تجميد البويضات للنساء و ماهي مخاطره


تجميد البويضات

مع التقدم الهائل للتكنولوجيا والتقنيات التي تُسخر في خدمة البشرية؛ يأتي تجميد البويضات في مقدمة هذه التقنيات؛ حيث أنها تُتيح للنساء فرصة الحمل دون أن يقلقن بشأن تدهور الخصوبة مع التقدم في العمر.
تلجأ الكثير مِن النساء – خاصة في اوروبا وامريكا- لتجميد البويضات في وقتنا الراهن، بل والتزايد المستمر على هذه التقنية رغم تكلفتها العالية جعلت الآراء تتباين ما بين مؤيد و معارض.
 

ما هو تجميد البويضات؟

هي تقنية حفظ الخلية البيضية الناضجة ( البويضات) الغير مخصبة ومعاملتها بشكل معين لحين الحاجة إليها فيما بعد.

أسباب تجميد البويضات:

تتعدد أسباب تجميد البويضات ولكن العامل المشترك في كل الأسباب هي إعطاء فرصة للنساء بالحمل؛ ولا شك أن كل النساء يستطعن تجميد بويضاتهن؛ لكن هناك فئة ينصح الأطباء بإجرائهن تجميد البويضات هن:
1. النساء التي لديها أمراض مناعية من شأنها تقليل أو منع الخصوبة مثل مرضى( فقر الم المنجلي، الذئبة الحمراء والإيدز).
2. النساء المرضى بأمراض وراثية تعيق التبويض مثل مرض تيرنر ومتلازمة الصبغي إكس الهش.
3. النساء اللاتي سيخضعن للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي؛ حيث أن هذا النوع مِن العلاجات يقلل من نسبة الخصوبة لدى المرأة.
4. النساء اللاتي سيخضعن لجراحات استئصال المبيضين وغيرها؛ ينصح بتجميد بويضاتهن قبل اللجوء للاستئصال.
5. النساء التي لديها تاريخ عائلي بإنقطاع الطمث المبكر.
6. النساء اللاتي تقدم بهن العمر دون زواج ويرغبن في الحفاظ على قدرة الحمل لديهن فيما بعد.
7. المتحولون جنسيًا.
8. النساء التي ترغب بتأخير الحمل لأسباب غير طبية مثل الإنشغال بالتحصيل العلمي والمستقبل المهني وغيرها؛ مع ضمان الحفاظ على الحمل حين يرغبن في ذلك.
9. عدم لجوء المِرأة في كل مرة إلى استخراج بويضات أثناء محاولاتها للحمل عن طريق اطفال الأنابيب IVF وتخزين البويضات الزائدة.

مراحل تجميد البويضات:

يتم هذا الإجراء على عدة مراحل؛ تستغرق في الغالب من أربعة إلى ستة أسابيع، و يبدأ بزيارة طبيب مختص و غالبًا ما يسأل عن انتظام الدورة الشهرية والخصوبة و يطلب عدة فحوصات معملية.

  • أولًا: فحوصات ما قبل التجميد و هي عبارة عن:

1. فحص دم لقياس نسبة هرمونات LH, FSH في اليوم الثالث من الدورة الشهرية.
2. فحوصات الأمراض المعدية مثل الإيدز، و الإلتهاب الكبدي الوبائي C,B.
3. فحوصات بالموجات فوق الصوتية (السونار) على الرحم و المبيضين للكشف عن جودة التبويض.

  • ثانيًا: تحفيز المبيضين لإنتاج أكبر عدد من البويضات:

في الحالة الطبيعية ينتج المبيض بويضة واحدة كل شهر.
1. لذا ينبغي زيادة البويضات عن طريق هرمونات صناعية تؤخذ عن طريق الحقن من مرة إلى ثلاث مرات في اليوم لمدة 15 يوم.
2. أدوية منع الحمل حتى تمنع الدورة الشهرية مما يزيد مِن كفاءة الهرمونات الصناعية؛ وتؤخذ لمدة من اسبوعين إلى شهر.
3. متابعة مراحل نضج وإكتمال البويضات عن طريق الموجات فوق الصوتية (السونار) حتي يتم جمعها في الوقت المناسب.

  •  ثالثًا: إستخراج وسحب البويضات الناضجة.

تشير الأبحاث أنه كلما زادت البويضات المستخرجة في الدورة الواحدة عن 15 بويضة زادت فرصة الإنجاب؛ يتم سحب البويضات الناضجة في وقت أقصاه نصف ساعة؛ تحت تأثير التخدير سواء الموضعي في عنق الرحم أو التخدير الكلي عن طريق:
1. الشفط بالموجات فوق الصوتية؛ حيث يتم إدخال إبرة في المهبل لإلتقاط البويضات من المبيض، ويفضل الكثير من الأطباء هذه الطريقة نظراً لدقتها.
2. البزل البطني؛ حيث يتم ثقب البطن ثقوب دقيقة وإدخال إبرة مباشرة من البطن إلى المبيضين لسحب البويضات، وهي طريقة غير دقيقة.
3. سحب البويضات عن طريق المهبل للآنسات ربما يهدد غشاء البكارة، لذا تكون طريقة مستبعدة لبعض المجتمعات نظراً للخلفية الأخلاقية والدينية.

  •  رابعًا: تجميد البويضات:

يتم نقل البويضة الناضجة خلال ثلاثون دقيقة من إستخراجها كحد أقصى في حافظات التجميد، ويَتبِع العلماء طريقتين لتجميد البويضات:
1. التجميد السريع( التزجيج): وهو الأكثر أمانًا وفعالية ويتم عن طريق حقن الخلية البيضية بتركيزات عالية من محلول الحفظ (كرايو بروتيكت)؛ ثم وضعها في حافظات بها نيتروجين مسال درجة حرارته196 تحت الصفر؛ لإيقاف نشاطها البيولجي؛ ومنع تحول الرطوبة الموجودة في البويضات لبلورات ثلجية.
2. التبريد التدريجي: يستخدم لحقن البويضة تركيزات منخفضة من مادة الحفظ؛ حيث يتم خفض درجة حرارة البويضة بالتدريج لإيقاف نشاط البويضة بشكل نهائي.
تغادر المرأة المستشفى بعد ساعات قليلة مِن هذا الإجراء؛ ويجب عليها الراحة والإكثار من المشروبات الساخنة؛ وتجنب العلاقة الحميمة بدون استخدام مانع للحمل؛ وتستأنف حياتها الطبيعية بعد أسبوع على أقصى تقدير.

• خامسًا: الحقن المجهري:

وهي خطوة مؤجلة لحين رغبة المرأة بحدوث حمل؛ حيث أن مِن كل عشرة بويضات تُزرع ثلاثة فقط في الرحم؛ نظرًا لفساد العدد المتبقي.
1. سيتم إعطاء المرأة هرمونات صناعية لتجهيز الرحم لإستقبال الجنين.
2. استخراج البويضات وفحصها مجددًا؛ لإستبعاد المعطوب منها.
3. وتخصب مجهريًا بالحيوانات المنوية لزوجك؛ ثم تزرع في رحمك من خلال عملية الحقن المجهري.
4. نجاح الحمل بالحقن المجهري لا يضمن بقاء الأجنة سليمة حتى نهاية الحمل أو اجهاضها.
اقرأ عن: ارشادات بعد الحقن المجهري

مخاطر تجميد البويضات :

1. الإصابة بفرط تحفيز المبيض؛ نتيجة استخدام الهرمونات الصناعية مما يسبب آلام حادة وتضخم في البطن.
2. النزيف؛ اثناء استخراج البويضات عن طريق المهبل .
3. حدوث عدوى؛ وتلف في أجزاءالمثانة والأمعاء أثناء الإستخراج.
4. التوقعات العالية للحمل؛ حيث أن لو تمت عملية التجميد بنجاح هذا لا يعني نجاح الحمل والولادة.
5. إمكانية حدوث عيب فني فى مرحلة تجميد البويضات وحفظها؛ مما يؤدي إلى فشل الإجراء.
6. إطالة فترة حفظ البويضات ممكن أن تؤدي إلى تدهور كفاءة وجودة البويضات.
7. من المتعارف عليه أن نجاح الحمل والولادة مرتبط بسن المرأة وقت قيامها بتجميد البويضات؛ أي أن نسبة نجاح البويضات في السيدات دون ال 35 من العمر أعلى من نسبتها في السيدات فيما فوق ذلك.
8. تتراوح فرصة الحمل من 30% إلى 60% ؛ حيث أن هذه النسبة ما زالت أقل من نسبة النجاح في حالة الحمل بإخصاب البويضة الطازجة أو حالات حمل الأجنة المجمدة.
9. الحمل في سن متأخر يعرض المرأة للكثير من الأمراض؛ مثل داء السكري وغيرها.

ماهي التكلفة المادية لتجميد البويضات:

  • ربما الكلام عن هذا الإجراء سهلاً و يحي الأمل لفئات معينة في أمس الحاجة لكونهن أمهات؛ إلا أن التكلفة المرتفعة لهذا الإجراء تحول دون تحقيق آمالهن.
  • تكلف من دورتين إلى ثلاث؛ حيث أن الأطباء يوصون بتجميد 20 بويضة لضمان نجاح الحمل و الولادة فيما بعد.
  • تقدر تكاليف تجميد البيضات في وقتنا الحالي؛ بدءاً من مرحلة الفحوصات إلى استخراج البويضات 6000 دولار في الدورة الواحدة.
  • مراعاة عملية الحقن المجهري التي تقدر ب مبلغ 2500 دولار.
  • حفظ البويضات السنوي الذي يقدر من 500 إلى 1000 دولار سنويًا؛ حيث أن هذ التقنية تتيح حفظ البويضات حتى 10 سنوات بأقصى تقدير.
  • أدرجت بعض المنظمات العالمية “تجميد البويضات” في نظام التأمين الصحي للموظفين لديهم؛ مثل شركة آبل و فيس بوك.
  • يعتبر الكثير من الأطباء تجميد البويضات بدون داعي مرضي إنفاق في غير محله و رفاهية لا جدوى منها في ظل الظروف الإقتصادية الحالية.
  • العديد من خبراء الإقتصاد؛ يتعجبون مِن تزايد النساء لشراء تقنية لم تتعدى نجاحها الربع و إنفاق الكثير مِن المال على أمل أحتمالات نجاحه قليلة.

متى يجب معاينة الطبيب بعد العملية

يجب الرجوع إلى الطبيب على الفور في حالة ظهور إحدى هذه الأعراض بعد عملية إستخراج البويضات:
1. إرتفاع شديد في درجة الحرارة يتعدى 38.5 مئوية.
2. اضطرابات في المسالك البولية تؤدي لصعوبة التبول.
3. نزيف شديد.
4. زيادة في الوزن بشكل مفاجئ؛ على نحو زيادة كيلو جرام في أقل من 24 ساعة.

إمكانية هذا الإجراء في الوطن العربي:

هذا الإجراء قد لا تجيزه كل البلاد العربية؛ فالأمر فيه الكثير مِن الجرأة المجتمعية؛ والحكم على هذا منوط بالعقائد والأخلاق وتشريع كل دولة.

• حيث أجاز الأزهر تجميد البويضات وفقًا لعدة شروط:

1) أن تتم عملية الإخصاب بين زوجين أثناء زواجهم؛ فلا يجوز حالة وفاة أحدهم أو طلاقهم.
2) أن تتم عملية حفظ البويضات بشكل آمن تمامًا؛ وفي مكان متعارف عليه الثقة؛ حتى لاندع مجال لإختلاط البويضات خطأ كان أم عمدًا.
3) أن يتم زرع البويضة المخصبة في رحم نفس الأم؛ فلا يجوز زرعها في رحم غيرها.
4) أن يتم حفظ البويضة بشكل صحيح؛ حتى لا تفسد أو أن يحدث بها تشوهات وإعاقة للطفل فيما بعد.

معلومات هامة

  •  كما سبق أن أشرنا أن هذه التقنية تتيح للمرأة بحفظ بويضاتها من 3 إلى 10 سنوات وتعطي أمل لها في الحمل حتى الخمسين من العمر، حيث أن المبيض هو من يتدهور بالزمن و ليس الرحم. نسبة تشوه و إعاقة الأطفال لا خوف من التشوهات و الإعاقة للمولودون بتجميد الأجنة؛ فنسبة حدوث إعاقة لديهم تماثل نفس نسبة الأطفال المولودة بشكل طبيعي.

تعرف على: ما هو تجميد الاجنه؟ ولماذا يتم تجميد الأجنة؟

الكاتب:

كاتبة متميزة بموقع المتخصص، صاحبة قلم مبدع حر ، خريجة كلية علوم جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *