اين يقع سور الصين العظيم ومتى تم البناء


سور الصين العظيم

يمثل سور الصين العظيم واحدًا من أهم المعالم السياحية في العالم أجمع، كما أنه من أبرز مواقع التراث العالمي على الإطلاق، فرأه البعض بمثابة أحد عجائب الدنيا السبع الحديثة، فقد نجح الصينيون القدامى من تسخير قدراتهم المعمارية في بناء تلك الجدران الدفاعية الضخمة، سنتعرف في هذا المقال على مكان سور الصين، وكم يبلغ من الطول، وفي أي فترة زمنية تم بناءه.

اين يقع سور الصين العظيم

يتساءل البعض عن الموقع المحدد لسور الصين العظيم، ونجيب أن ذلك السور يقع في المنطقة الممتدة ما بين الحدود الشمالية والشمالية الغربية لجمهورية الصين.

حيث يمتد السور من ” تشنهوانغتاو” الواقعة على البحر الأصفر إلى منطقة “غاوتاي” الواقعة في مقاطعة غانسو.

ثم بُني سور آخر إلى الجنوب يمتد من “بكين” إلى منطقة “هاندن”.

مميزات سور الصين العظيم

يمثل سور الصين واحد من أهم المعالم السياحية في العالم والتي تميز دولة الصين وتجعل منها منطقة جذب سياحي كبير.

أُدرجت اليونسكو السور عام 1987 م ضمن قائمة التراث العالمي.

يمتاز السور بتصميمه المعماري النادر الذي يعبر عن عبقرية الصينيين القدماء، من تمكنوا بإبداعهم ومثابرتهم من بناء هذا الحصن المنيع.

ولعل أهم ما يميز السور هو وظيفته الدفاعية التي كانت الدافع الأول لبناءه.

حيث يتكون من عدد من الجدران الدفاعية، المزودة بأبراج للمراقبة.

هذا بالإضافة إلى المرافق الدفاعية الأخرى مثل الثكنات العسكرية وما يضم من ممرات استراتيجية، فضلًا عن أبراج الإنذار.

وبالتالي استطاع الصينيون القدماء تكوين نظام دفاعي عسكري مميز يخضع لعدد من الخطوات والاستراتيجيات العسكرية.

يتميز السور بصفة معمارية مميزة وهي تنوع المواد التي استخدمت في بنائه نتيجة لمروره على عدد من الأماكن التي تمتاز بطبيعة جغرافية متباينة.

وبالتالي اختلفت مواد البناء طبقًا للمنطقة المار بها، فقد اعتمد البناءون على الأحجار المحلية في المناطق الصحراوية.

كما اعتمدوا على الطين غير المحروق في بعض المناطق الأخرى.

تاريخ بناء سور الصين العظيم

بحلول عام 221 قبل الميلاد وحد الإمبراطور ” شي هوانغ ” الممالك المتحاربة وأسس أول دولة مركزية موحدة في تاريخ الصين.

ومن ثم ظهرت حاجته لصد الأخطار الخارجية كي يحافظ على حدود دولته.

كانت تلك الممالك المتحاربة قد شيدت عدد من الأسوار لحماية حدود أراضيها، فما كان من الملك إلا أن ربط كافة تلك الأسور ببعضها ليحمي حدوده.

أسفرت عملية الربط تلك عن سور يبلغ طوله 5000 كم.

ثم توالت عليه عمليات البناء والتوسيع والزيادة من قبل الأسرات الملكية التالية على عرش الصين.

كم طول سور الصين العظيم

إن سور الصين أطول سور قد شيد على مدار التاريخ، حيث يقترب  طوله من 21,196.18 كم.

وهذا الطول من المميزات التي أكسبت السور شهرته الواسعة.

يمر السور بعدد من المقاطعات يصل عددها إلى 11 مقاطعة صينية، ولكن لم يحتفظ السور بحالته القديمة.

فقد اعترته عوامل تخريب وتلف سواء من قبل البشر من خلال نزع الأحجار وإعادة استخدامها في البناء.

أو حتى تحت تأثير عوامل الطبيعية كالأمطار والرياح والعواصف.

يمكنك أن تقرأ أيضًا:

اين تقع مدائن صالح و ماقصة هذه المدن

لماذا تم بناء سور الصين العظيم

أُسس السور منذ البداية كوسيلة دفاعية لحماية الصين من أي خطر خارجي محتمل، فسعوا لمنع الغزاة من دخول البلاد أو التأثير بها.

لم ينجح السور في عزل الصين ولكنه أصبح أهم رموز هوية الصين، فصار مزارًا سياحيًا كبيرًا يحرص السياح على زيارته.

كما يُخلد السور ذكرى العمال الذين هلكوا في بنائه، حيث يمثل مشروع شعبي ضخم أسفر عن هلاك ما يقرب من عشرة ملايين عامل وفقًا لما ذكرته موسوعة كيد.

للسور تأثير إقتصادي إلى جانب وظيفته العسكرية، حيث يعتبر حدًا فاصلًا بين المناطق ذات الطبيعة المناخية المختلفة في الصين.

حيث فصل ما بين مناطق المناخ شبه الرطب والمناخ الجاف، وبذلك يفصل ما بين مناطق الزراعة والبداوة.

فمثلت تلك الميزة أهمية كبيرة للصين من خلال صدها لكافة أشكال الهجوم التي كانت تشنها القبائل البدوية على المجتمعات الزراعية آنذاك.

حافظ السور على الاقتصاد الصيني المتمثل في إنتاجهم الزراعي، فمنع البدو من الإغارة على المحاصيل.

وقد رأى الفلاحون في ذلك حماية لهم فعملوا على ترميم السور باستمرار لأنه يضمن استقرارهم واستقرار مجتمعاتهم.

التقسيم الإداري للسور

تم تقسيم السور إلى مناطق إدارية وعسكرية، فأصبحت مهمة إصلاح السور واحدة من مهام كل رئيس لمنطقة ما.

فيصلح الجزء المار بمنطقته ويعمل على ترميمه، كما يتحمل كافة المهام الدفاعية في المنطقة.

حرصت الصين قديمًا على زيادة عدد الجنود المرابطين عند السور حتى أن عددهم وصل إلى ما يقرب من مليون جندي إبان عهد أسرة مينغ.

أقسام سور الصين العظيم

ينقسم السور إلى عدد من الأقسام المنتمية لمناطق معينة والتي تمنح تلك المناطق أهميتها السياحية والأثرية، ومن بين أكثر تلك الأقسام شهرة الآتي:

موتيانيو

يتجاور قسمي موتيانيو وجيانكو على طول قمم جبال بكين، حيث يرسم كلا الجزئين صورة حقيقية لنمط عصر سلالة مينغ.

يمثل موتيانيو أفضل أجزاء السور السياحية، حيث أنه مزود بعدد من الخدمات سواء تجارية أو فيما يتعلق بالنقل كركوب التلفريك لصعود الجبل.

جيانكو

يمتد هذا الجزء على قمم جبال خضراء ساحرة، حيث يبعد ما يقرب من 100 كم من بكين.

يعد جيانكو جزءًا غامضًا من السور، حيث تستغرق مسيرة 45 دقيقة لتصل إلى أعلى الجبل.

كما أنه محيطه يخلو من أي أثر لمتاجر أو منافذ لبيع التذاكر.

لم يخضع هذا الجزء من السور لعمليات الترميم منذ قرون، ربما منذ بني في الفترة الممتدة ما بين القرن السادس عشر والسابع عشر.

فتأثر بعوامل الزمن وصار أشبه بالأنقاض حتى انهارت أجزاء منه.

وعلى الرغم من خطورة وغموض هذا الجزء لكنه من أكثر الأجزاء ثراء بمناظر الطبيعية الأخاذة.

باتايزي

ترتبط قرية باتايزي بالكاثوليكية إلى حد كبير، فإن قررت الذهاب إلى قرية باتايزي يمكنك رؤية ما تبقى من كنيسة قوطية بنيت في عام 1876م.

والتي عانت من من التدمير، ثم أعيد ترميمها عدة مرات، ولم يصمد منها سوى برج الجرس.

تمتاز القرية بطبيعتها الساحرة حيث تمتزج التلال الخضراء مع السور الشامخ، فتمنح إطلالة ساحرة خاصة بحلول أواخر فصل الصيف.

لينيوان

يلتقي السور في منطقة لينيوان بالنهر الأصفر مثلما يحكي سكان تلك المنطقة.

تحتوي المنطقة على عدد من الآثار المميزة مثل قلعة لينيوان التي تُؤرخ بعام 1467 م، إضافة إلى برج مراقبة يعرف ببرج وانغي المُؤرخ بعام 1544 م.

يمكن للزوار الاستمتاع بنشاط ركوب القوارب في النهر، فيتأملون امتزاج البناء المعماري المميز مع جمال طبيعة مضيق النهر الأًصفر، مما يرسم لوحة مبهرة لطبيعة المنطقة وامتزاجها بالتاريخ.

وختامًا يحكي سور الصين العظيم الكثير عن تاريخ الصين وهويته ، ومهارة الصينيين القدماء وتضحياتهم، حيث تمكنوا من بناء هذا التصميم المعماري الفريد، والممتد لمسافات عديدة، فتمتزج جمال العمارة القديمة مع جمال المظاهر الطبيعية المتعددة للصين من جبال وأنهار.

الكاتب:

كاتبة محتوى وروائية, لدى خبرة في كتابة المقالات في عدد من المجالات على رأسها السياحة والتاريخ. باحثة ماجستير في الأثار المصرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *