أعراض نقص الحديد عند الأم المرضعة


أعراض نقص الحديد عند الأم المرضعة

لا شك أن الحديد يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على صحة الجسم؛ فهو يساعد على نقل الأكسجين لجميع الخلايا. وله العديد من الوظائف الأخرى، وقد يؤدي نقصه إلى حدوث مشاكل صحية خطيرة. لا سيما في حالة الأم المرضعة التي استهلك طفلها مخزونها من الحديد أثناء فترة الحمل.

سنتعرف من خلال هذا المقال على أعراض نقص الحديد عند الأم المرضعة، وكيف يمكن أن نعالج هذه الأعراض، وكيف نعوض هذا النقص، تابعوا معنا.

أهمية الحديد للجسم

الحديد Iron هو عنصر كيميائي فلزي، فضي اللون، يرمز له بالرمز Fe، ويعتبر الحديد من العناصر الضرورية للجسم، خاصة للمرأة الحامل والأم المرضعة، وأهم وظائفه ما يلي:

  • تكوين الهيموجلوبين الذي ينقل الأكسجين إلى جميع خلايا الجسم، وبالتالي يعتبر الحديد مكون مهم جدًا من مكونات الدم.
  • تصنيع الناقلات العصبية: حيث يشارك الحديد في تصنيع الدوبامين والنورادرينالين، والسيروتونين. وهذه النواقل العصبية لها دور رئيسي في تنشيط الخلايا العصبية وخلايا الدماغ.
  • تحسين الأداء العقلي والبدني: ذلك أنه يساعد في نقل الأكسجين والطاقة لخلايا الدماغ والعضلات.
  • زيادة قوة العضلات.
  • تحسين الأداء الرياضي.
  • تحسين وظيفة الجهاز المناعي.
  • تقليل الشعور بالتعب.

الحديد أثناء الحمل

يمتص الطفل الحديد من جسم الأم أثناء الحمل؛ ليمد خلاياه بالأكسجين الذي يساعده على بناء جسمه ونموه وتطوره.

وإذا كان لدى الأم مخزون جيد من الحديد، فسوف يولد الطفل وهو يتمتع بكميات وفيرة من الحديد، تساعده على النمو بشكل سليم خلال الأشهر الستة الأولى بعد الولادة.

الحديد في حليب الأم

تعتبر مستويات الحديد في حليب الأم ثابتة بشكل ملحوظ، على الرغم من اختلاف النظام الغذائي للأم ومخزون الحديد في جسمها. خاصة أن حليب الأم يحتوي على كميات مناسبة من الحديد، لتكملة مخزون الحديد الخاص بالطفل أثناء الرضاعة الطبيعية.

يتواجد الحديد في حليب الأم بشكل حيوي، يجعل من السهل على جسم الطفل امتصاصه؛ ذلك لأن الحليب يحتوي على اللاكتوز وفيتامين C اللذان يعملان على زيادة امتصاص الحديد.

يمكن للأطفال امتصاص ما يصل إلى 50% من الحديد في حليب الأم، على عكس 4 – 10% فقط من الحديد في الحبوب المدعمة بالحديد.

لا يحتوي حليب الأم على كميات كبيرة من الحديد، ولكن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية لا يعانون عمومًا من فقر الدم أو نقص الحديد.

السبب في ذلك أن عدد ميكروبات الأمعاء التي تستهلك الحديد لدى هؤلاء الأطفال قليل، ولديهم كذلك عدد كبير من البكتيريا المنتجة لفيتامين C في أمعائهم.

وقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي، لديهم أعداد أكبر من البكتيريا التي تستهلك الحديد في أمعائهم ، وهذا يقلل من كمية الحديد التي يمكن لهؤلاء الأطفال امتصاصها.

أسباب نقص الحديد خلال الرضاعة

تشير الدراسات أن أعراض نقص الحديد عند الأم المرضعة، ليس سببها بالكلية الرضاعة الطبيعية؛ ذلك لأن حليب الأم لا يحتوي على كميات كبيرة من الحديد.

لكن فترة ما بعد الولادة، أو خلال الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة مباشرة، قد تعاني الأمهات من نقص مستوى الحديد؛ وذلك بسبب فقدان كميات كبيرة من الدم أثناء الولادة .

على علاوة ذلك فإن مستوى الحديد في الدم قد يكون منخفضًا بدوره منذ فترة الحمل؛ نظرًا لاستهلاك الطفل جزءًا كبيرًا من مخزون الحديد عند الأم.

خاصة أن الطفل يحتاج الحديد في تصنيع الهموجلوبين، الذي يعمل على نقل الأكسجين إلى جميع خلايا الجسم، إضافة إلى أنه يساعد على تطوير دماغ الطفل بشكل طبيعي.

أعراض نقص الحديد عند الأم المرضعة

قد تعاني الأم بعد الولادة من العديد من الأمراض مثل: نزيف ما بعد الولادة، وسلس البول، واضطرابات الجهاز الهضمي، واضطرابات الأمعاء والمسالك البولية، وهبوط المستقيم.

وإذا كان مستوى الحديد لديها منخفضًا عن الحد الطبيعي، يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض نقص الحديد عند الأم المرضعة، والتي أبرزها:

  • الصداع.
  • الدوخة.
  • الاكتئاب.
  • ألم في الصدر.
  • ضيق التنفس.
  • شحوب البشرة.
  • تساقط الشعر.
  • ضربات قلب سريعة.
  • التعب والإرهاق الشديد.
  • انخفاض كمية وجودة حليب الثدي، مما يؤدي إلى انخفاض اكتساب الطفل للوزن.

من المتوقع أن تختفي أعراض نقص الحديد عند الأم المرضعة، بعد العلاج واتباع نظام غذائي صحي جيد، كما سيأتي لاحقًا.

تعرف على: الفطام أهم النصائح للأم

مخاطر نقص الحديد عند الأم المرضعة

إذا لم تنتبه الأم جيدًا على صحتها ستبدأ أعراض نقص الحديد عند الأم المرضعة تتفاقم، وقد تؤدي إلى حدوث هذه المخاطر:

  1. الإصابة بأنيميا حادة.
  2. حدوث خلل في الغدة الدرقية.
  3.  ضعف جهاز المناعة.
  4. التهابات في أعصاب القدم.
  5. اضطراب عضلة القلب.
  6. التعب والإرهاق الشديد.
  7. الاكتئاب الذي يؤثر سلبًا على علاقة الأم بطفلها.
  8. عدم الاستقرار العاطفي.
  9. انخفاض القدرات الإدراكية.
  10. ضعف بنية الطفل؛ نظرًا لانخفاض كمية وجودة حليب الأم.

علاج نقص الحديد عند الأم المرضعة

  1. الالتزام بتناول المكملات الغذائية التي يصفها الطبيب لزيادة الحديد في الجسم. على وجه الخصوص أثبتت الدرسات أن مكملات الحديد آمنة تمامًا أثناء الرضاعة الطبيعية. بل إن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال توصي بما لا يقل عن 9 ملليجرام يوميًا من مكملات الحديد.
  2. اتباع نظام غذائي صحي جيد.
  3. تناول كميات كافية من الأطعمة الغنية بالحديد، ومنها: اللحوم الحمراء والأسماك والدواجن، الفاصوليا، والفواكه المجففة، والبقوليات.
  4. الإكثار من تناول الخضروات ذات اللون الأخضر الداكن، مثل: الكرنب واللفت والجرجير والبروكلي والسبانخ.
  5. تناول كميات كافية من الأطعمة الغنية بفيتامين C؛ ذلك لأنه يساعد على امتصاص الحديد من النباتات بشكل أفضل. من هذه الأطعمة: البرتقال، والكيوي، والتوت، والسبانخ والبروكلي، والبطاطس والطماطم والفلفل.
  6. تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين B12 ، مثل اللحوم الحمراء والبيض والأسماك ومنتجات الألبان.
  7. تجنب شرب القهوة والشاي؛ ذلك لأن هذه المشروبات تحتوي على البوليفينول، والذي يجعل من الصعب امتصاص الحديد.
  8. تجنب مضادت الحموضة؛ لأنها تحد من امتصاص الجسم للحديد.
  9.  تناول السوائل بكثرة للتغلب على الشعور الدوخة، الذي يصاحب نقص الحديد في الدم عند الأم المرضعة.
  10. نقل الدم، وذلك في حالات الإصابة بالأنيميا الحادة.

اقرأ أيضًا: أفضل طرق زيادة حليب الأم المرضعة

الأسئلة الشائعة

هل الرضاعة الطبيعية تسبب نقص الحديد؟

تصل نسبة النساء اللاتي يعانين من مشكلة نقص الحديد بعد الولادة إلى 24% ، لكن ذلك ليس بسبب الرضاعة الطبيعية، حيث يستخدم حليب الثدي من حديد الأم حوالي 0.3 ملليجرام يوميًا فقط.

يكمن سبب نقص الحديد أثناء الرضاعة في فقد الدم أثناء الولادة، والنزيف الذي يحدث في الأسابيع الأولى بعد الولادة، علاوة على ذلك الحديد أثناء تغذية الطفل خلال فترة الحمل، لكن اتباع نظام غذائي صحي غني بالحديد، سريعًا ما يحل هذه المشكلة ويمد الجسم بكميات الحديد التي يحتاجها.

هل يؤثر نقص الحديد على الطفل؟

الأطفال الذين يولدون قبل اكتمال مدة الحمل، أو الأطفال الذين يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة ، هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بنقص الحديد.

لكن الأطفال الأصحاء والمكتملين يمتلكون مخزونًا كافيًا من الحديد في أجسامهم، طوال الأشهر الأربعة إلى الستة الأولى من حياتهم، ولا يحتاجون إلى أي مكملات حديد.

في عمر 6 أشهر تقريبًا، يمكن تلبية احتياجات الطفل الرضيع من الحديد، من خلال إطعامه الأطعمة الغنية بالحديد ، أو الحبوب المدعمة بالحديد، مثل: الموز والأفوكادو والبطاطس والبطاطا، وصفار البيض والأرز البني والشوفان.

الكاتب:

كاتبة بموقع المتخصص تدرس بكلية الطب البيطري تعشق الكتابة وصاحبة قلم حر .تعمل لدى فريق كن ذا اثر التطوعي من محافظة المنيا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *