مرض انفلونزا الكلاب


مرض اتفلونزا الكلاب

ما هو مرض انفلونزا الكلاب، وما هي المسببات المرضية له، وطرق تشخيصه وانتشاره، وأهم أعراضه وطرق علاجه، وأفضل طرق الوقاية منه. تعرفون كل هذا وأكثر من خلال المقالة الآتية، تابعوا معنا.

فيروس الانفلونزا

ينتمي فيروس الانفلونزا إلى فصيلة Orthomyxoviridae، وهي فيروسات ذات الحمض النووي الريبوزي RNA سلبية الاتجاه، أحادية السلسلة، تصيب مجموعة متنوعة من الثدييات والطيور. تنتشر فيروسات الانفلونزا في الثدييات في المقام الأول، من خلال نقل إفرازات الجهاز التنفسي المحتوية على الفيروس عبر جزيئات متطايرة (أصغر من 10 ميكرومتر) من شخص مصاب إلى شخص معرض للإصابة، ويمكن أيضًا أن يحدث انتقال للعدوى من خلال ملامسة الأسطح الملوثة.

وما لا يعرفه الكثيرون أن الكلاب كذلك تصاب بمرض الانفلونزا، وتقريبًا بنفس الأعراض التي تظهر على الإنسان المصاب بالانفلونزا. بل إن معدل إصابة الكلاب بمرض الانفلونزا أكبر؛ وذلك لعدم قدرة الغدد العرقية لدى الكلاب على تخليص الجسم من الحرارة كما في باقي الثدييات. وإليكم أهم أنواع الفيروسات التي تسبب مرض انفلونزا الكلاب.

المسببات المرضية لمرض انفلونزا الكلاب

1- فيروس الانفلونزا H₃N₂

من أشهر الفيروسات التي تصيب الكلاب، وقد كان من المعروف أنه يصيب البشر والطيور. لكن ظهر هذا الفيروس في الكلاب لأول مرة في عام 2006 في كوريا الجنوبية والصين، ثم انتشر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2015، ومن المحتمل أنه نشأ من نقل فيروس انفلونزا الطيور في عام 2005.

وقد تسبب الفيروس في تفشي مرض الجهاز التنفسي في كوريا الجنوبية في الكلاب في ثلاث عيادات بيطرية، ماتت جميع الكلاب في العيادة باستثناء كلب واحد. وشملت الأعراض في الكلاب المصابة الحمى والعطس، مع إفرازات الأنف والسعال وفقدان الشهية. كما ظهرت على الكلاب أعراض آفات رئوية حادة عند التشريح.

2- فيروس الانفلونزا H₁N₁

قبل انتشاره إلى الكلاب، كان من المعروف أن فيروس الانفلونزا H₁N₁ يصيب البشر والخنازير والخيول والطيور فقط. وفي الصين تم الإبلاغ عن أول اكتشاف لفيروس الانفلونزا H₁N₁ في الكلاب؛ حيث ثبت إصابة 2 من أصل 52 عينة من الكلاب المريضة بالفيروس. وكانت الفيروسات الموجودة في الكلاب تحتوي على جينومات متماثلة بنسبة 99% مع الفيروسات الموجودة في حالات انفلونزا H₁N₁، مما يؤكد إصابة الكلاب بالعدوى. لكن درجة انتشاره عن طريق الكلاب منخفضة.

3- فيروس الانفلونزا H₅N₁

هذا الفيروس من الفيروسات شديدة الإمراض. نشأ في الصين في عام 1996 وانتشر إلى بلدان أخرى في جنوب شرق أسيا حتى عام 2003. وقد تم الإبلاغ عن عدوى مميتة لكلب ابتلع جثث الدجاج المصابة بفيروس H₅N₁ في تايلاند في عام 2006. وقد كشف التحليل الوراثي لفيروسات H₅N₁ المأخوذة من كلب في تايلاند أن الفيروس كان مشابهًا لحدٍ كبير لفيروس انفلونزا الطيور المنتشر بين الدواجن في نفس الوقت.

تحدث العدوى في الغالب من خلال الاتصال المباشر مع الطيور المصابة، وخاصة من خلال تناول الكلاب للدواجن المصابة. ينتشر الفيروس إلى الجهاز التنفسي السفلي، حيث يمكن أن يسبب التهاب حاد في الرئتين.

على الرغم من أن الكلاب معرضة للإصابة بفيروس H₅N₁، إلا إنه لا يوجد دليل على أنها تلعب دورًا رئيسيًا في انتشار هذا الفيروس. ولم ترد تقارير عن إصابة البشر بالعدوى من الكلاب المريضة. ومع ذلك يجب اتخاذ تدابير وقائية لتقليل خطر انتقال الفيروس إلى البشر، عند الاشتباه في إصابة الكلاب بهذا الفيروس. وكذلك يجب أن تبقى الكلاب في معزل عن الطيور المصابة تجنبًا للعدوى.

4- فيروس الانفلونزا H₃N₈

انتقلت عدوى فيروس الانفلونزا H₃N₈ من الخيول إلى الكلاب في فلوريدا بالولايات المتحدة في وقت مبكر من عام 1999. وتم عزل الفيروس لأول مرة في عام 2004 في هذه الولاية في مجموعة كلاب السباق السلوقية. ثم انتشرت العدوى بشكل كبير في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

طرق انتشار مرض انفلونزا الكلاب

تشبه طرق انتشار فيروسات انفلونزا الكلاب طرق انتشار فيروسات الانفلونزا التي تصيب البشر؛ حيث تنتقل الفيروسات من خلال إفرازات الجهاز التنفسي عن طريق الهواء، من الشخص المصاب إلى الشخص المعرض للإصابة. كما يمكن أيضًا أن يحدث انتقال للعدوى من خلال ملامسة الأسطح الملوثة. أو من خلال الاتصال المباشر مع الطيور المصابة، وخاصة من خلال تناول الكلاب للدواجن المصابة. أو عن طريق الأشخاص المخالطين للكلاب. وتزداد فرص الإصابة لدى الكلاب في الأماكن المزدحمة مثل الأقفاص ومنتزهات الكلاب.

أعراض مرض انفلونزا الكلاب

تشبه أعراض انفلونزا الكلاب الأعراض التي تظهر على الإنسان المصاب بالانفلونزا إلى حد كبير، وهذه الأعراض مثل:

  • العطس.
  • السعال (جاف أو غير جاف).
  • سيلان الأنف والعين.
  • الخمول.
  • النعاس.
  • فقدان الشهية.
  • صعوبة التنفس.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • وقد كشفت عمليات التشريح في الكلاب التي تموت بهذا الفيروس عن وجود التهاب رئوي، يصاحبه نزيف حاد. خاصة في الكلاب الصغيرة جدًا أو الكبيرة جدًا، والذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.

وعادة ما تشفى الكلاب من هذه الأعراض خلال بضعة أيام، لكن السعال في الغالب يستمر لفترة أطول؛ وذلك حسب مناعة الحيوان، ونوع الفيروس، وشدة الإصابة. لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن بعض هذه الأعراض يعد خطيرًا؛ لذلك ينصح بمتابعة الطبيب البيطري في الحال.

طرق تشخيص مرض انفلونزا الكلاب

من السهل على الطبيب البيطري تشخيص المرض عن طريق الأعراض الظاهرة، ولكن أحيانًا تتشابه الأعراض مع أعراض أمراض أخرى. أو أن الحيوان في حالة ما قبل ظهور الأعراض، أو أن هناك أعداد كبيرة كما في الشلاتر ويصعب معاينة كل حالة على حدة. فيلجأ الطبيب لاستخدام أحد هذه الطرق التشخصية المعملية للحصول نتائج أكثر دقة، وهذه الطرق هي:

1- أخذ مسحات من البلعوم، أو الأنف والمستقيم. أو من عينات البراز والبول وأنسجة الأعضاء. ويجب وضع المسحات في أنبوب معقم مع بعض قطرات من المحلول الملحي.

2- يمكن التعرف على الحمض النووي الريبوزي RNA لفيروس الانفلونزا، بواسطة RT-PCR باستخدام بادئات محددة لجين المصفوفة M.

3- يمكن إجراء العزل الفيروسي عن طريق تلقيح معلقات المسحة في بيض الدجاج الجيني أو في مزارع الخلايا، ويتم تحديدها لاحقًا بواسطة فحوصات RT-PCR.

4- يمكن استخدام الكيمياء المناعية للكشف عن مستضد فيروس الانفلونزا في الأعضاء المصابة.

5- يمكن الكشف عن الأجسام المضادة لفيروسات الانفلونزا في عينات المصل، باستخدام فحوصات التعادل الفيروسي ELISA في غصون 3 أسابيع بعد الإصابة.

علاج مرض انفلونزا الكلاب

لا يوجد في الطب البيطري  ما يسمى بأدوية لعلاج مرض الانفلونزا؛ وإنما يعالج كل عرض من الأعراض على حدة. وذلك باتباع تعليمات الطبيب:

  • الراحة التامة.
  • خطة غذائية مناسبة.
  • استخدامات مضادات الالتهابات المناسبة؛ لخفض درجة الحرارة وتسكين الآلام.
  • استخدام المضادات الحيوية اللازمة، في حالة حدوث عدوى ثانوية.

الوقاية من مرض انفلونزا الكلاب

1- تساعد برامج تطعيم الكلاب في السيطرة على الفيروس، ويؤخذ هذا اللقاح مرتين، مع الاستراحة ما بين الجرعة الأولى والثانية لمدة أربعة أسابيع، ثم يؤخذ سنويًا بعد ذلك.

2- يجب أن تبقى الكلاب في معزل عن الطيور أو البشر أو الخيول المصابين؛ تجنبًا للعدوى.

3- توفير الراحة والدعم لأليفك.

4- تدفئة أليفك؛ وذلك بإلباسه ملابس دافئة، خاصة في فصل الشتاء.

5- الاهتمام بمكان إيوائه وتدفئته بشكل جيد.

والآن جاء دور السؤال الأهم، وهو:

هل تنتقل انفلونزا الكلاب إلى الإنسان؟

هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي تثير اهتمام وقلق مربي الحيوانات الأليفة، لا سيما الكلاب. وفي الحقيقة أنه ليس هناك داعٍ للقلق؛ فقد أثبتت الأبحاث ومراكز مكافحة الأمراض أن مرض الانفلونزا ليس من الأمراض المشتركة، أي أنه لا ينتقل من الكلاب إلى الإنسان أو العكس. لكن هناك توصيات بأخذ الإجراءات الاحترازية الكاملة، خاصة وقت حدوث عدوى عند أحد الطرفين تحسبًا لأي مشكلة قد تحدث؛ وذلك لأن فيروس الانفلونزا فيروس غير مستقر، ومعرض لحدوث طفرات وراثية مفاجئة في أي وقت، وتحت أي ظروف.

 

الكاتب:

كاتبة بموقع المتخصص تدرس بكلية الطب البيطري تعشق الكتابة وصاحبة قلم حر .تعمل لدى فريق كن ذا اثر التطوعي من محافظة المنيا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *