لحدوث الالتهابات.
  • إجراء فحص (WBC Count): يعتبر ارتفاعها مؤشرًا رئيسيًا للإصابة بالعدوى التي تسببها الميكروبات، البكتيريا، وبعض الفيروسات.
  • الاستعانة بوسائل التصوير التشخيصية مثل: الأشعة السينية، وأشعة السونار، وكذلك CT المستخدم في تصوير العقدة الليمفاوية بدقة.
  • إجراء خزعة العقدة الليمفاوية Lymph Node Biopsy: لكي يتم فحص نسيج من إحدى الغدد الليمفاوية. تحت الإبط جيدًا بواسطة الطرق الباثولوجية الدقيقة.

طرق علاج تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط

تعتمد طريقة العلاج على معرفة سبب تضخم الغدد الليمفاوية لكي يتم استخدام بعض المواد الفعالة كما يلي: 

  • تناول أحد المضادات الحيوية Antibiotics وفقًا لنظام يحدده لك الطبيب لعلاج العدوى البكتيرية كلٍ على حسب طبيعته.
  • تناول أحد مضادات الالتهاب NSAIDs مثل: Naproxen للتخفيف من شدة الآلام المصاحبة لبعض حالات تضخم الغدد الليمفاوية تحت الإبط.
  • تناول أحد الأدوية المناعية DMARDs وفقًا لطبيعة المرض المناعي مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي، والتهابات الذئبة الحمراء SLE.
  • تطبيق أحد العلاجات الكيميائية Chemotherapy، والعلاج بالإشعاع Radiotherapy وفقًا لنظام معين.
  • إجراء إحدى العمليات الجراحية لإزالة الورم السرطاني بالكامل مع تصفية العقد الليمفاوية الإبطية المجاورة لسرطان الثدي.

في الختام:

لن يغنيك المقال عن المتابعة مع الطبيب المختص. فالتشخيص المبكر سوف يحدث نتائج إيجابية في معظم حالات التهاب الغدد الليمفاوية تحت الإبط. لذلك إذا شعرت ببعض التغيرات في منطقة الإبط. يجب عليك الرجوع إلى المعالج المختص لإجراء الفحوصات القائمة على الخبرة الطبية التي تجنبك المضاعفات الخطيرة.

الكاتب:

طالبة بكلية الطب البشري وكاتبة محتوى أسعى إلى استغلال موهبتي وخبراتي في كتابة مقالات بسيطة تساهم في تحسين حياة القارئين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *