ما هي اتفاقية سيداو


بحلول عام 1979م اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية Cedaw، والتي تعتبر ثانى أكثر اتفاقية صدقت عليها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بعد اتفاقية حقوق الطفل، تُرى ما هي اتفاقية سيداو؟ وما هي أهم بنودها، ومن تلك الدول الموقعة على الاتفاقية؟

ما هي اتفاقية سيداو
ما هي اتفاقية سيداو

ما هي اتفاقية سيداو

يمكننا تعريف اتفاقية سيداو بأنها معاهدة دولية تهدف للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وقد اقتبست تسميتها من جملة ” The Convention on the Elimination of all forms of Discrimination against Women” من خلال الاعتماد على الأحرف الأولى من الجملة لتكوين الاختصار “cedaw”.عُربت إلى ” اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة”، فيما يعرفها البعض باسم ” الشرعة الدولية لحقوق المرأة”.

أخرجت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاتفاقية إلى النور باعتبارها قانون دولي يهتم بحقوق المرأة إبان عام 1979م، فشرعت 30 مادة لمناهضة أشكال التمييز الواقع على المرأة في عدد من من بلدان العالم، ثم وقعت الجمعية على الاتفاقية في كوبنهاغن في شهر يوليو من عام 1980م بحضور 64 بلدًا، ثم بدأ التنفيذ بعد تصديق 20 دولة من الأعضاء على الاتفاقية في الثالث من سبتمبر لعام 1981م.

ما هي اهم بنود اتفاقية سيداو

تهدف تشريعات اتفاقية سيداو لمواجهة كافة أشكال التمييز ضد المرأة التي كانت وما تزال منتشرة في بعض دول العالم، فتمنح تلك الدول الحقوق الإنسانية على أساس جنسي يفرق بين الرجل والمرأة، لذا جاءت الاتفاقية تطالب بالمساواة ما بين الجنسيين.

قامت بنود الاتفاقية على ثلاثة مبادئ جوهرية، وتتمثل تلك المبادئ في الآتي:

  • رفض كافة أشكال التمييز الواقع على المرأة.
  • المساواة الفعلية بين الجنسين.
  • التزام الدول بكافة بنود الاتفاقية وتطبيقها.

لا تنادي الاتفاقية ببعض الشعارات الصورية وإنما حددت الطرق الواجب على الدول اتباعها لإرساء مبادئ المساواة الفعلية، حيث قسمت الاتفاقية البنود السابقة إلى عدد من الأجزاء التي تهدف في النهاية لمنح المرأة حقوقها ومساواتها بحقوق الرجل.

ويأتي على رأس تلك الأجزاء مبدأ عدم التمييز، حيث كانت تُحرم المرأة من ممارسة حريتها وحقوقها بناء على جنسها، فمنحتها الاتفاقية حق المساواة مع الرجل في كافة الحقوق سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية، كما فرضت الاتفاقية مجموعة من العقوبات على كل من يتجاوز في حقوق المرأة، ويعيق مبدأ المساواة من خلال التمييز الجنسي ضدها سواء كان فردًا أم منظمة، وذلك وفقًا للمادة رقم (2-هـ).

الحقوق السياسية للمرأة

تتمثل أهم بنود الاتفاقية في منح المرأة حق المشاركة السياسية، حيث يتضمن هذا البند عدد من الحقوق المتمثلة في:

  • التصويت.
  • المشاركة في التشريعات والسياسات العامة.
  • اعتلاء كافة المناصب الحكومية.
  • احتفاظ المرأة بجنسيتها وجنسية أطفالها في حالة زواجها من أجنبي.

أقرأ أيضًا عن: حقيقة أسطورة ميدوسا

الحقوق الاجتماعية للمرأة 

حرمت المرأة في السابق من بعض الحقوق الاجتماعية، وفقًا لمبدأ التمييز بينها وبين الرجل بمنحه العديد من التسهيلات والامتيازات، لذا أقرت الاتفاقية عددًا من تلك الحقوق الاجتماعية، ومنها:

  • منح المرأة الحق في التعليم ونيل كافة الدرجات العلمية، مع ضمان حصولها على كافة التسهيلات الممنوحة للرجل وتهيئة الظروف المناسبة للتعلم، ومنها حصول المرأة على المنح العلمية، إضافة إلى تنافسها في العمل مع الرجل دون أن يحصل على تمييز يفوقها.
  • الاهتمام بالمرأة الريفية ودعمها وحصولها على كافة حقوقها، فتحظى بتعليم جيد وحياة أفضل، وتتمكن من دعم الاقتصاد ومشروعات التنمية.
  • إرساء مبادئ الضمان الاجتماعي التي تحمي المرأة وتحفظ لها حقوقها وصحتها، ومنها حصولها على الاستثناءات خلال الفترات الصعبة التي تمر بها مثل فترة الحمل والولادة وما تواجهه بها من صعوبات.
  • منح المرأة حقها في رعاية صحية متكاملة وتمتعها بكافة الخدمات الصحية  بالمجان خلال فترة الحمل والولادة
  • إرساء حقوق المرأة في اختيار زوجها والتدخل في كافة الشئون المتعلقة بأطفالها وما تتضمن من وصاية.

حقوق المرأة الاقتصادية

أقرت اتفاقية Cedaw عدد من الحقوق الاقتصادية للمرأة كي تتمكن من مجاراة تيار الحياة المستمر، فتحقق الاستقلال المادي وتتمكن من العيش في ظروف معيشية كريمة، ومن بين تلك الحقوق الاقتصادية:

  • عدم التمييز بين الرجل والمرأة في الحصول على فرص العمل، فكفلت الاتفاقية التنافس بينهما دون أن يكون لأحدهم مزية على الآخر.
  • حصول المرأة على ما تستحقه من مكافآت أو ترقيات دون تمييز.
  • منح المرأة حق الاستقلال المادي سواء  في العقارات أو في حالة حصولها على قروض بنكية.
  • للمرأة حق التملك إضافة إلى التصرف في كافة ممتلكاتها دون وصاية من أحد.

اتفاقية سيداو والشريعة الإسلامية

إن الشريعة الإسلامية قد أقرت المبادئ التي نادت بها الاتفاقية منذ قرون عديدة، بل هي متأخرة في قوانينها عن تشريعات الإسلام، فقد ساوى الإسلام ما بين الرجل والمرأة في الحقوق بما يتناسب مع طبيعة كل منها، وهذا المبدأ الأساسي الذي تنادي به الاتفاقية، فللمرأة حق التملك والتصرف في كافة ممتلكاتها.

بل ميز الإسلام المرأة عن الرجل في بعض المواضع، فالمرأة تتقدم على الرجل في حق حضانة الأطفال، بل والرجل مكلف بحمايتها وتحمل مسئوليتها كما أنه مكلف بالإنفاق. كما منح الإسلام المرأة حق اختيار الزوج وأبطل الإجبار، فالخطأ يقع هنا على من لم يطبق مبادئ الشريعة الإسلامية وليست الشريعة نفسها.

لكن لا نغفل بعض المواد التي تخالف مبادئ الشريعة الإسلامية، فتميل بعض نصوص الاتفاقية إلى خلق جو من التشاحن والصدام بين الرجل والمرأة ، وهذا ما يهدم الحياة الأسرية السوية التي تحترم طبائع الرجال والنساء، وما يتناسب مع فطرتهم، فتجعل كل فرد بمنأى عن الآخر.

ومن تلك المواد المادة الثانية من الاتفاقية والتي تنص على إبطال الدول الموقعة كافة الأحكام والأعراف التي تميز بين الرجل والمرأة ومنها التي تقوم على أساس ديني، وهذا ما يجعل كافة الأحكام الشرعية النسائية التي أقرها الإسلام باطلة.

الدول الموقعة على اتفاقية سيداو

أقرت معظم دول العالم الاتفاقية حيث بلغ عدد هذه الدول ما يقرب من 190 دولة وعلى رأسهم:

  • مصر
  • فلسطين
  • الأردن
  • اليونان
  • فرنسا
  • كندا
  • سويسرا
  • كوريا

ولعلك تتساءل الآن ما هي الدول العربية الموقعة على اتفاقية سيداو؟ وكم عددها؟

قد بلغ عدد الدول العربية الموقعة على الاتفاقية حوالي 20 دولة عربية، وهم:

  • مصر
  • المغرب
  • الأردن
  • السعودية
  • العراق
  • الجزائر
  • تونس
  • لبنان
  • ليبيا
  • فلسطين
  • اليمن
  • الكويت
  • الإمارات العربية المتحدة
  • البحرين
  • سوريا
  • قطر
  • عمان
  • جزر القمر
  • موريتانيا
  • جيبوتي

الدول غير الموقعة على اتفاقية سيداو 

هناك خمس دول رفضت التوقيع على الاتفاقية وهم:

  • إيران
  • الصومال
  • السودان
  • تونغا
  • بالاو

بينما وقعت الولايات المتحدة الأمريكية على الاتفاقية لكنها لم تصادق عليها، حيث أن المصادقة تشترط الالتزام بما جاء في المعاهدة.

وختامًا كانت تلك إجابتنا الوافية عن سؤال ما هي اتفاقية سيداو، وكل ما تتضمنه من مبادئ، إضافة إلى عرضنا للدول الموافقة والمعارضة للاتفاقية.

أسئلة شائعة

هل اتفاقية سيداو توافق الاسلام ام تخالفه؟

أقرت الاتفاقية بعض المبادئ والحقوق التي منحها الإسلام للمرأة من قبل مثل التملك واختيار الزوج وغيرها من الحقوق، لكنها تحوي عدد من المخالفات الصريحة للشريعة الإسلامية.

هل وافقت مصر على اتفاقية سيداو؟

إن مصر من الدول العربية التي وقعت على الاتفاقية إضافة إلى تسع عشر دولة عربية أخرى.

 

الكاتب:

كاتبة محتوى وروائية, لدى خبرة في كتابة المقالات في عدد من المجالات على رأسها السياحة والتاريخ. باحثة ماجستير في الأثار المصرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *