إن جذور مشكلة الأنانية ترجع إلي الطفولة . فكل مرض نفسي أو مشكلة سلوكية هي مأساة كتبت فكرتها في الطفولة بيد الوالدين أو المحيطين . ثم يقوم الضحية بتبنيها ، و أعتناقها في الكبر فيصبح الطفل في المستقبل يهتم بنفسه ، و بمصلحته دون مراعاة مصالح الآخرين ، أو حتي شعورهم . فالطفل الأناني؛ هو طفل محوره الأول ، و الأخير هو نفسه و هذا ما يميزه عن الأطفال العاديين . كما أن الطفل في أعوامه الأولي تكون كل أوامره ، و التي يعبر عنها بالبكاء مجابه فمن الطبيعي أن يكون أنانياً قبل أن يكتسب أي خبرات مع العالم الخارجي . و لكن مع نموه يبدأ إدراكه و تفكيره يتطور ، فإذا كانت تربيته سليمة فهو يتبني الخلق القويم مدي حياته ، وعادة ما يكتسب الطفل تلك الصفات السيئة من خلال التربية التي يتلقاها .
تعريف الأنانية عند الأطفال :
هي أهتمام الطفل بنفسه و بمصالحه دون الأهتمام بمصلحة الآخرين ، فهو يختلف تماما عن الطفل اللحوح أو الطفل العصبي .
الطفل الأناني : هو طفل متمركز حول ذاته مفرط في حبها لديه رغبه شديدة في الأستيلاء علي الأشياء دون إشراك الآخرين فيها .
أسباب الأنانية عند الأطفال :
- شعور الطفل بعدم الثقة بالنفس و العجز . فهذه المشاعر تجعله غير قادر علي التواصل و غير قادر علي الوفاء بإلتزاماته ،فيتصرف كأنه يعيش بمفرده و لا يهتم بأحد .
- التدليل الزائد و الحماية الزائدة : من أحد أخطاء التربية التي يقع فيها الوالدين . و التي تجعل الطفل غير قادر علي تحمل المسؤولية .
- الإهمال الزائد : فشعور الطفل بأنه مهمل من قبل المحيطين به يدفعه الي التقوقع علي نفسه و الأهتمام بشخصيته و أشيائه مقلداً الآخرين .
- الخوف : فالمخاوف العديدة عند الأطفال تسبب الأنانية عندهم مثل؛ مخاوف البخل ، الرفض، النبذ ، فيميلون الي الأنانية ، و يصبحون مهتمين فقط بسعادتهم و سلامتهم الشخصية .
- عدم النضج : إن عدم الوعي الإجتماعي و عدم تحمل المسؤلية يسبب الأنانيه . فالأطفال الذين لا يستطيعون تحمل الإحباط ، و يريدون أن تكون أوامرهم كن فيكون هؤلاء هم الأطفال الأنانيون .و هناك أسباب تمنع الأطفال من الوصول الي النضج مثل ؛ الإعاقة ، صعوبات اللغة ، اضطرابات في النمو .
طرق الوقاية من الأنانية :
- تعليم الطفل الأهتمام بالآخرين و تعويده علي تحمل المسؤلية .
- القدوة الحسنة من قبل الأبوين هي أفضل طريقة لترسيخ المعاني الفاضله في الأطفال .
- تشجيع الطفل علي تقبل نفسه و توفير الدعم و القيمة و المحبة المستمرة و الأمان للطفل .
- التحدث مع الطفل بلطف حول الأمور المتعلقة بالأنانية و العمل علي حلها بما يتوافق مع مستوي فكره .
- الوسطية في تنفيذ رغبات الطفل و عدم التدليل الزائد للطفل . و تذكيره بأن ليس كل شئ سهل المنال مع الاستجابة لطلبات الطفل في الحدود المعقولة .
- إطفاء السلوكيات السلبيه و التأكيد علي السلوكيات الإيجابية و تعزيزها و تشجيع الطفل عليها .
- إشراك الطفل في الأنشطة الجماعية و تشجيعه علي مهارة التعاون و التواجد مع اصدقائه .
- تعليم الطفل الإيثار و نبذ الأنانية .عن طريق مواقف حية في الحياة العادية ،أو عن طريق قص القصص التي تحث علي ذلك .
- تعليم الطفل حب الغير و معني العطاء و الكرم .
علاج الطفل الأناني :
- العلاج بالسيكودراما : و ذلك من خلال حث الطفل علي تمثيل دور رجل كريم يحبه الناس علي المسرح .
- سرد قصص للأطفال تحثهم علي عدم الأنانية ، و تظهر سلوك الإيثار وحب الآخرين بمثابة السلوك الصحيح .
- حوار الطفل و مناقشة المواقف الأنانية ، و سلبيتها مما يحفز الطفل أن يبتعد عنها علي أن تكون المناقشة بلين .
- الدعم الإيجابي و مكافأة الطفل علي السلوك الإيجابي المرغوب فيه .
- تجنب الإهمال الشديد و كذلك التدليل الزائد .
ملاحظات هامة :
قد تكون مشكلة الأنانية مشكلة مؤقته يتخلص منها الطفل خلال نموه . إلا أنها تتسبب أحياناً في حرج للوالدين بسبب إمتناع الطفل عن مشاركة إخوته ، و أقاربه ألعابه ، و أدواته مما يسبب المشاجرات مع من حوله . و هناك إحتمال أستمرار هذه النزعة الأنانية للطفل فينمو علي هذا ، و يكبر شخص شحيح في المشاعر . و الماديات لا يعرف معني العطاء فيهلك كل من يتعامل معه حتي والديه . لذلك يجب محاولة التخلص منها في أقرب وقت من خلال تعليم الطفل الكرم ، و حب العطاء ، و التعاون و المعني الحقيقي للمشاركة .