الطفل العصبي العنيد كثير الصراخ يختلف عن الأطفال وتختلف الشخصيات بعضها عن البعض في طباعهم، وسلوكهم وذلك لأن لكل طفل أسلوبه الخاص. لهذا واجب على الأهل أن تعطي الطفل الاهتمام المناسب له من أجل التعرف على نوع شخصية الطفل واستخدام الطريقة الصحيحة في التعامل معه.
العناد مرحلة حياتية يمر بها الطفل
لهذا يعد العناد مرحلة لابد وأن يمر بها الطفل في مراحل حياته.
ولكن لا يمكننا صرف النظر حول أهمية التعامل الصحيح مع الطفل العنيد.
ولذلك حتى لا تستمر معه هذه العادة لعمر المراهقة، إذ سيصعب على الآباء التعامل مع ابنهم حينها.
العناد لا يعد سلوكاً مكتسباً لدى الطفل، ولكنه مرحلة يجب على الطفل المرور بها، إذ تتوفر طرق تربية حديثة للطفل العنيد و الطفل العصبي توضح كيفية التعامل مع كل منهما.
وتبدأ مرحلة العناد تقريبا في سنة الطفل الثانية، ولهذه الصفة العديد من الوظائف الإيجابية التي من شأنها جعل الأهل مطمئنين حيال شخصية طفلهم.
كما أنها تنم عن استقلالية الطفل، وأول خطوة لاعتماده على نفسه، ويظهر هذا في إصراره على عمل الأشياء دون تدخل الأم.
أسباب عناد الطفل وعصبيته
1/ التربية المتناقضة
تجعل التربية المتناقضة الطفل يستغل أن كلا من والديه يلقي اتخاذ أو حسم القرار على الآخر بأن يستمر في الإلحاح والإصرار على تنفيذ طلباته إلا أن يحصل عليه.
لأن الطفل العنيد برغم عصبيته إلا أنه يتصف بالذكاء.
ونتيجة لذلك في حالة أن لا يتفق الوالدين على أسلوب معين للتربية أو حسن اختيار القرار تكون الفرصة للطفل العناد.
بالإضافة إلى ذلك العناد التي يتصف به الأطفال لا يستدعي للقلق الشديد.
2/ مقارنة الطفل بالآخرين
من الضروري أن يدرك الأهل مدى الاضطرابات النفسية التي ربما قد تحدث للطفل في حين مقارنته للآخرين.
حيث أن لا يعمل هذا السلوك بأي شكل من الأشكال على تحفيز الطفل كما يعتقد الأهل، بل دائماً ما يتسبّب بتدمير ثقته بنفسه.
أما في حالة أن كان الأمر يتعلق بالعناد وعصبية الطفل، بالتالي بمجرد أن تقارن الطفل بأحد من حوله سواء كان إخوته أو أصدقائه.
فهذا لن يعطي الطفل إلا ردود أفعال عكسية تظهر في شكل العناد والإقدام وذلك على عمل عكس ما يُطلب منه، أو أن يبدي سلوكيات عصبية وعدائية.
3/ مقابلة العناد بالعناد
يعد العامل الرئيسي لاستمرار عناد الأطفال هو طريقة المعاملة معة بالمثل، أي التعامل مع عناد الطفل بطريقة العنادٍ من قبل الأهل.
بالإضافة إلى عدم تقبل الأهل فكرة التنازل أو الوصول إلي نفس مستوى الطفل في الحوار، أو محاولة التفاوض للوصول إلى حل.
4/ الدلال الزائد
يساعد الدلال المفرط للأطفال على إفساد سلوكيات الطفل، وبالإضافة إلى ذلك الدلال يلعب دوراً كبيراً في ترسيخ عناد الطفل.
كما أنه يعي تماماً أنه بتصرفاته العدائية وصراخه العالي سيحصل في النهاية على مبتغاه.
5/ التركيز على عناد الطفل
يعمل تركيز الوالدين على عناد الطفل ومحاولة تقويم سلوكه أمام الأهل والأقارب بوجود الطفل وكثرة تكراره سيجعل الفكرة راسخة في ذهن الطفل، بل وستصاحبه حتى عمر أكبر.
6/ المشاكل الأسرية
المشاكل الأسرية تعتبر العامل الأكبر لإصابته بالاضطرابات النفسية لدى الطفل، وبالأخص في مرحلة العناد.
إذ تزيد هذه المشاكل من رغبة الطفل في كسب الاهتمام من خلال رفض الانصياع لما يُطلب منه، أو قد يصل الأمر إلى إعطاء ردود أفعال مبالغة، مثل الصراخ والبكاء.
أقراء ايضاً عن: السلوك العدواني عند الأطفال
كيفية التعامل مع الطفل العصبي و العنيد
1/ الامتناع عن الذم والتهديد
من الضروري الابتعاد عن طريقة التهديد مع الطفل العنيد، والبعد عن العقاب في أسرع وقت.
حيث أن أكدت الدراسات فعالية وأهمية التربية الحديثة وتأثيرها الإيجابي على الطفل.
أثبتت الدراسات والبحوث أن التربية الحديثة لا تدعو إلى سياسة العقاب أو التهديد، ولكن تسحت على الحوار مع الطفل ومصادقته.
2/ تحويل الأوامر إلى تحديات مرحة
من الضروري إشعار الطفل بأهمية الأشياء التي قد قام به، على سبيل المثال عن طريق
- _ منحه قطعة حلوى
- _ إعطائه مبلغاً رمزياً من المال
- _ السماح له بمشاهدة التلفاز ساعة إضافية وغيرها من الوسائل التشجيعية.
- فبدلاً من أمر الطفل أن يقوم ترتيب الغرفة وتهديدهم بالعقاب في حالة عدم الالتزام بذلك.
- يمكن تحويل هذا الواجب إلى نشاط مرح من خلال تحدي الطفل على القيام بالترتيب خلال 5 دقائق.
- أو حين لا يود دخول المنزل والبقاء خارجاً فيمكنك طرح الأمر كأنه منافسة ودية، وذلك من خلال مسابقته على الدخول أولاً بدلاً من استخدام العنف.
- والسر في تشجيع الطفل في كل مرة لتكرار هذا النشاط هو رد فعل الأهل عند الإنتهاء.
- إذ يعتبر ذمّ الطفل أمام أصدقائه أو الأقارب من أكثر الأساليب التي تعمل على تدمير نفسية الطفل.
ويترتب عليها ردود أفعال عكسية وأولها العناد، يُفضّل أيضاً عدم رفض طلبات الطفل أمام الآخرين.
بل يجب عليك أخذ الطفل بعيداً عن الأنظار والحديث معه بكل هدوء.
3/ ابتكار روتين محدد للطفل
يعد عدم إشغال وقت الفراغ مسبباً رئيسياً لتوتر الطفل وزيادة عناده وعصبيته، إذ يؤدي به إلى فعل أمور كثيرة عائدة بالضرر إليه، مثل الإفراط في استخدام الهاتف الذكي.
- فإذا كنت تبحث عن كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر 4 سنوات.
- فإن ابتكار روتين مفيد هو الخيار الأمثل لك، فحين التزام الطفل بروتين يومي مرح وهادف في الوقت ذاته.
- فإن ذلك يعمل على تحسين سلوكه ويجعله أكثر هدوءاً وتوازناً، فضلاً عن صرف طاقته نحو سلوك إيجابي.
- بالإضافة إلى ذلك قم بتحديد وقت محدد للنوم باكراً وخصص وقت أيضاً لمشاهدة الكرتون المفضل لديه أو حتى اللّعب مع إخوانه.
- كما بإمكانك اختيار أفضل ألعاب مسلية للأطفال في المنزل، فضلاً عن ضرورة تحسين نوعية طعامه بحيث تصبح مليئة بالبروتينات الصحية.
4/ استخدام الكلام اللّين ومنحه خيارات متعددة
ضرورة الاستعانة بالكلمات اللينة وبالأخص في حالة رفض طلب للطفل العنيد استعمل معه أسلوب ذكي يناسبه.
أو تخييره بين شيئين ليكون مجبر على الاختيار بينهم، ويبدو له وكأنه هو المسؤول عن اتخاذ القرار، وهذا ما يبحث عنه.
والجدير بالذكر عند مشاهدة الطفل للتلفاز، لا تحاول أمر ابنك بأن يغلقه ويتجه إلي النوم أو المذاكرة.
بل قل له: “هل ستغلق التلفاز الآن لتدرس، أم أنك ستنتظر لمدة 5 دقائق؟” .
حيث أن هذا الأسلوب سيدرّب طفلك على الانصياع لأوامر طواعية، فهو أيضاً يهيئ الطفل ليصبح شخصاً قادراً على اتخاذ القرارات وصنعها.
5/ المديح
- يعتبر المديح والإطراء واحد من أهم وأكثر الوسائل فعالية حيث أثبت نجاحه حول كيفية التعامل مع الطفل العنيد.
- يترك المدح أثراً كبيراً وتبعات إيجابية على تقوية شخصيته وثقته بنفسه.
- فبدلاً من اتباع أسلوب الأمر للمساعدة، يمكن اللجوء لطريقة أسهل وأنجح تجعله يهب للمساعدة فوراً، فمثلاً إذا أردت منه ترتيب غرفة الجلوس.
- وجّه له الكلام بالأسلوب التالي
- : “لا أحد يجيد ترتيب المكان مثلك” أو “أنت جيد جيداً في هذا الأمر” أو “أنت تقوم بهذا العمل أفضل مني، علّمني ذلك”.
- _ محاولة التحدث مع الطفل عندما يهدأ
- _ الاستماع باهتمام إلى سبب بكائه
- _ عدم إنكار مشاعره والاستمرار في قول لا تبكي.
- _ استخدام طرق لتعليمه للتعبير عن ما يريد غير البكاء حسب عمره.
- عدم مبادلته بالصراخ ومعاقبته بالضرب لأنه سيزيد من بكائه. تشتيت انتباهه.
- إيجاد بديلاً في حالة إصرارك على رفض.
أهمية التربية الصحيحة
كما تتطلّب التربية الصحيحة والسويه مجهوداً كبيراً من الأهل، لأن من الممكن تصرف واحد خطأ مهما كان بسيط يؤثر بالسلب على نفسية الطفل.
والجدير بالذكر أن هذا قد يحدث عواقب كثيرة يبقى أثرها مدى الحياة، لهذا إليك مجموعة من الإرشادات للتعامل مع طفلك العنيد و مدي ضرورة فهم طبيعة الشخصية العنيدة تعرفها لأول مرة من خلال بعض المعلومات.
ضرورة فهم طبيعة الشخصية العنيدة
تُمثل حالة العناد والعصبية نوع من أنواع العناد لدى الأطفال ويعد من أنواع السلوك المضطّرب.
كما أنها تنمّ عن مشاعر النّفور والكراهية من الطفل إلى الأشخاص المحيطين به.
علاوة على ذلك يصدر هذا السلوك من الطفل وهو في واعيه وإرادته، أو دون وعي ونتيجة لذلك تكون تصرفاته على شكل عادة يمارسها تلقائي.
كما يحتاج الطفل العنيد والعصبي من التربويين الاهتمام والعناية القصوى وعدم الاستسلام.
بل الإسراع في علاج هذا السلوك، إلى جانب عدم تعويده على نيل مطالبه بكثرة البكاء والإلحاح.
ويجب ألّا يتجذّر هذا السلوك في نفس الطفل، وألّا يُكوّن تصوّراً في ذهنه بأنّ جميع أفراد الأسرة هم رهن أهوائه ورغباته.
لذلك فإنّ على الوالدين ترويض الطفل على طاعتهما، ومساعدته على كسب شخصية محبّبة بين الناس في المستقبل.
مخاطر انتقال العناد بين الأطفال وبعضها
قد ينتشر سلوك العناد والعصبية بين الأطفال، إذ من الممكن أن يصبح الطفل العنيد مثالاً يُقتدى به من قبل الأطفال الآخرين.
وتجدر الإشارة إلى انّ عصبية الطفل قد تنتج عن ضيق يشعر به، أو توتّر يُصيبه اتّجاه مشكلةٍ ما أو موقف مرّ به.
تعد من مظاهر العصبية لدى الطفل: الصراخٍ الشديد، أو المشاجرات مع أقرانه، ومع من يُحيطون به مثل إخوته ووالديه، أو قضم الأظافر، أو مصّ الأصابع، أو إصراره على ما يريده وبشدة.