السلوك الإنسحابي :

إن السلوك الإنسحابي حالة نفسية تعتري الأطفال ، و تظهر عند بعضهم في الفئة العمريه من 2-3 سنوات فهناك أطفال بطبيعتهم أنطوائيين ينسحبون من المواقف الإجتماعية . و يميلون الي العزلة و هناك أطفال منعزلين نتيجة مواقف اجتماعية معينة و كثيراً مايساء فهم الإنسحاب . فالبعض يلوم الطفل علي انسحابه و يري في ذلك جُبناً ، و البعض يحبذ هذا السلوك و يري بأنه طفل عاقل رزين يحافظ علي مكانته الإجتماعية .
ماهو السلوك الإنسحابي :
هو سلوك سلبي غير سوي يميل الطفل من خلاله إلي تجنب التفاعل الإجتماعي . و عدم إقامة علاقات إجتماعية ناجحة مع الآخرين مما يؤدي به إلي سمات شخصية أنطوائية إنسحابية فينعزل عن المحيط الإجتماعي .
– هناك تداخلاً بين مفهوم الإنسحاب وغيره من المفاهيم النفسية الأخري مثل :
-
الأنطواء :
يتداخلان كل من الأنطواء والإنسحاب في الآخر, ولكن نري أن الأنطواء يعتبرشكل من أشكال الإنسحاب , وبالتالي فانه يحد من سلوك الطفل ، وتصرفاته في المواقف الإجتماعية . مما يعيقه عن تكوين علاقات شخصية أو اجتماعية و الأنطواء و الإنسحاب يتفقان في كثير من المظاهر المشتركة بينهما .،مثل التمركز حول الذات انشغاله بأفكاره ، ومشاعره الخاصة بدلاً من أنفتاحه علي الآخرين و تفاعله معهم .
-
العزلة الإجتماعية :
تشير إلي انسحاب و أنعزال الطفل عن المحيطين ، و عدم الأنضمام إليهم ، أو مشاركتهم في أي عمل جماعي و البقاء أغلب الأحيان منفرداً وحيداً .
-
الخجل :
الخجل يوصف بأنه الميل إلي تجنب التفاعل الإجتماعي مع المشاركة في المواقف الإجتماعية بصورة غير مناسبة . كما أنه حالة تجعل الفرد ميالاً إلي الأهتمام المبالغ فيه بالتقييم الإجتماعي الصادر عن الآخرين تجاهه .
-
الأكتئاب :
الاكتئاب يعرفه حامد زهران بأنه حالة من الحزن الشديد تنتج عن الظروف المحزنة الأليمة وتعبر عن شئ مفقود ، وأن كان المريض لا يعي المصدر الحقيقي لذاته .
-
الوحدة النفسية :
وهي إحساس الفرد بوجود فجوة نفسية تباعد بينه و بين أشخاص ، و موضوعات مجاله النفسي إلي درجة يشعر معها بافتقاد التقبل و الود و الحب من جانب الآخرين . حيث يترتب علي ذلك انعزال الشخص عن الوسط الذي يعيش فيه وعدم القدرة علي إقامة علاقات مثمرة مع الأخرين .
خصائص الطفل الأنسحابي :
- الميل إلي تجنب العلاقات مع أفراد الجنس الأخر .
- البطء في الحديث مع الآخرين ، و تفادي النظر في أعين شخص أخر مباشرة .
- عدم الميل لقيادة الأقران .
- أقل لياقة من الآخرين و أكثر قلقاً وأكتئاباً .
- نقص التوكيدية وعدم القدرة علي التعبير عن ذاته بطريقة إيجابية .
- الابتعاد عن الآخرين حيث أن الطفل دائماً محباً للوحدة في علاقاته .
- العزلة ونبذ العلاقات الأجتماعية .
- عدم المثابرة ونمو مشاعر النقص و فقدان الثقة بالنفس .
- يصاب بالخوف و لا يدافع عن نفسه و يخاف الأذي .
- يفضل البقاء وحيداً وليس له صداقات ويواجه صعوبات في التحدث .
أعراض السلوك الإنسحابي:
إن أعراض الإنسحاب تتكون من :
- مجموعة أعراض سلوكية : (تجنب المنسحب الدخول في العلاقات الإجتماعية ، لا يطور المنسحب صداقاته ، لايتعلم المنسحب قيم الآخرين ولا يشاركهم آراءهم ، ليس لدي المنسحب ثقة بكفاءاته الاجتماعية ، الأمتناع عن المبادرة في الحديث أو اللعب ) .
- الأعراض العاطفية: (الشعور بالخجل ، الشعور بالانفصال عن الآخرين ، والشعور بالخوف ،وعدم التأكيد الذات ،الشعور بالعجز ، مشاعر الأغتراب ، وعدم الفهم ،والرفض ، مشاعر الإفتقار إلي التقبل والود والحب) .
- أعراض جسدية: (صداع ، خمول ، فقدان الشهية ، أو زيادة في الوزن ، أضطرابات النوم ، قلة النشاط ) .
أسباب السلوك الإنسحابي :
- العوامل الوراثية الجينية . حيث أن بعض الأطفال لديهم استعداد وراثي ليكونوا أكثر إنطوائية و انسحاباً عن غيرهم .
- العوامل البيئية و تتمثل في . (عدم الشعور بالأمن ، الخوف من الآخرين) .
- العوامل الأسرية و تتمثل في . (الخبرات القاسية مع الأخوة ، نقص المهارات الإجتماعية ، رفض الوالدين لرفاق الطفل ، رفض الوالدين للطفل نفسه ، الحزم الشديد من دون أن يتركا لطفل فرصة التحدث و أبدأ الرأي ، عدم إختلاط الطفل بأطفال من مثل عمره ) .
تصنيف السلوك الإنسحابي :
- إنسحاب موقفي: حيث يميل الفرد إلي الأنسحاب من بعض المواقف الأجتماعية والتي تشعره بالعجز والإحراج دون غيرها نتيجة موقف بعينه أو شخص بعينه.
- نقدي: فيحدث الأنسحاب للفرد كرد فعل للأحباط والنقد الذي تعرض له أثناء التفاعلات والمواقف الإجتماعية .فيكون الفرد في حالة تردد بين رغبته في تكوين علاقات إجتماعية مع الآخرين ، والمشاركة في المواقف وخوفه من الأحباط فينسحب .
- إنسحاب صدمة : ويحدث الإنسحاب هنا نتيجة صدمة ، أوخبرة قاسية مر بها الفرد أثناء تعامله مع الآخرين . خاصة أولئك الذين يشكلون له أستنزافاً أنفعالياً مع تكرار الكثير من الخزي بعد الوثوق بهم ، وعدم الأمانه في العلاقات الإجتماعية .
مكونات السلوك الإنسحابي :
1- المكون السلوكي: مثل تجنب المواقف الإجتماعية التي تثير الخوف للشخص الخجول وعدم التقييد عن مشاعره وأفكاره.
2- الفسيولوجي: مثل زيادة ضربات القلب وجفاف الفم و الأرتجاف .
3- المعرفي: كالأفكار التي يحملها الفرد عن الموقف وتجعله غير قادر علي التواصل .
4– الإنفعالي:مثل الشعور بالإكتئاب ،الخجل ، الانسحاب .
طرق علاج السلوك الإنسحابي للأطفال :
- توفير الحب والقبول لطفل والتعرف عليه وفهمه فهماً عميقاً .و هل هو فعلاً يعاني من الإنسحاب أو هو توهم ومساعدته علي التخلص من ذلك وإستعادة ثقته بنفسه .
- تشجيع الطفل علي إقامة علاقات إجتماعية مع الرفاق و الزملاء كما يجب تقبل رفاق الطفل و نصحه علي التأني في أختيارهم بإقتداء .
- تهيئة الجو الذي يعيش فيه الطفل وشعوره بالأمن والطمأنينه والألفه مع الأشخاص الكبار الذي يعيش معهم .
- الاستعانة بالرفاق ممن تتوافر لديهم مهارة التعامل الاجتماعي وإعطائهم التوجيهات التي تساعد علي التفاعل مع الطفل المنسحب .
- عدم تحميل الطفل فوق طاقته وقيامه بأعمال تفوق قدراته حتي لايشعر بالعجز ممايجعله يستكين ويزداد عزله وانسحاب عن الناس وقيامه بأعمال تتناسب فيها قدراته مع عمره الزمني .
- التشجيع علي الاشتراك في الانشطة الاجتماعية والترفيهية .
- توفير نماذج إيجابية يقتدي بها الطفل في علاقاته الإجتماعية.
- الحرص علي التعاون مع الأطفال المنسحبين والأتصال بهم والتواجد وسطهم.
- الانشغال بهم والاهتمام بأمورهم , العمل علي جذب اهتمامهم وانتباههم.
- مشاركتهم فعلياً ، تشجيعهم علي إقامة علاقات جيدة و صداقات و الحفاظ علي تلك العلاقات و الصداقات .
- خلق جو من الألفة و العطف الأسري بين الطفل والوالدين لمناقشة مايحزن الطفل ومساعدته في حل مشكلاته .
ملاحظات هامة :
- إن مشكلة السلوك الإنسحابي تعني الإخفاق ، و العجز في المشاركة في المواقف الإجتماعية . وقد تبدأ في سنوات ما قبل المدرسة و قد تستمر فترات طويلة وربما طوال الحياة ،قد تعكس هذه المشكلة آثارها السلبية طويلة المدي علي شخصيته مستقبلا . فتجعله شخص إنطوائي وتفقده الحصول علي فرص عديدة .
- كما أن نبذ الطفل سواء من جانب الوالدين أو الرفاق تكون مؤشرا علي نمو سلوك. لا سوي لدي الطفل فيتجنب من حوله حتي يبتعد عن هذه المشاعر . حيث أن الإنسان بطبيعته كائن إجتماعي ،و طموح و يحب المديح فإذا وقع في فشل تحدث فيه حالة من الإحباط فإنه يتجنب هذا الفشل ،و ينسحب عن كل مايسبب له أذي .
- و من هنا يجدر القول بإنه إذا عاش الطفل في جو من التشجيع يتعلم الثقة بالنفس ، و إذا عاش الطفل في جو من التحمل يتعلم الصبر .إذا عاش في جو من اللامبالاه يتعلم الفوضي،وكذلك إذا عاش في جو من الوحدة الإجتماعيه يتعلم الانطواء و الإنسحاب. لذلك يجب علي الأسره أن توفر لطفل البيئة الإجتماعية المناسبه التي تشكل شخصية تحدد بقوة متي تقبل علي العلاقات الإجتماعيه أو تنسحب عند وقوع ضرر عليها.