يعد تجميد الأجنة أحد الطرق التي يتم استخدامها لتعزيز فرص الإنجاب في المستقبل. ويُذكر أن أول عملية لتجميد الأجنة تمت في الثمانينات، حيث ولدت أول طفلة من جنين مجمد عام 1986، بعد أن تم تجميد الجنين لمدة شهرين قبل أن يتم زرعه في رحم الأم، ومن ثم تم العمل على تطوير هذه التقنية لتصل مدة التجميد لعشر سنوات. فـ ما هو تجميد الاجنة، وما هي عوامل نجاح الحمل بالأجنة المجمدة، تعرفون كل هذا وأكثر من خلال هذه المقالة.
ما هو تجميد الاجنة؟
تجميد الأجنة Embryo freezing أو حفظ الأجنة بالتبريد Embryo cryopreservation هي عملية حفظ البويضات بعد تخصيبها بالتلقيح الصناعي أو الحقن المجهري، وتخزينها لاستخدامها لاحقًا.
وذلك عن طريق تبريدها في درجات حرارة تحت الصفر، ومن ثم يتم تخزينها في النيتروجين السائل.
خطوات تجميد الأجنة
بعد معرفة ما هو تجميد الاجنة، سنجيب عن سؤال كيف تتم عملية تجميد الأجنة؟
تتضمن عملية تجميد الأجنة الخطوات الآتية:
-
سحب البويضات
بعد أن يتم إنضاج البويضات بالمواد الهرمونية، يتم سحب أكثرها نضجًا تحت التخدير باستخدام إبر طويلة، أو باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية لضمان دقة وجودة عالية.
-
تخصيب البويضات
يتم تخصيب البويضة بإحدى الطريقتين التاليتين:
- التلقيح الصناعي: في هذه المرحلة تتم زراعة البويضات والحيوانات المنوية في المختبر لمدة 16 إلى 20 ساعة لتخصيبها.
- الحقن المجهري، وهو إخصاب البويضة عن طريق حقن الحيوانات المنوية داخل سيتوبلازم البويضة.
ومن بعدها يتم حفظ الأجنة في الحاضنة لمدة 2 إلى 6 أيام لفحص جودتها من قبل أخصائي علم الأجنة.
-
تجميد الأجنة
تتكون معظم خلايا الجنين من مياه، وهذا هو التحدي الأكبر في عملية تجميد الأجنة؛ ذلك لأن الماء سيتسبب في تكوين بلورات الثلج، والتالي تؤدي بدورها إلى إتلاف جدار الخلايا الجنينية، لذلك يتم استبدال الماء بمادة خاصة تمنع تبلور الخلايا، وتسمى هذه المادة Cyroprotective Agents (CPAS).
تتم عملية تجميد الأجنة بطريقتين:
- التجميد البطيء: يتم عن طريق حقن CPAS في الجنين لمدة 10 إلى 20 دقيقة، ووضعه في أنابيب مغلقة، ثم تُخفص درجة الحرارة ببطء لمدة ساعتين.
من فوائد هذه الطريقة أنها تمنع خلايا الأجنة من التقدم في العمر وتقلل من خطر تعرضها للتلف، لكنها تستغرق وقتًا طويلًا وتتطلب أجهزة باهظة الثمن.
- التجميد السريع أو التزجيج: يتم استخدام كميات كبيرة من مادة CPAS بحيث توضع الأجنة في مادة CPAS، ثم تغمر بسرعة في النيتروجين السائل؛ بحيث لا تدع فرصة لتكون بلورات الثلج.
وتساعد هذه الطريقة على حماية الأجنة، وتزيد من معدل بقائها حية أثناء الذوبان، لكن يجب الحذر من زيادة مستوى CPAS عن الحد المطلوب؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى تلف الأجنة المتجمدة.
وبعد هذه العملية يتم تخزين الأجنة في النيتروجين السائل، عند درجة حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر.
-
إرجاع الأجنة
حينما يرغب الزوجان في استخدام الأجنة المجمدة يتم إذابتها، ومن ثم نقلها إلى رحم الأم، ويتم ذلك بإحدى طريقتين:
- إرجاع الأجنة المجمدة بالأدوية الهرمونية “الدورة الصناعية”:
حيث تتلقى الأم هرمون الاستروجين لمدة أسبوعين تقريبًا؛ وذلك لبناء بطانة الرحم، ثم يتم حقن البروجسترون لتأهيب الرحم لاستقبال الجنين، وزيادة فرص انغراسه فيه.
- إرجاع الأجنة المجمدة بطريقة طبيعية:
يتم فيها الاعتماد على الهرومونات الطبيعية للمرأة، حيث ينتظر الطبيب حدوث الإباضة الطبيعية وذلك بقياس مستوى هرمون LH، ومن ثم نقل الجنين إلى الرحم بعد حوالي ثلاثة أو خمسة أيام من أيام الإباضة.
وعندما يصبح الرحم مُهيئًا لاستقبال الجنين يتم حقن جنين أو أكثر من الأجنة المذابة داخل الرحم باستخدام إبر خاصة.
مدة الاحتفاظ بالأجنة المجمدة
لا يمكن القطع بمدة محددة ثابتة لعملية تخزين الأجنة بشكل عملي، لكن نظريًا يمكن الاحتفاظ بالأجنة لسنوات طويلة؛ خاصة إذا تم تجميدها بطريقة صحيحة، وقد يتم تجميد الأجنة وتخزينها لمدة تصل إلى عشر سنوات أو يزيد.
وعادة ما يتم الاحتفاظ بالأجنة المجمدة حسب قدرة الزوجين على دفع تكاليف تخزينها، فكلما زادت فترة التخزين كلما زادت التكاليف.
لماذا يتم تجميد الأجنة؟
بعد معرفة ما هو تجميد الاجنة، سنجيب عن سؤال لماذا يتم تجميد الأجنة؟ وما هي الحالات التي تستدعي تجميد الاجنة؟
يتم اللجوء إلى عمليات تجميد الأجنة في الحالات التالية:
- رغبة الزوجين في حدوث الحمل مستقبلًا باستخدام هذه الأجنة المجمدة؛ وذلك لتخوفهم من عدم قدرتهم على الإنجاب بالإخصاب الطبيعي.
- حالات الإصابة بالأمراض السرطانية التي تؤثر أدويتها على الغدد التناسلية مؤدية إلى فقدان الخصوبة.
- حالات الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة المتقدمة، أو تكيس المبايض الشديد أو أمراض الكلى أو مرض الذئبة.
- حدوث ظروف قد تؤدي إلى تأجيل عملية أطفال الأنابيب، أو التلقيح الصناعي إلى وقتٍ لاحق.
- تأجيل عملية زرعة الأجنة بعد التلقيح، وربما يحدث ذلك حتى يتم فحص الأجنة، والتأكد من خلوها من أي مشاكل وراثية.
- الاحتفاظ بالأجنة المتبقية لحين الحاجة إليها في المستقبل، وذلك بعد الاستعانة بالتلقيح الصناعي لحدوث الحمل.
- تفادي خطر الإصابة بفرط تحفيز المبيض؛ حيث يتم تجميد الأجنة حتى يهدأ المبيض ويستقر، بعد عملية حقن الهرمونات المحفزة لإنتاج البويضات.
هل يمكن أن تتلف الأجنة قبل أو بعد التجميد؟
بعد أن عرفنا ما هو تجميد الاجنة، لابد من الإشارة إلى أن هناك العديد من التحديات التي تعوق عملية نجاح الأجنة المجمدة؛ وذلك لأن الأجنة مُعرضة للتلف في أي مرحلة من مراحل التجميد، كما أنها يمكن أن تتلف أثناء عملية تذويبها لاحقًا.
ولكن اختيار مركز طبي متخصص مجهز بالمعدات الحديثة، وفريق طبي خبير ومحترف في عمليات التلقيح الصناعي وتجميد الأجنة، يمكن أن يكفينا خطورة حدوث هذه المشاكل.
ومن الجدير بالذكر أن عملية تذويب الأجنة بعد تجميدها تتمتع بنسب نجاح مرتفعة؛ حيث ثبت أن النساء اللاتي قمن بعملية تجميد الأجنة وإذابتها ومن ثم زراعتها في الرحم، يتمتعن بفرص جيدة للحمل وإنجاب أطفال أصحاء، لا يعانون من إعاقات خلقية.
وبالتالي يمكن القول أن عملية تجميد الأجنة لا تشكل خطرًا على الأطفال الذين ينتجون عن الحمل بعد هذه التقنية.
عوامل نجاح الحمل بالأجنة المجمدة
بعد أن عرفنا ما هو تجميد الاجنة، وكيف تتم عملية تجميد الأجنة، جاء دور معرفة أهم عوامل نجاح الحمل بالأجنة المجمدة. يعتمد نجاح الحمل بالأجنة المجمدة على عدة عوامل، منها:
- عمر الأم وقت سحب البويضة وتخصيبها.
- صحة الأم والأب وأجنتهم.
- وجود مشاكل في الخصوبة لدى الزوجين.
- مدى نجاح أو فشل علاجات الخصوبة السابقة.
- طبيعة مشاكل الحمل السابق لو وجدت.
للمزيد أقرأ: ارشادات بعد الحقن المجهري
أيهما أفضل: الأجنة المجمدة أم الطازجة؟
تشير الدراسات والأبحاث العلمية إلى أن استخدام الأجنة المجمدة يساعد في ارتفاع معدل الحمل، ويعمل على تقليل خطر حدوث الولادة المبكرة وولادة جنين ميت.
الأسئلة الشائعة
ما هي مدة تجميد الأجنة؟
تستمر مدة تجميد الأجنة من خمسة إلى عشرة سنوات أو يزيد، وذلك حسب رغبة الزوجين، ولا يكون هناك خطر على صحة الجنين بمرور الوقت.
هل الأجنة المجمدة تنجح؟
تتقارب نسب نجاح زرع الأجنة المجمدة مع نسب زرع الأجنة الطازجة بنسبة قد تصل إلى 64% لدى السيدات تحت سنة 35.
اقرأ أيضًا: تجميد البويضات للنساء و ماهي مخاطره